فرنسا ـ نورث برس
تواصل مراكز ومنظمات حقوقية سورية في فرنسا إرشاد اللاجئين السوريين لكيفية تقديم الشكاوى ضد من كان له علاقة في الجرائم الإنسانية التي ترتكب في سوريا، خاصة ممن يقيمون في أوربا وقدموا أنفسهم كلاجئين في محاولة منهم للهروب من العدالة.
ويأتي نشاط المنظمات في هذا الجانب استكمالاً لنشاطات سابقة في ألمانيا وفرنسا، بعد استجابة العديد من المحاكم الأوروبيّة لقضايا رفعها سوريون ضد شخصيات شاركت في تعذيب وقتل الناس في بلادهم أثناء الحرب، آخرهم الناطق السابق باسم جيش الإسلام، إسلام علوش.
وتضمّن آخر نشاط نظمه “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا” في مدينة بوردو الفرنسية، بالتعاون مع منظمات شريكة في فرنسا كـ”منتدى تل أبيض” ومنظمة “كورد روج آفا في جيروند”، وجمعية “أمل عفرين”، سلسلة لقاءات تدريبية مع اللاجئين السوريين لإرشادهم إلى كيفية السعي لتحقيق العدالة للجرائم المرتكبة في سوريا عبر المحاكم العديدة في أوروبا.
كما تحتوي اللقاءات على توضيح خطوات تقديم الشكوى، وإجراءات التحقيق وعملية المحاكمة، والتوعية حول حقوق الضحايا والشهود.
وقال الإداري في مركز “توثيق الانتهاكات في شمال سوريا”، مصطفي عبدي، لـ”نورث برس”: “نحاول عبر هكذا لقاءات مساعدة السوريين في توفير فرصة لاكتساب المعلومات الأساسية اللازمة لتقديم شكوى في ألمانيا لقاء دعوى جزائية ضد الشخص الذي ارتكب الجريمة أو رفع دعوى مدنية للحصول على تعويض وتحقيق العدالة”.
ويعتقد القائمون على هذه المنظمات أن تؤدي سلسلة لقاءات من هذا النوع مع اللاجئين إلى مساعدة الضحايا السوريين الذين يعيشون في أوروبا، في كيفية السعي لتحقيق العدالة للجرائم المرتكبة في سوريا أمام المحاكم الوطنية في البلدان الأوروبيّة، بحسب عبدي.
وأشار عبدي إلى أنّه رغم وجود غالبية المتهمين داخل سوريا حالياً، كونهم من الأطراف المتصارعة، إلا أنّ البعض منهم يتواجد في البلدان الأوروبيّة، وبينهم من قدَّم اللجوء كأي مواطن سوري هارب من الحرب، ” تم التعرف على بعضهم من قبل ضحاياهم في حوادث سابقة سواء أكانوا من ضباط الجيش الحكومي أو عناصر تنظيم (داعش) أو من مسلحي الفصائل المدعومة من تركيا أو غيرهم”.
وكانت أولى ورشات العمل لتدريب اللاجئين السوريين قد بدأت في /16/ من شباط/ فبراير الجاري، في مدينة بوخوم شرقي ألمانيا، وذلك لوجود جالية سورية كبيرة فيها، بالإضافة إلى مدن قريبة منها مثل إيسن ودورتموند وغيرها من المدن التي يتواجد فيها اللاجئون السوريون، بالإضافة إلى ورشة في مدينة بوردو الفرنسية، ومن المقرر تنظيم لقاءات في دول أخرى من بينها هولندا والدنمارك وبلجيكا.
ويقول عبدي إنّ هدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي يعاني منها المدنيون المتضررون من النزاع في سوريا، “مهم وسيأتي بنتيجة، ولو بعد حين”.
من جهته، قال الدكتور إبراهيم مسلم، الإداري في “منتدى تل أبيض” وجمعية “أمل عفرين”، إنّ غايتهم السعي إلى تقديم دليل للاجئ السوري المقيم في فرنسا وإرشاده لتقديم البلاغات عن مجرمي الحرب، الذين يُحتمل وصولهم لفرنسا أو أي دولة أوروبية، ومساعدته في معرفة كيفية التحرك في حال شكه بوجود أي أعمال إرهابية، بالإضافة إلى تعريفه بالقانون الفرنسي وإمكانية قبول المحاكم الفرنسية لدعاوى ضد مجرمي الحرب في سوريا أو تركيا.
وشارك مصطفى رشيد، وهو إداري في جمعية “كورد روج آفا”، في اللقاء، وتحدث عن أهمية “اكتساب الأدوات والخبرة”وتشكيل شبكة من العلاقات لدعم القضيّة السوريّة، والضغط للوصول إلى وقف الحرب وتحقيق السلام والعدالة الانتقالية.
وتنشط العديد من المنظمات الحقوقية السورية في أوروبا في السنوات الأخيرة لرفع دعاوى قانونية ضد شخصيات مارست انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان وصلت إلى حد القتل والإخفاء والتعذيب حتى الموت.