نشرت هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا توضيحاً باللغة التركية حول المقطع المصور الذي انتشر مؤخراً لمقاتلين تابعين لها يهددون عناصر الجيش التركي بالقتل و “قطع الرأس”.
التوضيح نشرته شبكة “إباء” التابعة للهيئة، الخميس 16 من نيسان، وذكر أنّ الادعاءات التي أطلقها المقاتلون باطلة دون التحقق منها، مؤكدة أنّ أفعالهم مرفوضة أخلاقياً ودينياً.
وأكد الهيئة أنّها بدأت بالبحث عن الأشخاص الظاهرين في المقطع المصور والمجموعات التابعة لها، لتعرف دوافعهم وتحقق معهم.
وذكرت أنّ الجيش التركي هو “شريك في حرب الثورة السورية ضد النظام السوري وحلفائه”، وأنّهم “حاربوا في خندق وأحد مع عناصره، وضحوا بدمائهم دفاعاً عن الأراضي المحررة”
وكان عدد من مقاتلي تحرير الشام، قد نشروا مقطع فيديو وهم يتوعدون الجنود الأتراك بقطع رؤوسهم وظهر في المقطع المصور بإدلب العشرات من الجنود الأتراك وهم يتوجهون نحو إحدى قواعدهم بعد انتهاء دورية روسية مشتركة ضمن إطار وقف اطلاق النار.
Turkish-backed HTS (Al-Qaeda) elements, who oversee the M4 sit-in in Idlib region, filming the Turkish soldiers there, mocking them and one of them addresses them; "We will soon put your heads here." pic.twitter.com/iNBY464E0O
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) April 16, 2020
وهيئة تحرير الشام تُعرف أحياناً باسم تحرير الشام، هيَ جماعة سلفية جهادية متشددة شاركت وتُشارك في الحرب الأهلية السورية.
تشكلت المجموعة في 28 كانون الثاني/يناير 2017 من خلال اندماج كل من جبهة فتح الشام (كانت تُعرف بجبهة النصرة سابقاً) وجبهة أنصار الدين ثم جيش السنة ولواء الحق وكذلك حركة نور الدين الزنكي. بُعيدَ إعلان التأسيس؛ انضمت مجموعة منَ الجماعات الأخرى للهيئة كما انضمّ لها عددٌ من الأفراد والمُقاتلين من سوريا وخارجها. بالرغم من كل هذا الاندماج فإنّ الهيئة تتكوّن من عناصر في جبهة النُصرة بالخصوص حيث يُسيطر قادة هذه الجبهة المُنحلّة على أبرز المراكز في الهيئة. اتسعت رقعة هذه الهيئة وتضاعفت قوتها حتّى أصبحت لاعباً رئيسياً في النزاع الدائر في سوريا خاصّةً بعدما انضمّ لها عناصر من حركة أحرار الشام التي تُعد جماعة سلفية أيضاً لكنها أقلَّ تشدداً من نظيراتها. في الوقت الحالي.
على الرغم من الاندماج وتغيير الاسم وما إلى ذلك من الخُطوات فإنّ غالبيّة الدول تصنف الهيئة باعتبارها فرع تنظيم القاعدة في سوريا وخاصّة أنّها لازالت تحتضنُ العديد من القياديين والشخصيات الذين كان لهم دورٌ مهم في نشرِ فكر تنظيم القاعدة المُتطرف في منطقة الشرق الأوسط وبالخصوص في سوريا والعِراق. كما حافظت الهيئة على ذات الهيكل القيادي الذي كان لجبهة النصرة.
في المنحى ذاته؛ أكّدت السفارة الأميركية في سوريا في مايو 2017 أنّ الهيئة باتت على لائحة المنظمات الإرهابية منذ آذار/مارس 2017. أمّا سفير الولايات المتحدة في سوريا فقد قال: «حتى ولو اندمجت هيئة تحرير الشام مع أي مجموعة فستبقى جزءا من شبكة تنظيم القاعدة في سوريا.» ثمّ أضاف: «جوهر تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابيّة هوَ جبهة النصرة الإرهابية أيضا ، ستبقى هذه المنظمة إرهابية بغض النظر عن الاسم الذي تستخدمهُ أو المجموعات التي تعملُ جاهدةً على الاندِماج معهم.» في حين اعتبرت كندا الهيئة المعنيّة كمنظمة إرهابية في 23 أيار/مايو 2018. أما تركيا فقد صنفتها كإرهابية كذلك في أواخر شهر آب/أغسطس لكنها على تواصل مع الهيئة وهي من تحميهم حيث يتحرك الجنود الأتراك بحرية في إدلب الخاضعة لسيطرة الهيئة، ويرافق مقاتلوا الهيئة تحركات جنودها وتجري اجتماعات ولقاءات على مستوى عالي بين قادة الصف الأول في الهيئة والمسؤولين الأتراك.