يتعرض الأسرى والمعتقلين في السجون التي يديرها “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا في مدينتي تل أبيض و رأس العين شمال شرق سوريا، لأبشع الانتهاكات التي وصلت ببعض الأسرى إلى الموت تحت التعذيب في الوقت الذي تعمل فيه هذه القوات على إنشاء المزيد من السجون السرية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
في مدينة تل أبيض، رصد مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا اعتقال 24 شخصا منذ بداية ديسمبر، يتم احتجازهم ضمن سجون سرية، فلكل فصيل مسلح سجنه الخاص، وقوانين الخاصة يفرضها على منطقة انتشار عناصره. ويتعرض الأسرى والمعتقلين في تلك السجون لصنوف شتى من “التعذيب الجسدي والنفسي وسلب الأموال”، والتعرض للإهانات والسخرية والحرق والكي والصعق الكهربائي ونزع الأظافر والتعرية، والإهمال الصحي والغذائي” وغير ذلك، في تكرار لما تمارسه هذه الفصائل في منطقة عفرين.
آخر الحوادث التي تمكنا من رصدها كانت تعرض كل من المواطنين علاء الأحمد، عبد الله الأحمد وهما شقيقان للاعتقال والتعذيب وسلب الأموال أثناء اعتقالهم على حاجز بمدخل قرية حمام التركمان شرقي مدينة تل بيض أثناء محاولتهم زيارة أخيهم المريض، حيث تم إيقافهم في الحاجز، واهانتهم ثم زجهم في أحد السجون القريبة وتعذيبهم.
كما تمكنا من رصد مقتل مواطن في مدينة رأس العين، كان قد اتخذ قرار البقاء في منزله مع سيطرة الفصائل المسلحة الموالية لتركيا على المدينة.
وأكدت شهادات من ذوي المواطن “محمد رضوان محمد محمود” أنهم تأكدو بالفعل من مقتله، بعدما رفض مغادرة منزله في حي المصرف بمدينة رأس العين \ سري كاني عندما نزح الأهالي عنها مع بدء العملية العسكرية التركية في المنطقة، قائلا إنه يريد البقاء لحماية منزله من السرقة.
وأكد عم “القتيل” أنهم ظلوا على تواصل يومي، وآخر اتصال جرى بينهم كان بتاريخ 20 نوفمبر، وبعدها ظل هاتفه مغلقا، حتى تأكدوا بتاريخ 13 ديسمبر من مقتله بعد أن نشروا صورته على وسائل التواصل الاجتماعية، حيث كانت جثته متواجدة في مشفى “جيلان بينار” الواقع في ولاية أورفا \ رها داخل تركيا، حيث استلمها ذووه وقاموا بدفنه في قرية توينة شمال الحسكة.
وأوضح “أبو محمود” عم القتيل أنهم لاحظوا علامات واضحة لآثار تعذيب علي جثته، إضافة لكسر أحد أسنانه، ووجود آثار طلق ناري في البطن، إلا أنه لم يذكر ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي، أو الزمن المتوقع للوفاة، أو كيفية وصول الجثة إلى المشفى التركي.
وفي بلدة سلوك، شرقي تل أبيض أبلغ مصدر أن الجيش الوطني اعتقل في ساعة متأخر من مساء اليوم، السبت 15 ديسمبر 3 شبان بعد مداهمة منزلهم، وأن بين المعتقلين شخص يبلغ من العمر 19 عام، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال الشاهد الذي تواجد في منطقة قريبة، أن الاهالي تدخلوا وابلغوا المسلحين أن الشاب معاق ذهنيا، ولا يقوى على الكلام، لكنهم رغم ذلك قاموا بضربه، والاعتداء على بقية الشبان، ونقلهم لمكان مجهول، وهم “محمد العبد الله أحمد 22 سنة، معاق ذهني، احمد العمر محمد، عبد العزيز محمد”.
وفي منطقة عين عروس جنوبي مدينة تل أبيض، أبلغ ذوي المواطن عز الدين المحمد أنهم تمكنوا من الحصول على معلومات تفيد بأن ابنهم البالغ من العمر 32 عاما قد قتل تحت التعذيب في سجون الفصائل، رغم أنه عاد من تركيا مؤخرا، وأنه اعتقل قبل أسبوع، بسبب رفضه الانضمام للفصائل.