عقدت هيئة الحريات الدينية الأمريكية “جلسة أونلاين” اليوم الأربعاء 10 حزيران يونيو طلبت في ختامها بانسحاب تركيا وقوات الجيش الوطني التابعة لها من سورية ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والتطهير العرقي، وحثت الإدارة الأمريكية على استثناء منطقة الإدارة الذاتية من تبعات ” قانون قيصر ” وألا يؤذي تنفيذه الإدارة الذاتية، كما ودعت المنظمات الدولية بتنفيذ المزيد من برامج التطوير والتنمية في المنطقة بشمال شرق سورية دون التأثير على شفافية عمل الإدارة الذاتية.
وفي الجلسة التي بثت من واشنطن قالت ايمي اوستن هولمز إنّ “قوات سورية الديمقراطية” هي التي أوقف المجازر التي ارتكبها تنظيم داعش وقادت معركة هزيمته وإنّها تنظيم مؤلف من مختلف مكونات المجتمع بقيادة الأكراد، دربتها الولايات المتحدة.
ايمي أشارت إلى أنّ مدينة تل أبيض بعد الاحتلال التركي باتت خالية تماما من الأرمن وأبدت خشيتها من أنّ يقوم الأتراك بإنهاء الوجود المسيحي في ديريك وتل تمر وتحدثت عن المزيد من الانتهاكات من عمليات الخطف مقابل فدية والاستيلاء على الممتلكات واستهداف البنية التحتية.
كما تحدثت عن التبعات السلبية للهجوم التركي على منطقة عفرين، وأنّه أدى لنزوح 90 % من الإيزيديين الذين اضطروا لمغادرة عفرين وأنّ المواقع المقدسة للإيزيديين في شمال شرق سورية الواقعة تحت سيطرة القوات التركية تعرضت للنهب والنبش والتخريب. كما ذكرت أنّ 175 عائلة مسيحية كانوا يعيشون في عفرين أجبروا على مغادرة قراهم بسبب الغزو التركي حيث تعرضت الكنائس هناك للنهب والتخريب وطالها الدمار.
وأشارت إلى أنّ الجيش الوطني الموالي لتركيا اعتقل وخطف الكثير من النساء ويفرض قواعد إسلامية متشددة مثل التي كانت يفرضها داعش وأنّ 35 قرية مسيحية تقع بالقرب من خطوط التماس مع القوات التركية أخليت من سكانها في ريف الحسكة حيث تستهدفهم تركيا بالقذائف.
وطالبت ايمي بالضغط لتنسحب تركيا من شمال سوريا على وجه السرعة وإذا لم تنسحب تركيا من رأس العين وتل أبيض وعفرين فإنّ الأوضاع في المنطقة تسير نحو المزيد من التدهور. كما دعت إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق من الكونغرس تزور المنطقة الخاضعة لتركيا في شمال سوريا لإجراء مسح وتقييم ميداني شامل والاطلاع عما يجري فيها من انتهاكات وتطهير عرقية.
ايمي أشارت أيضاً أنّ تبعات الهجوم التركي كانت كارثية على السكان، وأنّ وضع المسيحيين في تل تمر خطير في ظل استمرار الهجوم التركي، كما وأشارت أنّ الولايات المتحدة مطالبة بدعم تمثيل حقيقي للإدارة الذاتية في مفاوضات جنيف المتعلقة بمستقبل سوريا، وأنّ البيئة التي خلقتها الإدارة الذاتية هي الأفضل لأن تكون نموذج للحياة ما بعد نظام الأسد.
سارة كيالي، باحثة في منظمة هيومن رايتس واتش تحدثت عن تبعات سلبية لقيام تركيا والجماعات المسلحة الموالية لها بقطع المياه عن قرابة نصف مليون سوري يعيشون في تل تمر والحسكة، في ظل أزمة كورونا.
حسان حسان، وهو مدير برنامج اللاعبون الغير حكوميين في مركز السياسات الدولية تحدث عن تدهور الوضع الأمني عقب الهجوم التركي، والفوضى التي قد تؤثر على هزيمة تنظيم داعش، وتحدث عن الانتهاكات بحق الإيزيديين بعد الهجوم التركي، وعن التغيير الديمغرافي وقيام “الجهاديين” الموالين لتركيا باستهداف الطوائف الأخرى، كما طالب بضرورة السماح لسكان عفرين بالعودة لمناطقهم التي اضطروا للنزوح عنها قسرا نتيجة الهجوم والاحتلال التركي وأن تدعم واشنطن مختلف جهود الاستقرار في المنطقة ، كما أشار إلى أهمية أنّ تنال كل المكونات دورا في قوات سوريا الديمقراطية، وتحدث عن رفض دمشق الحوار معها مفضلة التفاوض مع أشخاص وليس كيانات.
ميشيل روبين تحدث عن قيامه بزيارة منطقة الإدارة الذاتية مرتين على الأقل ، وأنّه شاهد كيف تقوم “الإدارة الذاتية” بالمحافظة على الحريات الدينية بينما تركيا تقوم عكس ذلك، وتحدث أنّ احتلال تركيا لعفرين دمر الحريات الدينية وفاقم الأوضاع المستقرة هناك، وتحدث أنّ ميليشيات مرتبطة بتركيا تستهدف المسيحيين والايزيديين وتفرض عليهم قوانينها الصارمة وتحرم العدد القليل المتبقي منهم والعاجز عن المغادرة من الإغاثة ومن الأوراق الثبوتية التي بدأت بفرضها، إن لم يطبقوا “الشريعة الإسلامية” من وجهة نظرهم بارتداء الحجاب وغيره.
روبين طالب الإدارة الأمريكية والكونغرس على حد سواء بالضغط على تركيا للمحافظة على الحريات الدينية ودعا لتشكيل لجنة تقصي الحقائق والبحث عن مصير الأكراد (الإيزيديين) المختطفين من قبل ميليشيات موالية لتركيا في عفرين ومناطق أخرى، كما وطالب باستثناء منطقة الإدارة الذاتية من العقوبات، وطالب كذلك بأن تقوم الولايات المتحدة بدور الوسيط لاستئناف المفاوضات بين حزب العمال الكردستاني وتركيا لأنّ ذلك سيكون مهما لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وأنّ تصنيف الحزب الذي ينادي بالحقوق الكردية والحريات إرهابي هو خطأ ويجب على واشنطن إلغاءه.