تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان في عفرين وقراها بشتى الطرق والأساليب، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
مسلحون من فصيل سليمان شاه أو كما يعرف ب العمشات كانوا قد فرضوا حصار على قرية كاخرة في ناحية معبطلي، مانعين دخول أو خروج أحد، مع قطع المياه، والكهرباء والخبز عن الأهالي، ترافقت مع اقتحامات واعتقالات عشوائية. وردا على تقارير لمنظمات حقوق الإنسان وبدل وقف الانتهاكات لجأت وسائل إعلامية موالية للفصيل المذكور إلى بث مقطع مصور مصور مع عدد من سكان القرية، وليس من الصدفة أن كل الضيوف الذي شاركوا في المقطع المصور هم من الكبار في السن، حيث لم يبقى الشباب في المنطقة برمتها منذ أن سيطرة تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها على مدينة عفرين آذار 2018، بين من نزح عن منزله قسرا، أو من اعتقل واختطف.
قرية كاخرة كانت تسكنها قرابة 350 عائلة قبل “الغزو التركي”، تعرضت للسلب والنهب من قبل الفصيل المسيطرة (سليمان شاه)، عاد الى القرية بعد انتهاء الحرب قرابة 7 عائلة، رفض عناصر الفصيل السماح لهم بالعودة لمنازلهم، حيث تمت مصادرتها، مع الاراضي والبساتين، اختار العشرات من العوائل نصب خيم قرب منازلهم، وظهر منهم في الفيديو عدد منهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها فصيل “العمشات” الى إجراء لقاءات مصورة مع الضحايا، وجعلهم يصرحون عكس الواقع، كما كانت تفعل في فترات سابقة بعض وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية، وهي تجبر المحتجين، أو سكان المدن على الظهور وتجميل الواقع، ونفي الاضطرابات، أو اجبار معتقل على الادلاء بحديث تحت التهديد. فـ “العمشات” سبق وأن قاموا بنشر فيديو بتاريخ 7 آب 2016 في قرية النعمان بريف مدينة الباب، واجراء لقاءات مع المدنيين بغية تكذيب ما نشرته وقتها وسائل إعلام عن قيام قائد الفصيل ( محمد الجاسم عمشة ) بخطف وتعذيب 23 شخصا من قرية النعمان بينهم 3 نساء وسجنهم ليومين داخل مدرسة القرية، بغية دفعهم للنزوح والتنازل عن منازلهم حيث كان يطمح الفصيل في تحويلها لمقرات عسكرية، ومراكز إيواء عناصره.