وزعت فرق طبية، نشرات توعية للوقاية من فيروس كورونا على البيوت في مدينة عفرين السورية الخاضعة لسيطرة تركيا منذ آذار 2018 بعد عملية عسكرية تسببت في تهجير ثلثي سكانها على الأقل.
وتضمنت النشرة التي أعدتها دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، إرشادات ونصائح للوقاية من مرض كورونا.
ويتألف كل منشور من 6 صفحات مكتوبة باللغة العربية، ووزع منها 500 ألف نسخة في 3 مناطق بعفرين.
وقال منسق الخدمات الطبية لدى وزارة الصحة التركية في سوريا أوميت موطلو ترياكي، إنّ الوزارة رسمت العديد من الخطط للتصدي للفيروس في المناطق التي تسيطر عليها تركيا شمال سوريا.
وأوضح ترياكي، أنّ بين خطط توعية سكان المنطقة، إعداد مقاطع فيديو للوقاية من الفيروس، وإحاطتهم بكافة المعلومات اللازمة في هذا الشأن.
وأشار إلى فحص درجة حرارة المارة من المعابر الحدودية مع سوريا، وتعقيم السيارات ووسائط النقل بالمنطقة.
وشدد ترياكي، على أنّ الطواقم الطبية ترسل عينات من الحالات المشتبه فيها إلى المختبرات بتركيا، للتأكد إنْ كان أصحابها يحملون الفيروس أم لا.
وأوضح أنّه جرى إرسال 10 عينات مشتبه فيها إلى تركيا حتى اليوم، وجميع نتائجها كانت سلبية، أي لا تحمل الفيروس.
كورونا في المعتقلات : كورونا يصل للسجون وتركيا تتكتم.. وفيات وحالة خوف من تفشٍّ أكبر للفيروس يهدد حياة الآلاف
يبدو أن الوضع في سوريا يتفاقم ويتجه نحو الأسوأ فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا، بعدما استطاع الفيروس الوصول إلى داخل معتقلات الفصائل المسلحة المعارضة في المناطق الخاضعة لتركيا شمال سوريا مهدداً حياة آلاف المعتقلين هناك.
وذكرت مصادر خاصة إنّ فيروس كورونا الجديد أو كوفيد-19، أصاب العشرات من المعتقلين في سجنين تابعين للمعارضة، والتي يشارك في إدارتها وحمايتها القوات التركية وأجهزة الاستخبارات مباشرة.
تلك الأخبار أكدتها مديرية الصحة في مدينة عفرين السورية نتيجة وفاة مريض في أحد مستشفيات المدينة الواقعة بريف حلب الشمالي، وأنّه مشتبه في أن تكون وفاته بسبب إصابته بفيروس كورونا.
وقال مدير المكتب الطبي في عفرين، الطبيب أحمد حاجي حسن، لوسائل إعلام محلية، إنّ “المتوفى كان يبلغ من العمر 55 سنة، وكان يعاني من نزلة تنفسية وسعال حين حضر إلى المشفى بعد شعوره بارتفاع حرارة جسده، لكنه توفي بعد أخذ عيّنة دم، وإرسالها إلى تركيا، وما زلنا بانتظار وصول تأكيد أو نفي حول إصابته بالفيروس”.
وأوضح الحسن أنّه “إذا تأكد تسجيل إصابة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، سيتبع ذلك عشرات الإصابات في المنطقة”، خصوصاً في مخيمات النازحين والسجون في ظل تقصير كبير وضعف الاستجابة واتخاذ خطوات وقائية.
كارثة حتمية تلاحق آلاف من الأسر والمعتقلين، في سجون “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا في منطقة عفرين، وبقية المناطق الخاضعة لتركيا في شمال سوريا تمثل حالة رعب لذويهم والمنظمات الحقوقية الذين يناشدون العالم ومنظمات حقوق الإنسان كافةً الإفراج عنهم بشكل فوري، بعد تفشي فيروس كورونا في المنطقة واستمرار تصاعد نِسبه مؤخراً، مع تحذيرات أطلقتها منظمة الصحة العالمية في أنّ الأوضاع في سوريا ستنفجر وينتشر الوباء وتوارُد أنباء عن وصول الفيروس القاتل لبعض السجون والمعتقلات، التي يقطن فيها كثير من المرضى والمسنين والأطفال والنساء.
