سّلمت عشائر من محافظتي حماة وإدلب وسط وشمال سوريا، عريضة للقوات التركية تطالبها بالتدخل العسكري في المنطقة. سبع عشائر وقعت على العريضة التي طالبت تركيا بفرض الوصاية والتدخل العسكري. حيث جرى تسليمها للقوات التركية في منطقة صوامع الصرمان قرب مدينة جرجناز جنوبي إدلب. يأتي ذلك بعد اجتماع عقدته العشائر في مدينة معرة النعمان للتوقيع على العريضة.
اجتماع اخر عقده وفد من أعضاء الدائرة السياسية لمدينة جسر الشغور مع القوات التركية في نقطة المراقبة قرب قرية اشتبرق بهدف مناقشة الوضع العسكري مطالبين تركيا بحمايتهم والقيام بدورها كضامن لاتفاقية وقف التصعيد، لا سيما وأن قوات الحكومة السورية تتهيأ لاقتحام محافظة إدلب بالتزامن مع عودة حملة القصف المكثف على أنحاء المحافظة والتي أسفرت عن مقتل وجرح نحو 50 مدنيا قبل أيام، بعد أن هدد النظام على لسان رئيسه بشار الأسد بشن حملة للسيطرة على محافظة إدلب والمناطق الخارجة عن سيطرته في اللاذقية.
وسبق أن خرجت عدة مظاهرات أمام نقاط المراقبة التركية في محافظتي حماة وإدلب لمطالبة تركيا بتسريع إدخال قواتها إلى بقية النقاط في المحافظة لحمايتها من قوات النظام.
وتندرج محافظة إدلب في إطار اتفاق”تخفيف التصعيد” الذي وقعت عليه الدول الراعية لمحادثات “أستانة” (تركيا وروسيا وإيران)، وتنتشر فيها نقاط عسكرية تركية وأخرى روسية لمراقبة الاتفاق.
ولا يثق الناس بالوعود التركية كدولة ضامنة للاتفاقية لا سيما وأن تجربة حلب الشرقية والغوطة ودرعا وغيرها من المدن كانت كفيلة لكشف أن تركيا تخلت عن “فصائل المعارضة” وأن سيناريوهات تلك المناطق سيتكرر في إدلب التي تتعرض للقصف اليومي، حيث تكتفي بتسجيل الخروقات ولا تتدخل لوقفها.
خطوات طلب الحماية التركية تتزامن مع نزوح نحو 90 بالمئة من أهالي بلدات وقرى جنوب مدينة إدلب خلال الأسبوع الماضي شملت بلدات وقرى التح وأم الخلاخيل وأم جلال والرفة والفرجة وتل دم والبريصة وتل خزنة وأم تينة وسحال ومزارع التمانعة، ووصلت في بعضها إلى النزوح الكلي. النازحون اتجهوا نحو مدينة معرة النعمان، فيما مكث البعض ضمن مخيمات عشوائية في محيط قراهم أو توجهوا إلى المخيمات قرب الحدود التركية. بالاضافة إلى نزوح أكثر من 60 عائلة من قرى أبو شرجة والمشيرفة وأم الخلاليل إلى النقطة التركية في الصرمان “آملين أن تحميهم القوات التركية وتقدم لهم المساعدة وفق استطاعتها”.
وفي حلب طالبت “هيئة تحرير الشام” أهالي تسع قرى جنوب المدينة بإخلاء منازلهم خلال 48 ساعة بعد إعلانها “منطقة عسكرية” نتيجة العمليات العسكرية الجارية في المنطقة حيث يقطنها قرابة 25 ألفا .
وقال عضو مجلس قرية زمار “عبد الهادي أبو حسين” إن البيان يشمل قرى جزرايا والعثمانية وزمار والجديدة وطلافح وحوير وتل باجر وبانص وبرنة، مشيرا أن الأهالي متخوفون من أي عملية عسكرية ولكن سوء الأوضاع المادية لا يسمح لهم باستئجار منزل بقيمة 100 دولار أمريكي.
وسبق أن سجلت حالات نزوح الاثنين 13 آب 2018، من الأحياء الغربية لمدينة حلب، بعد شائعات عن استقدام قوات النظام السوري لتعزيزات عسكرية لبدء عملية عسكرية بريف المدينة الغربي.
وأنشأ الجيش التركي منتصف شهر شباط الماضي، نقطة مراقبة في منطقة صوامع الصرمان ضمن إطار اتفاق “تخفيف التصعيد”، كما أنشأ نقاط آخرى في المحافظة إضافة إلى شمالي حماة وجنوبي حلب