كشفت مصادر موثوقة أنّ السلطات التركية تواصل قطع رواتب عناصر الفصائل ضمن الجيش الوطني السوري من الذين رفضوا الذهاب إلى ليبيا، وبدأت مؤخرا تعدم دفع رواتب من يرفض الذهاب إلى منطقة شرق الفرات، ومدينتي تل أبيض ورأس العين.
وتشهد مناطق سيطرة القوات التركية في شمال سوريا، منذ مدة اعتصامات، واحتجاجات بسبب التأخر في دفع رواتب عناصر الفصائل المسلحة، ومؤخرا تم قطعها نهائيا وهو ما يهدد بتفجير الأوضاع، نحو المزيد من التأزم في ظل التمييز الذي تفرضه تركيا حيث تقوم بدفع ما يقارب الـ 1000 ليرة لكل عنصر من الفصائل التركمانية، ومنها السلطان مراد، وفيلق الشام، والعمشات\سليمان شاه وتدفع أقل من 300 ليرة تركيا لعناصر بقية الفصائل.
كما أنّ رواتب قادة الفصائل تدفع بالدولار وليس الليرة التركية، وقد تصل إلى 5 ألف ليرة تركية، وخاصة من الذين التزموا بإرسال المزيد من المقاتلين إلى ليبيا، ومنهم هيثم العفيسي قائد مايسمى بكتيبة السلطان مراد، وهو حاليا متواجد في ليبيا ويقود 1100 “مرتزق” وهو أيضا قائد للجيش الوطني السوري الذي شكلته تركيا في شمال سوريا سنة 2017، إضافة إلى “محمد الجاسم” المعروف باسم أبو عمشة.
ومن الفصائل التي تضررت بشكل بالغ مؤخرا، وقطعت رواتب 90% من عناصرها “فيلق الرحمن” و “لواء الفاروق” التابع لفرقة الحمزات، ذلك بسبب امتناعهم عن إرسال عناصرهم إلى ليبيا، ومؤخرا رفضوا الانتقال إلى منطقة شرق الفرات، معتبرين أنّ بقائهم في مناطقهم أفضل لتثبيت الأمن والاستقرار في ظل الفوضى والفلتان الأمني، وتهديدات بهجمات محتملة على مدينة الباب في ريف حلب الشرقي من قبل الجيش السوري.
وكان العميد “زاهر الساكت” الذي يتجهز لإعلان تشكيل عسكري جديد برعاية تركيا أشار إلى أنّ الفساد منتشر بين قادة فصائل الجيش الوطني، متعلقة بسرقة رواتب ومعاشات عناصرهم، وأنّ راتب أي مسلح ضمن الجيش الوطني (700 ليرة تركيا) بالحد الأدنى، وأنّ رواتب القادة أكبر بكثير، وأنّ قادة الفصائل يرسلون قوائم تضم عشرات أو مئات الأسماء الوهمية، وأنّ تركيا تصرف الرواتب لكنها لا تصل إلى العناصر أو يصل قسم منها.
كما أنّ العميد أحمد رحال المعروف أكد في لقاء تلفزيوني أنّ الفساد منتشر ضمن صفوف الجيش الذي شكلته تركيا في شمال سوريا بشكل فاضح، وأنّ قادة الفصائل تحولوا لمافيا يمارسون انتهاكات كبيرة، وسرقات وخطف واستيلاء على أملاك وأرزاق الناس بدون حسيب ولا رقيب.