استغل مُصور وكالة أنباء الأناضول التركية أطفالاً سوريين في مخيم لا تتوافر فيه أبسط مُقوّمات الحياة ليجعلهم يلعبون بطائرات ورقية “تركية الصنع”، واعتبار ذلك انجازا يستحق التمجيد، يقدم لأطفال نازحين لاجئين في وقت تعتبر فيه تركيا دولة منخرطة ومُساهمة في الخراب والدمار والتشريد، كطرف يشارك في الحرب بشكل مباشر ويعرقل فرص التسوية والسلام.
مُصور وكالة أنباء الأناضول التركية يستغل أطفالاً سوريين يعيشون في مخيم لا تتوافر فيه أبسط مُقوّمات الحياة والطفولة، ليجعلهم يلعبون بطائرات ورقية "تركية الصنع"؟ عليها العلم التركي.
ماذا قدّمت أنقرة لهم غير المُساهمة في الخراب والدمار والتشريد؟ https://t.co/yox5PlpIP5 pic.twitter.com/cQQcs3cLYR— VdC-NsY (@vdcnsyEnglish) July 9, 2020
يقول الخبر الذي نشرته “الأناضول” في 9 تموز 2020:
غطت الطائرات الورقية الملونة سماء مخيم نزوح شمالي سوريا، في رسالة بعث بها الأطفال السوريين أملا في مستقبل أفضل.
ونظمت إدارة مخيم “التح” القريب من الحدود السورية التركية، فعالية لإسعاد الأطفال النازحين والترويح عنهم، بإطلاق عشرات الطائرات الورقية.
وطغت ألوان العلم التركي، على الرسوم التي نقشها الأطفال على طائراتهم الورقية.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا قبل 9 سنوات، قتل آلاف الأطفال، فيما شرد ملايين آخرون، في معاناة تتحمل تركيا جزءا كبيرا من مسؤوليتها، وفق تقارير أممية وحقوقية.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن 6.7 ملايين سوري تحولوا إلى لاجئين خارج سوريا جراء الحرب، بينهم 2.5 مليون طفل.
أما تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، فتشير إلى أن ثلث الأطفال السوريين حرموا من التعليم جراء الحرب، فيما حرم قسم كبير منهم من الخدمات الصحية الضرورية.
تركيا وفصائل المعارضة تسببت في مقتل واصابة 341 طفلا واعتقلت 108
قال “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا” إنّضه وثق استشهاد 154 طفلا، وإصابة 187 منذ بدء التوغل التركي والهجوم على مدينة عفرين في 20 يناير 2018، والحملة العسكرية شرق الفرات في 9 أكتوبر 2019 حتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري.
جاء ذلك في تقرير أصدره “المركز”، بمناسبة “اليوم العالمي للطفل” الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام.
وتضمن التقرير توثيق مقتل 83 طفلا دون سن الـ 16 من قبل الجندرمة التركية على الحدود السورية، كانوا برفقة عائلاتهم ويرغبون في اللجوء إلى تركيا فارين من المعارك الدائرة في بلادهم منذ 8 سنوات، إضافة لمقتل 56 امرأة، من أصل 446 لاجئا قتلوا منذ آذار 2011 من الفارين باتجاه الحدود التركية. ومقتل 19 طفلا أثناء الهجوم التركي على مدينة عفرين وإصابة 35 بجروح بينها حالات بتر أطراف، إضافة لمقتل 25 طفلا في القصف التركي على مناطق تل أبيض ورأس العين شمال شرق سوريا وإصابة 42 بجروح، وقتل طفل واحد في القصف التركي على بلدة تل رفعت بريف حلب وأصيب 15 بجروح، إضافة لمقتل 26 طفلا في التفجيرات التي تستهدف المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في شمال سوريا، بينهم أطفال قتلوا نتيجة الاقتتال بين الفصائل نفسها، وإصابة 61 بجروح.
كما كشف المركز قيام القوات التركية، والفصائل السورية الموالية باعتقال 108 طفلا دون الـ 18 عاما، من أصل 5678 شخصا في المعتقلات منذ آذار 2018، ومازال مصير نصفهم مجهولا، كما أنّه ومنذ اعلان تركيا الهجوم على منطقة شرق الفرات في 9 أكتوبر، قامت الفصائل الموالية لتركيا باعتقال 22 طفلا.
وتم توثيق 15حالة على الأقل لتعذيب أطفال، في سجون الفصائل الموالية لتركيا في اعزاز وعفرين وتل أبيض، حيث وثق بأشرطة مصورة ربط لطفل في مدينة اعزاز من قدميه وتدلي رأسه للأسفل وتم ضربه بالسياط مرارا، فيما حوله أناس يعطون تعليمات للشخص الذي يعذب الطفل…كما وتم توثيق قيام عنصرين من جهاز الشرطة في بلدة شران بريف عفرين بتعذيب ثلاث أطفال من خلال حجزهم في “تواليت” واجبارهم على تنظيفه بأظافر أيديهم، وحالة لإعدام طفل ميدانيا في بلدة سلوك شرقي تل أبيض كان يعمل سائقا لسيارة إسعاف تابعة لمشفى البلدة، وحالة أخرى لاختطاف طفل معاق مع والده، وطلب الفدية، وثم قتلهم برفقة شخص ثالث…عدا عن حالات إصابات الأطفال ومقتلهم نتيجة القصف ك الطفل محمد الذي قتل في قصف تركي الذي استهدف منزله في الحسكة، وأصيب أخته إصابة بليغة في الرجل أدت لبتر قدمها، كما وأن الطفل محمد حميد (13 عاما) الذي تعرض لإصابة بليغة بأسلحة محرمة يعتقد أنّها الفوسفور تسببت في حرق كامل جسده، وحالات أخرى كثيرة…
هذا عدا عن حالات اختطاف الأطفال كما حدث في يوم الجمعة 15 نوفمبر؛ حيث تعرضت فتاة كردية بالغة من العمر 15 سنة من قرية غزاوية بريف منطقة عفرين أسمها “رويا هنانو مصطفى”، لعملية خطف من قبل مسلحين يعتقد إنّهم من فصيل “فيلق الشام” حيث كانوا يستقلون سيارة هونداي مغلقة من نوع “فان”، وبرفقتهم نساء منقبات. شهادة من ذوي رويا أكدوا أنّ عائلتها تعرضت مرارا للابتزاز والتهديد من قبل عناصر من فيلق الشام، واتهموا قيادة هذا الفصيل باختطاف ابنتهم بغرض المطالبة بالفدية.
كما وثق المركز اجبار 9 فتيات “قسرا” من الزواج من مسلحي الفصائل في منطقة عفرين، تحت تهديد وابتزاز ذويهم، و 3 حالات زواج قسري في مدينة جرابلس وواحدة في كل من مدينة اعزاز والباب، منهن 4 دون سن الـ 18.
كما وثق تعرض 11 امرأة للاغتصاب منهن 2 دون سن 18، من قبل قادة وعناصر الفصائل ثلاث فقط أبلغن عن الحادثة، تم قتل واحدة منهن في جرابلس تحت ذريعة “جريمة شرف” فيما تم طي ملف القضية الثانية التي كانت موجهة ضد قائد فصيل سليمان شاه، المعروف باسم محمد ابو عمشة.