بالأرقام تفاصيل نقل تركيا لمرتزقة “سوريين” إلى اذربيجان

يبدو أن مسألة نقل مسلحي (الجيش الوطني السوري) -التابعة لحكومة المعارضة السورية المؤقتة، والتابعة للائتلاف السوري المعارض ومقره اسطنبول- إلى أذربيجان في القوقاز دخل حيز التنفيذ، لا سيما وأنّ الفصائل الموالية لتركيا بدأت بفتح مكاتب في المدن السورية الخاضعة لسيطرة تركيا، بالتحديد في مدينة عفرين، مدينة تل أبيض، مدينة رأس العين، مدينة الباب لتسجيل أسماء الشبان الراغبين في الانضمام لمعسكرات التدريب التركية تمهيدا لنقلهم إلى أذربيجان أو ليبيا، أو الحدود اليونانية وأي مكان آخر ووجهة تحددها تركيا.

وسينضم هذا الجيش من “المرتزقة” إلى قائمة جيوش المرتزقة التي سبق لتركيا أن زجّت بهم في عدد من الجبهات الساخنة في المنطقة أهمها الجبهتان السورية والليبية.

وفي تفاصيل جديدة حصلنا عليها، أنّه ستغادر الأربعاء القادم (3 أيلول 2020) أول دفعة من المسلحين السوريين (الجيش الوطني السوري أو الجيش الحر) إلى أذربيجان، وأعدادهم تتراوح بين 1000 إلى 1500 مسلح، براتب قد يصل إلى 1800 دولار.

وقالت المصادر بإنّ التجنيد باتجاه أذربيجان قد بدأ بالفعل منذ شهر، إضافة لتحضير مجموعات عسكرية من ” فيلق الشام ” و ” السلطان مراد ” و ” سليمان شاه ” و ” فرقة الحمزة ” بأسماء ذات طابع تركي، في مهمة تهدف لحماية القواعد التركية التي تنوي أنقرة تثبيتها في إقليم ناخيتشيفان الأذري المحاذي لأرمينيا والمنفصل جغرافيا عن أذربيجان.

وأنّ هذه الدفعة دخلت الأراضي التركية عبر باصات انطلقت من مدينة عفرين (الصورة بالأسفل) بتاريخ 21 أيلول.

وكان تسجيل لقيادي في الفصائل المسلحة (التابعة للائتلاف السوري)، ذكر فيه المتحدث أنّه “تمت الموافقة بحمد الله على تسفير ألف شخص إلى أذربيجان”، وأضاف أنّه “من 27 حتى 30 الشهر الجاري ستنطلق الطائرات”. وفي التسجيل الذي نشرته حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي محسوبة على المعارضة السورية، طلب المتحدث الذي لم تُعرف هويته أن يجري تبليغ الأشخاص بالموافقة وأن يتم العمل على توزيع العدد الذي تمت الموافقة عليه على الكتل التي يمثلها هؤلاء، وشدد على أنّ “الأمور مشت مية بالمية بإذن الله تعالى” لتتبع ذلك صيحات التكبير من قبل الحاضرين.

ومنذ التصعيد الأخير بين أذربيجان وأرمينيا في تموز (يوليو) الماضي، تنوعت الأنباء حول مخطط تركي لتأسيس جيش جديد من المرتزقة من المقاتلين السوريين وإرساله إلى منطقة النزاع.

وتدعم تركيا جيش أذربيجان فيما تدعم روسيا أرمينيا، حيث أسفرت الاشتباكات الحدودية في الأيام القليلة الماضية عن مقتل عدد من الجنود بين الطرفين.

وفي منتصف الشهر الجاري أيلول (سبتمبر)، اتّهم وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان، تركيا بنقل مقاتلين أجانب إلى أذربيجان، لدعم السلطات المحلية في الصراعات الدائرة بين الدولتين، تنفيذاً لتهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتصدي لأرمينيا ومناصرة أذربيجان. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مناتساكانيان مع نظيره المصري سامح شكري في إطار زيارة قام بها إلى القاهرة، آنذاك.

وقد اعُتبر اتهام مناتساكانيان أنقرة بمثابة ردّ على تصريح لأردوغان في تموز (يوليو) الماضي قال فيه: “لن نتردد أبداً في التصدي لأيّ هجوم على حقوق وأراضي أذربيجان”، كما صرّح إسماعيل دمير مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية في 20 تموز (يوليو) أن “صناعتنا الدفاعية، بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائماً”.

وقد اعتبرت أرمينيا هذا التصريح تهديداً تركياً ضمنياً باستخدام القوة في النزاع القائم مع أذربيجان حول إقليم قره باغ الجبلي.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يصدر فيها دليل صوتي مسرّب يثبت صحة ما أشيع عن وجود خطة تركية لإنشاء جيش من المرتزقة من المسلحين السوريين وإرسالهم إلى أذربيجان.

ويكاد الأمر يتطابق مع الأداء التركي في إرسال مرتزقة إلى ليبيا، حيث بدأ الأمر بمجرد إشاعات غير مثبتة وسط إنكار تركي تامّ، إلى أن بدأت التسريبات الصوتية والصور والفيديوهات المصورة تكشف حقيقة تواجد مقاتلين سوريين على الجبهات الليبية، الأمر الذي أصبح في ما بعد من العناصر الثابتة في المشهد الليبي.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك