قال “الجيش الليبي”، بإنّ القوات المسلحة قتلت قياديا بارزا لـ“المرتزقة السوريين“ الموالين لتركيا، في المعارك الجارية بضواحي العاصمة طرابلس، يدعى ”سفاح عفرين“.
وقال المقدم بالجيش الليبي سليمان الشارف وفق مانقلته صحيفة ارم نيوز الالكترونية إن قوات الجيش نفذت قصفا مدفعيا على غرفة عمليات تابعة للضباط الأتراك في محور الساعدية، أسفر عن مقتل 7 عناصر، بينهم ضابطان.
وأشار الشارف إلى أنّ من بين ”القتلى الأتراك أحد العناصر المهمة بصفوف المرتزقة، يدعى مراد بولات، الشهير بـ“سفاح عفرين“.
كما تداولت عدة حسابات ليبية وأخرى موالية للمرتزقة السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء مقتل مراد بولات وستة من رفاقه في طرابلس.
ويعرف (Murat Polat)، باسمه الحقيقي “مراد كانبولات باكي”، ويشتهر بـ”تومبا مراد”، ويبلغ من العمر 25 عاما ومن سكان مقاطعة “كازيمار” في مدينة كرشياكا أزمير في تركيا. ويعد مقاتلا مرتزقا تابعا لأحد الفرق أو الفصائل الخاصة التركية المسلحة ذات القومية التركية المتعصبة أشبة بالكوماندز وتعرف بـ “فصيل أو تنظيم الذئاب الرمادية”.
قبل تواجد المرتزق “مراد” في ليبيا كان في جبل التركمان بمحافظة اللاذقية في سوريا في مهام قتالية لصالح الحكومة التركية، كما وقاتل إلى جانب الجيش التركي في غزو مدينة عفرين واتهم من قبل النشطاء والمنظمات الحقوقية بارتكاب جرائم قتل واعدام عشرات المدنيين ميدانيا مع مجموعته التي كانت تتوغل في القرى الآهلة بالسكان؛ ثم انتقل مراد إلى ليبيا في يناير 2020 وأعلن عن مقتله من قبل تلك الحسابات الالكترونية التركية في 26 مارس 2020 إلا أنّ الإشارات تؤكد مقتله في محاور جنوب طرابلس الأربعاء 25 مارس 2020 .
كما أعلنت حسابات صحفية تركية وأخرى تركمانية عن مقتل “مراد بولات” وخمسة آخرين من رفاقه تابعين لتلك الفرقة الخاصة، جراء استهداف إحدي مواقعهم من قبل القوات المسلحة الليبية في طرابلس.
ليبيا : مقتل أحد المتورطين في ارتكاب جرائم حرب في سوريا والملقب ب "سفاح عفرين" في طرابلسhttps://t.co/bN6z2UA6j8@vdcnsy pic.twitter.com/iY3O0a4Q0r
— VdC-NsY (@vdcnsyEnglish) March 31, 2020
مُرتزقة أردوغان نادمون ويبحثون سُبل العودة إلى سوريا:
يبدو أنّ المشروع التركي في ليبيا يشهد انتكاسة كبيرة، في ضوء تصاعد رفض المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى هذا البلد، مواصلة القتال هناك على خلفية الخسائر التي تكبدوها خلال الأيام الأخيرة، و بسبب ما وصفوها بـ“الوعود الكاذبة“ التي تلقوها.
وكشفت مصادر صحفية، أنّ الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، أعلن وقف نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا لمدة تسعة أيام، موضحة أنّ هذا التوقف ”ليس بسبب تفشي وباء ”كورونا المستجد“، بل لأنّ عناصر الجيش السوري الحر، بدؤا يرفضون الذهاب للقتال في ليبيا بعد أسابيع من الخسائر الفادحة.
ويأتي نفور المقاتلين المرتزقة من التوجه للقتال في ليبيا بعد حالة الاستياء التي سادت آلاف المقاتلين الذين دفعت بهم أنقرة إلى الحرب الليبية، دون أن تفي بوعودها تجاههم من حيث تسديد الرواتب، كما وشكل تقدم الجيش الوطني وهزيمة الميليشيات التي يقاتل السوريين ضمنها إلى جانب حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج شكل سببا مباشرا لا سيما وأنّ الوعود التي تقلها الجيش الوطني السوري من تركيا كانت تتعلق بأنّهم ذاهبون للقتال في الخطوط الخلفية ودعم لوجستي وأنّ الأوضاع تسير لصالح ميليشيات السراج ليتفاجئ المرتزقة السوريين بزجهم في الصفوف الأمامية وتقهقر قواتهم وتصاعد الدعم الدولي للجيش الوطني أضف أنّ الجيش الوطني السوري تلقى صفعة قوية من غالب السوريين الذين تبروا منهم واعتبروهم مرتزقة لاسيما وأنّ ذهابهم إلى ليبيا منح الجيش السوري فرصة تحقيق مكاسب عسكرية كبيرة في ريف حلب وإدلب وهو ما اعتبر نكسة أخرى حيث كانت تلك المناطق من الفترض إنّها آمنة وخاضعة لحماية تركية.
