ارتفاع ضحايا الرصاص الطائش في مناطق درع الفرات

لا تتطلب هستيريا الرصاص الطائش أرقاما صادمة للناس ليدركوا هول المأساة التي تلاحقهم، إذ باتت أسماء الذين سقطوا في ساحات منازلهم أو داخل بيوتهم أو في الشوارع أو في سياراتهم حكايات موجعة وذكريات مؤلمة.

يمتزج أزيز الرصاص مع أصوات الأهازيج الشعبية في الأفراح، رصاصُ ‘الفرح’ هو نفسه رصاص القتل الذي يصيب ضحاياه ويسلبهم الحياة، ليتحول الفرح إلى ترح، وفي الكثير من الحالات أصاب الرصاص أناس أبرياء كانوا يجلسون بعيدا عن أماكن إطلاق النار لتسقط العيارات النارية عليهم، فتقتلهم أو تصيبهم، كما يحدث بشكل متزايد في مناطق سيطرة الفصائل السورية الموالية لتركيا.

وعلى الرغم من المناشدات والنداءات الداعية للحد من ظاهرة إطلاق الرصاص في الأفراح وفوضى السلاح منذ فترة طويلة، إلا أنها لا تزال مستمرة ويسقط المزيد من المدنيين كان آخرهم وليس أخيرهم “جاسم آمين الحسن” من مدينة جرابلس حيث أصيب برصاصة طائشة فقد على إثرها حياته بعد يوم في مشفى المدينة.

ولا يقتصر الرصاص ‘الطائش’ على رصاص الأفراح فحسب، فقد يكون مجرد إطلاق نار عشوائي في أحد شوارع المدينة أو القرية كما تشهد شوراع جرابلس والباب وإعزاز وعفرين بشكل شبه يومي، أو تبادل إطلاق نار بين المجموعات العسكرية المتعددة، وتتفاقم الأوضاع في ظل تقاعس “الشرطة العسكرية” و”القوات التركية” وغياب سلطة رادعة توقع أشد العقاب بحق المجرمين.