وتنتشر في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية وفصائل الجيش الوطني عشرات السجون، حيث اعتقلت هذه القوات منذ 18 آذار 2018/ 4900 شخصا. أفرجت عن 2400 فيما لايزال مصير 2500 مدنيا معتقلا مجهولا، منهم 90 شخص قتل تحت التعذيب، وتعرض 870 آخرون لطرق متعددة للتعذيب، وهم يعيشون ضمن سجون مكتظة في ظروف صحية وإنسانية صعبة دون أدنى مراعاة للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان.
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد حذرت يوم 16 مارس/آذار، من انتشار الفيروس بين المحتجزين والنازحين. ووصفت المنظمة وضع هؤلاء بـ”الكارثي” في سوريا التي تضم أعداداً هائلة من كلا الفئتين.
عدد السجون والمعتقلين:
لا تخلو قرية أو منطقة تابعة لفصائل الجيش الوطني من سجون غالبا ماتكون سرية، عدا عن سجون عامة نالت شهرتها وكأنّها مسالخ بشرية كسجن عفرين المركزي وسحن معبطلي وسجن جندريسه وغيرهم إضافة إلى سجت الراعي وسجون الشرطة العسكرية في اعزاز والباب وجرابلس ومدينتي تل ابيض ورأس العين.
ففي سجن عفرين يضم السجن بقواطعه الأربعة أكثر من 1200 سجين، حيث تقطن 350 إلى 450 سجين بينهم نساء وأطفال ويتزايد هذا في تزايد كل شهر.
ولا تتعدى كل مساحة السجن 800 متر ومساحة القواطع وقسم الإدارة وباقي أجزاءه فيما حصة كل سجين ما يقارب نصف متر فقط.
ولا يوجد غرف في السجن، عدا الزنزانات المنفردة بل هناك صالة واحدة فيها عدد محدود من الأسرة وينام غالب السجناء على الأرض.
التعذيب:
بحسب مصادر، يتعرض المساجين في سجن “عفرين” إلى أنواع التعذيب، كما يتعمد اتباع الإهانة والازدراء والضرب والشتم كأسلوب للتعامل مع السجناء وهذا ما خلف آثارا نفسية مدمرة عليهم.
ومن طرق التعذيب رداءة الطعام، عدم وجود خدمات صحية، رمي المعتقل في الزنزانة الانفرادية .
من الظروف الأخرى يوجد في كل قاطع حمامان فقط وهناك نقصا حادا في الأدوية ولا يتم إرسال المرضى منهم لمستشفيات المدينة حتى في الحالات الطارئة، وهذا تسبب في إيجاد مافيا وسوق سوداء للأدوية في السجن ويضطر المعتقل دفع مبالغ كبيرة للحصول على أبسط الأدوية في حال أنّ السجين كان يمللك ذلك المبلغ أصلا.
الطعام:
رداءة الطعام والخبز العفن وعدم وجود طعام كاف حيث تقدم وجبات مكررة من المعكرونة والبطاطا المسلوقة والخبز، الأمر الذي يؤدي إلى نقص حاد في الكثير من الفيتامينات والمواد الضرورية الأخرى للجسم.
سجون أخرى:
سجن الراعي لا يقل سوء عن سجون عفرين، حيث يروي أحد أهالي عفرين الناجين من أحد أسوأ السجون التي تديرها القوات التركية في ريف حلب الشمالي على الحدود داخل سوريا. السجن يشرف عليه مسلحون سوريون مختارون بعناية من قبل المخابرات التركية.
تفاصيل عما يجري داخل هذا السجن رواه /خ، م/ حيث تحدث عن أساليب التعذيب الوحشية التي تجري داخل السجن حيث غالب معتقلين من الرجال والنساء الذي جرى اعتقالهم في عفرين بدءا من فرض تركيا سيطرتها على المدينة، بتهم تعاونهم وانضمامهم إلى وحدات حماية الشعب ويقع في بلدة الراعي التابعة لمنطقة إعزاز.
وسرد المواطن (خ م) من أهالي مقاطعة عفرين تفاصيل ما تعرض له من تعذيب وانتهاكات خلال 65 يوماً من اعتقاله من قبل مسلحي الفصائل حيث يجري تجميعهم وثم إرسالهم إلى السجن المذكور، والذي تشرف عليه المخابرات التركية.
تحدث المواطن (خ م ) عن كيفية اعتقاله مع مجموعة مدنيين” عند محاولتنا الخروج من عفرين نتيجة الانتهاكات المتكررة من قبل الفصائل، سلكنا طرقاً فرعية ووعرة في محاولة النجاة وعدم المرور حتى اعتقالنا على أحد الحواجز، وكنا 27 شخصاً، رغم أنّنا كنا غير مسلحين، لكن جرى اطلاق النار علينا وربطوا أيدينا واعيننا وضعوا رؤسنا في أكياس ثم تم نقلنا في سيارة”.