وتعليقا على هذه التطورات، أكّد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الليبي الجامع محمد عبد السلام العباني أنّ هناك رفضا شعبيا في ليبيا للمقاتلين المرتزقة وللدور التركي في ليبيا، موضحا أنّ هؤلاء المرتزقة تكبدوا خسائر كبيرة بمقتل الكثير منهم والقبض على مجموعات أخرى منهم وأنّ المواطنين الليبيين في الجهة الغربية للبلاد أصبحوا يحاربون هؤلاء بعد أن تحولوا إلى عصابات إجرامية، بحسب قوله.
واعتبر العباني أنّ المشروع التركي في ليبيا فشل بصيغته الحالية، وأنّ التدخل التركي في الشأن الليبي هو تدخل سافر وخلق فتنة داخل ليبيا، مضيفا ”كان من المفترض أن تحافظ هذه الدولة على مسافة واحدة من الفرقاء الليبيين وأن تحاول المساعدة على إيجاد حل سلمي بدل إشعال فتيل النزاعات.
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي مختار اليزيدي إنّ هناك مؤشرات اليوم بانهيار المشروع التركي في ليبيا، موضحا أنّ أردوغان فشل في تمرير قانون يسمح بإرسال قوات من الجيش التركي لمساندة حكومة الوفاق في ليبيا فلجأ إلى ورقة المرتزقة، وهذه خطوة أولى للفشل“، وفق تعبيره.
وأضاف اليزيدي أنّ إرسال مرتزقة إلى ليبيا أفقد أردوغان كل مشروعية للتدخل السلمي في النزاع الليبي وكل دور لإيجاد حل للأزمة هناك، مؤكدا أنّ الرئيس التركي يجني اليوم ثمرة ما زرعه في ليبيا قبل أشهر، وأنّ مشروعه للتدخل في ليبيا يشهد فشلا غير مسبوق وقد ينتهي به الأمر إلى سحب المقاتلين المرتزقة من ليبيا اتقاء لغضبهم وردة فعلهم، بحسب قوله.
ومن جانبه، اعتبر الخبير في الشأن الليبي محمد النالوتي أنّ مآل المشروع التركي بإرسال مرتزقة إلى ليبيا كان منتظرا وهو الفشل، مشيرا إلى أنّ أي محاولة لزرع مقاتلين مرتزقة في أي موضع من مواضع الصراع في العالم يكون مصيرها الفشل بصرف النظر عن الظروف والوقائع الميدانية، بحسب تأكيده.
وأوضح النالوتي أنّ استخدام الحكومة التركية لورقة المقاتلين المرتزقة جاء ليدفع عنها الحرج الداخلي بإرسال قوات نظامية من الجيش التركي للقتال إلى جانب حكومة الوفاق، غير أنّ هذه الورقة سقطت سريعا لاعتبارات ميدانية، بالنظر إلى تزايد خسائر هؤلاء المقاتلين على أرض المعركة، ولاعتبارات أخلاقية تتعلق بعدم وفاء تركيا بتعهداتها تجاه هؤلاء المقاتلين.
وأكد النالوتي أنّ المخطط التركي للتمدد في ليبيا فشل بإعلان سقوط آخر ورقة يمكن أن يلعبها أردوغان، ما يضعه في مأزق كبير داخليا، وحتى أمام المجتمع الدولي، وفق تعبيره.
وشهدت الأيام الأخيرة، خسائر فادحة في صفوف المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم مليشيات الوفاق في حربها ضد الجيش الليبي، الذي أحرز تقدما في جبهات جنوب طرابلس.
وقال المركز عبر صفحته على فيسبوك إنّ قوات الجيش سيطرت بشكل تام على منطقة مشروع الهضبة وأحكمت سيطرتها على كل منافذ الحي، داعيا شباب حي أبوسليم للاستعداد لمهاجمة مقرات مليشيا غنيوة الككلي، واقتحام السجون التي تحتفظ فيها مليشيا الردع بأغلب الشباب المؤيد للجيش الليبي.