سلمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا\AANES السبت 23 نوفمبر 3 من أطفال من عوائل داعش من الجنسية الألمانية، وطفلة من الجنسية الأمريكية إلى حكومات بلدانهم.
ووصل القنصل الألماني في هولير بإقليم كردستان سيفين كاروبسه، والسفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا بيتر غالبريث إلى معبر سيمالكا الحدودي للقاء المسؤولين في دائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا لاستلام أطفال داعش الذين ثبتت جنسية بلدانهم وتتراوح أعمار الأطفال بين سنتين وستة سنوات.
وكان في استقبال الوفد عبد الرحمن سلمان عضو دائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا وإدارة معبر سيمالكا، وعضو العلاقات العامة في وحدات حماية المرأة آيتان عيسى.
ودار النقاش بين الوفد الأمريكي والألماني مع دائرة العلاقات الخارجية في اجتماع مغلق أمام وسائل الإعلام.
وبعد الانتهاء من الاجتماع بين الوفود ودائرة العلاقات الخارجية تم التوقيع على البروتوكول لتسليم الأطفال بعد أن ثبتت جنسيتهم لحكومة بلدانهم.
وشكر القنصل الألماني سيفين كاروبسه الإدارة الذاتية وكل الذين ساهموا في تسهيل إعادة هؤلاء الأطفال ووالدتهم ونتمنى أن تكون هذه الخطوة الأولى لهؤلاء الأطفال نحو حياة طبيعية”.
وشكر كاروبسه قوات سوريا الديمقراطية لما قدّمته من تضحيات في مواجهة داعش والتي مازالت مستمرة إلى الآن.
وأضاف كاروبسه” قوات سوريا الديمقراطية قدّمت تضحيات كثيرة لتسد الطريق أمام الإرهاب وإيديولوجية داعش ضد الإنسانية، وفي نفس الوقت أمامنا طريق طويل نحو السلام والأمن والاستقرار في عموم سوريا، لذا تسعى ألمانيا لتحقيق السلام في عموم سوريا، بغض النظر عن المعتقدات الدينية والتوجه السياسي والانتماء وأن الهدف هو تحقيق السلام “.
كما تحدث السفير الأمريكي السابق بيتر غالبريث قائلاً “أنا لا أستطيع التحدث باسم الحكومة الأمريكية، ولكن أعلم بأنني في هذه اللحظة أعبر عن مشاعر الشعب الأمريكي والتي هي امتنان كبير لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لتسهيل عودة طفلة من جنسية أمريكية، التي تم الاهتمام بها بشكل جيد بعدما هربت من رعب داعش، والآن ستعود إلى بلدها لكي تعيش حياة طبيعة في بلد حر”.
وأردف بالقول “أود أن أشكر السيد عبد الرحمن سلمان والدكتور عبد الكريم عمر وجميع المسؤولين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وكذلك قيادات قوات سوريا الديمقراطية لتسهيل هذه العملية. وأريد أن أشكر أيضاً حلفاؤنا وأصدقاؤنا الألمان الذين انتظروا لساعات طويلة الطفلة الأمريكية لكي تحضر إلى هنا، وأُعبّر عن مشاعر الشعب الأمريكي بالامتنان لوحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية في نضالهم ضد داعش”.
وقال بيتر غالبريث أيضاً “نحن فخورون بأن أمريكا قدّمت المساعدات الجوية، وكانت قواتنا هنا على الأرض، وكان لدينا القليل من الخسائر، ولكن الشعب هنا قدّم 11 ألف شهيد. وأنا كمواطن أمريكي أُعبّر عن موقفي كفرد من الشعب الأمريكي، بأن على الولايات المتحدة الأمريكية والعالم متابعة العمل ليكون انتصاراً متيناً، ولعدم عودة داعش، وأن يتم حماية شعوب منطقة شمال وشرق سوريا وحقوقهم في أي تسوية سلام مستقبلية”.
وتؤوي مخيّمات شمال شرق سوريا 12 ألف أجنبي، هم 4000 امرأة و8000 طفل من عائلات الجهاديين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين.
ويُشكّل هؤلاء عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية بتسلّم مواطنيها. لا سيما بعد الهجوم التركي الذي تسبب في فوضى كبيرة ومخاوف من فرار معتقلي داعش، وعودة التنظيم للانتعاش. وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات الجهاديين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف في سجون تديرها قسد.
ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم، التي أعلنت قوات سوريا الديموقراطية القضاء على “خلافته” في 23 آذار/مارس بسيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه مقاتليه في بلدة الباغوز في شرق البلاد.
وبالإضافة إلى الأجانب من عائلات التنظيم، تؤوي مخيمات النزوح عشرات آلاف السوريين والعراقيين، وأبرزها مخيم الهول الذي يقيم فيه 74 ألف شخص، بينهم 30 ألف سوري، ويستضيف بشكل خاص عوائل الجهاديين من أجانب وغيرهم.
وافتتحت “الإدارة الذاتية” مخيم “الهول” منتصف نيسان (ابريل) عام 2016، لاستقبال النازحين الفارين من مناطق خاضعة لتنظيم “داعش” واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.