رفضت السلطات التركية ادخال جثامين الفنانين السوريين عازف الكمان والمغني محمد خليل غازي (محمد دومان) و المغني الشعبي عبد القادر حسين علي (حافظى كور) وذلك خلافا لوصيتهم حيث طلبا أن يتم دفنهما في مسقط راسهم كوباني في حالة وفاتهم عبر عدة لقاءات صحفية سابقة اجريت معهم.
واليوم الجمعة 7 اغسطس آب 2020 اضطررت عائلة الفنان الشعبي محمد خليل غازي على دفنه في مدينة سروج الحدودية “مؤقتا”، كما سيتم دفن جثمان عبد القادر حسين غدا في البلدة المتاخمة لمدينة كوباني.
وتوفي محمد غازي الملقب بـ “محمد دومان” عن عمرٍ ناهز الـ 91 عام، يوم الأربعاء في الـ 5 من آب / أغسطس، في إحدى مشافي العاصمة التركية أنقرة، كما توفي عبدالقادر حسين الملقب بحافظى كور ( وهو ضرير العين ) يوم الجمعة في 7 آب / أغسطس في مدينة سروج.
ومنعت السلطات التركية اليوم الجمعة، السماح بدخول جثمانهما إلى الأراضي السورية بحسب عائلتهم.
وكانت هيئة الثقافة والفن في الإدارة الذاتية اعلنت عن “استعدادات قامت بها لاستقبال جثمان محمد غازي، وعبد القادر حسين ودفنهم في مسقط رأسه في كوباني، بحسب وصيته قبل وفاته” قبل أن تعلن السلطات التركية منع إدخال الجثمان.
وعمل الفنانان على استعادة التراث الشعبي الكردي من خلال الحفاظ على القصص التراثية الكردية التي كانت تروى عبر أغانيهم التي تشارك بها هو والعديد من الفنانين القدامى.
ﻣﺤﻤﺪ ﺩﻭﻣﺎﻥ او محمد خليل غازي:
ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻞ ﻏﺎﺯﻱ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻛﻮﺑﺎﻧﻲ 1929 ﻡ في كوباني / قرية شيران ، من أب كردي و أم تركمانية.
وهاجرت عائلة محمد خليل غاري من بلدة التون كبري التابعة لمدينة كركوك في فترة زمنية غير معروفة واستقرت في سويرك في ريف أورفا ثم حطت بها الرحال في قرية شيران ثم انتقلت العائلة إلى كوباني حوالي عام ١٩٣٢.
بدأ محمد خليل تعلم العزف على آلة الكمان وهو طفل في الثانية عشر من عمره على يد أستاذه الملقب بمكتبلي.
كان الراحل يتحدث اللهجتين السورانية و هي لهجته المتداولة في البيت و اللهجة الزازية التي تعلمها أثناء إقامته في مدينة سويرك بالإضافة إلى الكرمانجية.
وشارك الفنان الكوردي الراحل إلى جانب الفنان الكبير باقي خضو في العديد من الأعمال، عازفاً ومغنياً، وله المئات من التسجيلات التي تغني التراث الفني الكوردي.
بعد هجوم داعش على كوباني عام 2014، نزح إلى تركيا، ومؤخراً أصيب بمرض عضال، إلى أن وافته المنية عن عمر يناهز 91 عاماً.
حافظى كور:
حافظى كور أبو مورو، اسمه”عبدالقادر بن حسين علي” مواليد 1940 أصوله يمنية ولد فاقدا البصر، فقيرا كان منزله غرفة واحدة صغيرة في حي كاني في كوباني المطل على كرى كاني، اشتهر بأغنيته (امان برن برن عسكر برن ) .
كان يعتمد في معيشته على بعض من جيرانه..
رافق باقي خضو ومحمد دومان وتعلم منهم ومن مشو بكابور…غنى ملاحم وأغاني شعبية عديدة” دوريش عبدي، طيّار، سيد أحمد، سيامند و خجة، حسين بك زيلي، دلو….. وجمعيها من أغاني باقي خضو.
اعتقل عدة مرات من قبل الأمن السوري بسبب غناءه بالكردية.
والده من أصول يمنيه جاء في فترة “السفربلك 1914” إلى تركيا وعاش في إحدى القرى الكردية المحاذية لسوريا حيث كان يعمل في منزل عبدالقادر خرطاوي مدة 18 عاماً وبعدها انتقل للعيش في روجافا / كوباني وتزوج هناك وانجب ثلاث أبناء أصغرهم حافظى كور، توفي والده حيث كان حافظ رضيعا، وتوفي واحد من أخوته والآخر يعيش في اقليم كردستان.
لم يتزوج حافظ وكان طموحه الهجرة لبلد آخر طلبا للراحة والعلاج.