أفاد جهاز الأمن العام التابع لقوى الأمن الداخلي في الرقة الجمعة، بإلقاء القبض على 14 شخصا بينهم 3 نساء يشكلون خلية نائمة لتنظيم داعش، في مدينة الرقة.
وتتألف الخلية الإرهابية من 14 شخصا بينهم 3 نساء زوجات أمراء أمنيين لداعش منهم من يدير أعمال الخلية وغيرها من الخلايا من تركيا حسب اعترافات أفراد الخلية، تعددت واختلفت مهام أعضاء الخلية بحسب المكان والزمان من مؤسسين للخلية ومهربين ومنهم من يؤمّن الأسلحة والمواد الأولية لصناعة العبوات الناسفة والمفخخات ومنهم من يسهل حركة تنقل أفراد الخلية ضمن المناطق وتأمين المسكن وورشة التفخيخ وغيرها.
وأفاد مصدر مسؤول في جهاز الأمن العام التابع لقوى الأمن الداخلي في الرقة أن معظم أعضاء هذه الخلية هم من أوائل الذين انضموا لصفوف داعش مع بداية ظهوره 2014 وعملوا في مختلف المجالات ضمن صفوف التنظيم، إلى جانب مشاركتهم في معظم المعارك التي خاضها مرتزقة داعش انطلاقاً من ريف حلب وصولاً إلى معقلهم الأخير في شمال وشرق سوريا ببلدة الباغوز بدير الزور وأشار المصدر ذاته إلى أن جهاز الأمن العام قام خلال الثلاثة أشهر الماضية بتتبع أفراد الخلية وإلقاء القبض عليهم تباعاً.
وتم االتعرف على هويات أعضاء الخلية الـ 14 هم كل من ” معاوية عبد القادر الأقرع من مواليد حلب الأتارب 1997، باسل أسعد التمو من مواليد الميادين دير الزور 1988، إبراهيم حسن الحجي من مواليد الرقة دبسي فرج 1990، محمد خلف الطاهر من مواليد دير الزور 1961، أحمد المرعي العبد لله من مواليد الرقة 1995 ، أحمد جراد الإبراهيم من مواليد الرقة 1992 ، عبد الرحمن علي الخطيب من مواليد حماة الجرم 1995 ، حيدر أحمد الصالح من مواليد سفيرة 2001 ، أحمد سعيد الخلف من مواليد الرقة 1989 ، محمد خالد كبيب من مواليد دير الزور 1988، حمزة عبد الرزاق عطية من مواليد حمص 1993″.
والنساء المشاركات في الخلية هن “عائشة حسن الحسين مواليد الميادين دير الزور 2002، أنوار جاسم السيد 1997 زوجة أحمد العبد لله الملقب بـ “أبو حنيفة الشامي”، آية ياسر الصالح مواليد تادف حلب 2003 زوجة حمزة عطية وهو الزوج الثاني لها منذ انضمامها لداعش”.
بداية العمليات الإرهابية الكبرى واستهداف المدنيين:
بتاريخ 9 نيسان 2019 كان موعد الخلية لتنفيذ إحدى أبرز العمليات الإرهابية لها بعد تلقيها تعليمات من أمير الخلية الملقب بـ”الدكتور” وهو الشخصية الغامضة والأكثر أمنية والذي يدير الخلية ويسكن في تركيا دون أن يعرف أفراد الخلية أي معلومات عنه أو صورة له وهو الذي أوعز للخلية لشراء عربات لبيع خضار وتجهيزها بالعبوات الناسفة، لتنفذ على إثرها الخلية خطتها التي تقتضي تفجيرها في شارع النور المكتظ بالمارة وبالقرب من إحدى النقاط التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وبحسب المخطط الذي رسمته الخلية قامت بتفجير عبوة ناسفة في شارع النور والتي تسببت وبشكل طبيعي بتجمع العشرات من الأهالي وفرق الإسعاف وقوى الأمن الداخلي لإسعاف الجرحى لتعمد الخلية بعد ذلك إلى تفجير عربة الخضار التي كانت مركونة بالقرب من موقع التفجير الأول وأسفر تفجيرها عن سقوط 10 شهداء والعشرات من الجرحى في صفوف المدنيين.
الأمير المجهول للخلية والعقل المدبر لها “الدكتور”
“الدكتور” الاسم الأكثر غموضاً في اعترافات الخلية الإرهابية والذي بقي مجهولاً لحين اللحظة بالنسبة لأفرادها، كل الاعترافات أشارت إلى أن فترة ما بعد استلام “الدكتور” لإدارة الخلية كانت الفترة الأكثر دموية، لا سيما أنه كان يشرف بشكل شخصي على تحديد المواقع ومواعيد العمليات إلى جانب تزويد أفراد الخلية بالمعدات اللوجستية اللازمة، وجاء تعيين “الدكتور” مسؤولاً عن الخلية على خلفية نقل المسؤول الأمني السابق المدعو “براء” إلى مناطق إعزاز وجرابلس التي تخضع لسيطرة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، الخلية أيضاً أجمعت بأن الملقب بـ “الدكتور” يقيم الآن داخل الأراضي التركية ويدير أعمال الخلية وغيرها من الخلايا من هناك.
العملية الأكبر للخلية “تفجير دوار النعيم” عشية عيد الفطر الماضي:
وفي الأول من شهر حزيران من العام الجاري وفي عشية عيد الفطر نفذت الخلية الإرهابية العملية الأكبر لها ضمن سجلها الإجرامي، بعد تعليمات صدرت عن “الدكتور” قامت الخلية بتجهيز سيارة مفخخة قادها المدعو “أبو بصير” وهو عراقي الجنسية والذي فجر نفسه داخل السيارة المفخخة عند دوار النعيم تمام الساعة الـ 8 من اليوم المذكور، لتخلف هذه العملية الإجرامية 9 شهداء 3 منهم من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية إضافةً لأكثر من 32 جريحاً من الأطفال والنساء.
العشرات من العمليات الإرهابية الأخرى:
الخلية أيضاً عملت على تنفيذ عدة عمليات داخل المدينة من تفجير عبوات ناسفة داخل الأحياء والمرافق الحيوية واستهداف القوى الأمنية والعسكرية بتلك العبوات ومن تلك العمليات التي نفذتها الخلية هي “استهداف دورية لقوات سوريا الديمقراطية عند مطعم الروضة، استهداف دورية لقوى الأمن الداخلي عند دوار الصوامع، تفجير عبوة ناسفة عند مدخل حديقة الرشيد، استهداف أحد أفران المدينة بقنبلة صوتية، تفجير عبوة عند زاوية مشفى التوليد، استهداف مجمع النصر للإلكترونيات في شارع المنصور، استهداف رئيس مجلس حي شارع القطار بعبوة ناسفة”.
لم تقتصر أعمال الخلية على العمليات الإرهابية فقط بل قامت بعمليات عدة بغية تمويل الخلية منها القيام بأعمال تهريب وخطف وسرقة.