تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من الاعتقالات وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.
وشهدت منطقة عفرين في شهر نيسان \أبريل 2020 اعتقال (60) شخصا، تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة، كما وتم توثيق تعرض أكثر من 14 معتقلا للتعذيب، وسجلت حالتي وفاة تحت التعذيب، وحالتان لقتل مسنين.
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسية تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت أسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة \ الائتلاف فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.
ويقود تلك الجماعات أجهزة أمنية وعسكرية أنشأتها تركيا في المنطقة، وهم كل من قائد الشرطة العسكرية في عفرين (المقدم محمد الحمادين / أبو رياض) -تم عزل قائد الشرطة السابق رامي طلاس بتاريخ 2 نيسان الجاري-، وقائد فرع الأمن السياسي في عفرين (محمد راجي)، وقائد الشرطة المدنية في عفرين (مهند الحسين) ونائبه (عامر المحمد) وقادة الفيالق الثلاثة في الجيش الوطني (معتز رسلان) و (محمود الباز) و (أبو أحمد نور) و (هيثم العفيسي) إضافة للعشرات من قادة المجموعات المسلحة المنتشرة ومسؤولوا الحواجز والقرى والأحياء حيث تم تقسيم مدينة عفرين لمناطق سيطرة متعددة منفصلة، وبات كل فصيل في منطقة الآمر الناهي، له سجونه الخاصة، وقوانينه الخاصة.
ومنذ بداية أيار مايو الجاري، تم توثيق اعتقال (3) أشخاص، تم اقتيادهم لجهة مجهولة إضافة للاستيلاء على عدد من منازل المدنيين..
في منطقة شيخ الحديد (شيه) بريف مدينة عفرين، شنت ميليشيات “لواء الوقاص” حملة تفتيش واقتحام لعدد من المنازل في قرية “آنقليه” اعتقلت خلالها 3 أشخاص عرف منهم “شيخو عابدين أحمد (18 عاما). كما وقام مسلحون من فصيل سليمان شاه\ العمشات بالاستيلاء على العشرات من منازل المدنيين وطرد سكانها، والاستيلاء على المحلات التجارية ومنها منازل تعود ملكياتها لـ (حسين إسماعيل عرب، زكريا عرب، حسين قراش، حجي خليل شيخو، زكريا أمين حيدر، زكريا نعسان، محمد مصطفى، عزت كمال علي بكر) وذلك بسبب عدم قدرتهم على دفع “الإتاوات” التي يفرضها الفصيل.
من جهة أخرى تم إطلاق سراح 8 نساء من أصل قرابة 90 امرأة معتقلة من قبل فصائل الجيش الوطني والأجهزة الأمنية، حيث تم دفع غرامة مالية مقابل الإفراج عنهن وهنّ: أمل محمد نوري، عائشة نوري علي، تولين عبد الرحمن حسن، نازلية عبد الرحمن حسن، سلوى حسن محمد، روكان خليل مستو، منال نور الدين رشيد، شيرين عبدو محمد.
ويشار أنّ الأجهزة الأمنية في عفرين كانت تنكر اعتقالها لنساء، وأنّ المفرج عنهم معتقلات منذ سنة ونصف إلى 6 أشهر.