قُتل لاجئان سوريان أحدهم طفل، الاثنين 2 مارس/آذار 2020، عند الحدود التركية اليونانية، بعدما أصيب برصاص أطلقته القوات اليونانية، لمنع تدفق اللاجئين الذين فتحت تركيا الحدود أمامهم وتحرضهم للتوجه إلى أوروبا..
ورفضت السلطات التركية السماح لسيارات الإسعاف أو الفرق الطبية من الوصول للمصابين، كما ورفضت السماح باعادة المصابين للعلاج في تركيا رغم أنّهم مازالوا متواجدين ضمن أراضيها ليفارق اثنان منهم على الأقل حياتهم من أصل 19 مصابا.
وانتقد الفنان السوري فارس الحلو عبر صفحته على الفيسبوك السلطات التركية ومنعها الطواقم الطبية والاسعافية من الوصول للجرحى.
الفنان السوري – المعارض – فارس حلو يتهم السلطات التركية بمنع اسعاف اللاجئين السوريين الذين اصيبو داخل اراضيها على الحدود اليونانية ومنع ارسال الطواقم الطبية لعلاجهم وعدم السماح بدخولهم لتركيا للعلاج وهو ما تسبب في وفاة جريحين حتى الان.@vdcnsy pic.twitter.com/bTAdet8Y30
— VdC-NsY (@vdcnsyEnglish) March 2, 2020
ويبدو ان حرس الحدود اليوناني أطلق النار والغاز المسيل للدموع لتفريق اللاجئين المحتشدين وابعادهم عن السياج الحدودي، بالقرب من ولاية أدرنة التركية، حيث تجمع نحو 10 آلاف مهاجر قامت السلطات التركية بنقلهم الى الحدود اليونانية ضمن سياسة وخطة يعتمدها الرئيس التركي رجب أردوغان لإبتزاز أوربا..
في سياق متصل، أعلن خفر السواحل اليوناني، الإثنين، انتشال جثة طفل وإنقاذ 47 مهاجراً بعد انقلاب قاربهم قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية، وقال مسؤول في الشرطة لوكالة رويترز إن 1000 مهاجر على الأقل وصلوا إلى جزر شرق بحر إيجه اليونانية منذ صباح أمس الأحد.
المشهد عن قرب: تُعد الرحلة من تركيا إلى اليونان مليئة بالمخاطر، حيث كشف أحد المهاجرين ممن فشلوا في العبور إلى الأراضي اليونانية وعادوا إلى الأراضي التركية، أن خفر السواحل اليونانية حاصرت زورقهم في البحر، وأجبرتهم على العودة إلى تركيا.
انطلق زورق مطاطي على متنه قرابة 40 مهاجراً إفريقيا وإيرانياً وسورياً، من قضاء بودروم بولاية موغلا التركية، باتجاه الجزر اليونانية في بحر إيجة، وعند اقتراب الزورق من سواحل اليونان، واجهته فرق خفر السواحل، ومنعته من الوصول إلى البر.
التقطت عدسات الصحفيين في البر لحظات منع خفر السواحل اليونانية زورق المهاجرين الذي كان على متنه نساء وأطفال أيضاً، وفشلت محاولات المهاجرين النزول في البر اليوناني، طيلة نصف ساعة، لتجبرهم السلطات اليونانية بعد ذلك للعودة إلى الأراضي التركية.
وبدأ تدفق المهاجرين إلى الحدود مع اليونان ابتداءً من مساء الخميس 27 فبراير/شباط 2020، عقب قرار أنقرة فتح الحدود التركية أمام المهاجرين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، وتخصيصها لباصات مجانية من كل المدن التركية لنقلهم الى الحدود لكن بمجرد وصولهم إلى نقطة المعبر اليوناني قوبل المهاجرون برد عنيف من الشرطة اليونانية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع فيما لم يختلف رد الجندرمة التركية عن اليونانية التي رفضت هي الأخرى السماح للاجئين بالعودة فبات الآلاف منهم محاصرين في ظروف انسانية صعبة.
وكتب غياث الحبيب الذي يعمل مع فريق منظمة العفو الدولية في صفحته على الفيسبوك “الوضع في جزيرة ليسفوس اليونانية خرج عن السيطرة؛ و زميلاتي وزملائي المتطوعين اختبؤوا في بيوت الصحفيين.. أمس تعرضوا للضرب من الفاشيين الذين سيطروا على الجزيرة. الرجاء الرجاء الرجاء لا تيجوا عالجزر، على الأقل حالياً، الا اذا ماكان عندكن حل آخر”
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال إن “بلاده ستُبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين في التوجه إلى أوروبا”، أما وزير الداخلية التركي سليمان صويلو فقال إن عدد المهاجرين الذين عبروا ولاية أردنة التركية باتجاه أوروبا وصل أكثر من 100 ألف شخص، حتى يوم الأحد 1 مارس/آذار 2020.
يأتي ذلك بينما تقيم بلدية إسطنبول نقاط تجمُّع للاجئين، حيث أمَّنت لهم حافلات نقلٍ نقلتهم للمنطقة الحدودية، وما يزال تدفُّق اللاجئين نحو اليونان مستمراً.
هذه الخطوة التركية جاءت للضغط على الدول الأوروبية، حيث تطالب بالمزيد من الأموال وفي الوقت نفسه بدعم أوروبي لإقامة منطقة آمنة شمال سوريا.
وجد المهاجرون أنفسهم في ظروف صعبة وهم عالقون على الحدود التركية اليونانية، إذ عززت السلطات اليونانية من إجراءاتها لمنع إدخال أي منهم، وتعهّد مسؤولون بالبلاد بعدم السماح بدخول المهاجرين كما عززت في الوقت نفسه السلطات التركية الاجراءات رافضة السماح لاحد بالعودة تاركة باب التوجه نحو الحدود مفتوحا.
كذلك أعرب يونانيون عن رفضهم مساعدة المهاجرين الدخول إلى أراضيهم، وأظهر مقطع فيديو زورقاً للاجئين وصلوا اليونان لكن سكان البلدة هناك طلبوا منهم المغادرة ومنعوهم من مغادرة الزورق.
بالإضافة إلى ذلك أضرم سكان في جزيرة ليسبوس اليونانية مساء الأحد 1 مارس/آذار 2020 النار في مركز سابق لإيواء المهاجرين قرب شاطئ سكالا سيكامينياس، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
ويقضي المهاجرون على الحدود التركية اليونانية أيامهم دون مآوى وتضطر العائلات بما فيها الأطفال للنوم بالعراء، وسط افتقار في المساعدات المُقدمة لهم.