وأشار (خ م) أنّه وأثناء نقلهم بالسيارة كاد العديد من المختطفين يختنقون من الأكياس الموضوعة على رؤوسهم وكل من كان يصرخ طالباً رفع الكيس عن رأسه لأنّه يشعر بالاختناق كانوا يقدمون على ضربه بأخمص السلاح، وتعرض الجميع تقريباً للضرب والإهانة حتى وصلوا إلى السجن”.
وأضاف بالقول:” عند الوصول إلى السجن أنزلونا من السيارة بشكل همجي مع الضرب وأدخلونا جميعاً في غرفة واحدة بمساحة بطول 3 أمتار وعرض مترين فقط، بعد أن رفعوا الأكياس عن رؤوسنا دون أن يفكوا وثاقنا ، وكان بداخلها بطانية واحدة فقط وأحضروا لنا بعض الطعام بعد منتصف الليل، وطلبنا فك أيدينا لنستطيع الأكل، فقالوا لنا (عليكم أن تأكلوا مثل الكلاب)”.
وأردف (خ م):” بعد مضي يومين نقلونا إلى مهجع ثانٍ وفكوا قيودنا، وبعدها بدأت رحلة العذاب والذل” بحسب وصفه.
وأضاف”لدى الرغبة في التحقيق مع أحد يختارون شخصاً لا على التعيين ويأخذونه ويعذبونه بشكل وحشي وهم يحققون معه ثم يعيدونه بعد أن ينهكوه من الضرب” وقال (خ م) في اليوم الذي وقع اختيارهم علي ليحققوا معي ناداني أحد مشرفي السجن وعندما اقتربت منه أغمض عيني أوقعني على الأرض وبدأ بركلي وتجمع عدد منهم حولي وبدأوا بضربي بالكابلات الرباعية والخراطيم والعصي بشكل وحشي وأنا أتقلب في ساحة المهجع وأصرخ من الوجع الذي لم أعد أحتمله حتى انهارت قواي”.
ونوه أنّه من شدة الضرب والتعذيب الذي تعرض له في المهجع وأثناء التحقيق معه أنهك جسده وأصبح لا يقوى على الوقوف مدة 12 يوماً.
وحول ما شاهده من ممارسات المسلحين بحق المختطفين أشار المواطن (خ م) أنّه كان شاهداً على إقدام أحدهم على قطع أذن أحد المختطفين داخل السجن بواسطة “قطاعة” ووصف المشهد “بالوحشي ولا يتقبله ضمير ووجدان إنسان”.
وعن أساليب التعذيب أيضاً بحق المختطفين ذكر (خ م) إنّهم كانوا يعصبون أعين المختطفين ويطلبون منهم الركض في المهجع ويلحقون بهم ويضربونهم بالخراطيم والكابلات، وكل من يتوقف ينهالون عليه بالضرب بشكل وحشي ومنهم من يحاول الهرب من ضرباتهم من شدة الألم ولدى ركضه في المهجع وهو مغمض العينين يصطدم بقوة بالحائط أو الأشياء الموجودة داخل الغرفة ما يسبب له آلاماً كبيرة.
ومن جهة أخرى أكد المواطن (خ م) أنّه وأثناء تواجدهم في السجن كانوا يسمعون صرخات النساء داخل السجن وهن يتعرضن للضرب والتعذيب، وكانوا ينظرون خلسة من ثقب قفل الباب وشاهدوا كيف يقدمون على ضرب بعض النساء بوحشية في ممرات السجن. كما وأنّهم يوجد المئات من العرب المعتقلين بتهمة رفض الانضمام إلى الفصائل أو أن لهم علاقات مع القوات التركية.
وأفاد المواطن (خ م) أنّه قضى 65 يوماً داخل السجن وتعرض لكافة أشكال الضرب والإهانة دون أي جرم ارتكبه، ونوه أنّه وقبل إطلاق سراحه بيوم واحد حقق ضابط تركي معه، وفي اليوم الثاني أخذه المسلحون لمكان بعيد عن السجن وأوهموه أنّهم سيقتلونه لبث الرعب في قلبه، وأطلقوا عدة طلقات بجانب أذنه لترويعه، ثم فكوا وثاقه وأطلقوا سراحه، ثم استطاع الوصول إلى مقاطعة الشهباء بمساعدة بعض المواطنين بمنطقة اعزاز، أما باقي رفاقه فما زالوا في السجن.