في حلقة جديدة من مسلسل هروب عناصر وقيادات داعش من سجون فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، تمكن اليوم الاثنين 27 نيسان \ أبريل ثمانية من سجناء تنظيم الدولة الإسلامية \بينهم قياديان من الهروب من سجن الزراعة التابع لفرقة الحمزة، كما وفر سجين آخر سجن الصوامع التابع لفرقة السلطان مراد في مدينة الباب بريف حلب. ووتعتبر كل من فرقة السلطان مراد وفرقة الحمزة من أهم الفصائل العاملة ضمن الجيش الوطني، الذي شكلته وتدعمه تركيا شمال سوريا.
وأشارت مصادر محلية على أطلاع أن العملية ليس هروب، وإنما تهريب لهؤلاء المعتقلين بعد تسوية قد تكون مالية، أو مقابل إرسالهم للقتال بلباس الجيش الوطني في ليبيا وأماكن أخرى، وأن كل الفارين هم من الذين يصنفون (خطيرين) اعتقلوا من قبل الأجهزة الاستخباراتية، ولم يحدث أن عرضوا على أي محكمة، أو تدخل القضاء في ملفاتهم. كما وكشف المصدر أن عدد المعتقلين ضمن سجن الزراعة يبلغ 270 شخصا، بينهم نساء.
وتكشف مثل هذه العمليات عن النجاحات الكبيرة التي يحققها الجهاز الأمني لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي بدأ ينشط في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، ويخطط فيها لشن المزيد من الهجمات على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مستفيدا من الحماية التركية، ومن علاقاتها الوثيقة مع فصائلها ضمن الجيش الوطني، لا سيما وأنّ التنظيم يمتلك ميزانية ضخمة، فيما هذه الفصائل تعاني من شح في التمويل الذي باتت تركيا عاجزة عن توفيره.
هروب سجناء داعش من سجون الفصائل المدعومة من تركيا ليس الأول من نوعه، فسبق أن تمكن 10 من الهروب في 6 ديسمبر 2019 بينهم 5 ينتمون لتنظيم داعش – من بينهم جنسيات غير سورية – من سجن تابع لفصيل “أحرار الشرقية” بمنطقة راجو في مدينة عفرين.
كما تمكن أكثر من 20 سجيناً من عناصر وقيادات داعش من الهروب من سجن لأحرار الشام في محافظة إدلب في عملية درامية تمكن فيها السجناء من أسر السجّان، كما هرب 15 منهم من سجن تابع لفصيل فيلق الشام بينهم جنسيات أجنبية في 13 يوليو 2018.
كما وهروب عدد من قيادات داعش من سجن تابع للمكتب الأمني لحركة أحرار الشام في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، إضافة لتهريب سجناء ينتمون لداعش على أيدي هيئة تحرير الشام إبان هجومها على أحرار الشام في الشمال.
وفي 4 مارس 2019 تمكن 5 سجناء من الهروب من سجن تديره “الشرطة العسكرية” من نفس السجن في منطقة راجو في عفرين، كانوا ينتمون لفصيل “فيلق الشام” واعتقلوا بعد نشر فيديوهات لهم وهم يعتدون على مدنيين، ويعذبونهم.
نجاح عناصر وقيادات داعش في الهروب أكثر من مرة وفي أكثر من سجن للفصائل المعروفة بالحراسة المشددة يربطه البعض بدفع مبالغ طائلة تصل إلى 50 ألف دولار مقابل تهريب سجين واحد، ومعظم قادة تلك الفصائل لا يمكنهم رفض هكذا عرض مغري! فيتم إطلاق سراحهم عبر مشهد تمثيلي يسمى “هروب”.