تزايد مستمر في حالات استهداف الايزيديين في عفرين، في مسعى لتهجير من بقي منهم. الفصائل السورية الموالية لتركية تجبرهم على اعتناق الإسلام، وتفرض عليهم التوجه للمساجد الإسلامية للصلاة وهذه المساجد كانت منازل لهم تمت مصادرتها وتحويلها إلى جوامع ويرفع الآذان والأناشيد الإسلامية فيها.
ومنذ فرض تركيا سيطرتها على منطقة عفرين، سجلت العشرات من انتهاكات حقوق الإنسان التي طالت الايزيديين منها تدمير أماكن العبادة والمزارات المقدسة وسرقة محتوياتها، وتهجير السكان واعتقالهم.
مسلحو “فيلق الشام” اجبروا أطفال قرية باصوفان التابعة لناحية شيراوا في عفرين على ارتياد المساجد واعتناق الإسلام وقراءة القرآن.
فرقة الحمزات حوّلت مدرسة قوية كاخرة في ناحية موباتا إلى مدرسة شرعية يتم تدريس الديانة الإسلامية فيها.
يتوزع الإيزيديون في عفرين داخل 22 قرية، ولا توجد إحصائيات دقيقة لأعدادهم في سوريا، ولكن وفقاً لإحصائيات غير رسمية يبلغ تعداد الإيزيديين في كل من عفرين وحلب حوالي مئة ألف نسمة، وقد تناقصت أعدادهم في السنوات الأخيرة نتيجة الاستهداف المتكرر لقراهم، مما دفع بالكثير منهم للنزوح أو اللجوء إلى خارج سوريا.
على الرغم أن المجتمع الايزيدي مسالم لكنه تعرض إلى الكثير من الاضطهاد والتصفية العرقية، قديماً في حكم الدولة العثمانية وإبان حكم صدّام حسين، وعلى يد ميليشيات “داعش”،كان آخرها انتهاكات مسلحي المعارضة السورية الموالية للجيش التركي في معركة سمتها ” غصن الزيتون”، اغلب هؤلاء المسلحين ينتمون إلى فصائل إسلامية متشددة تقاتل انطلاقاً من أيديولوجية دينية متطرفة، ومنذ دخولها عفرين ارتكبت انتهاكات كثيرة بحق الإيزيديين الذين بات تعدادهم حالياً نحو 15 % فقط، نتيجة تهجيرهم من قراهم، والاستهزاء بديانتهم، وإجبارهم على اعتناق الإسلام، إلى جانب عمليات الاعتقال والاختطاف، وبناء مساجد في القرى الإيزيدية، وغيرها من الانتهاكات طالت الأموات والأحياء والمعتقلين وكذلك المزارات والمراقد الدينية الإيزيدية.
يقول عضو “البيت الإيزيدي” زياد رستم، أن ما حصل في “شنكال” عام 2014 يتكرر اليوم في عفرين حيث يجبر الإيزيديين على الذهاب للجوامع وتغير دينهم. وقبل ذلك اجتاح تنظيم “الدولة الإسلامية” منطقة شنكال في العراق ذات الغالبية الإيزيدية وارتكب بحقهم مجزرة راح ضحيتها الآلاف حيث أعلن “المجلس الإيزيدي الأعلى” شهر آب 2016، عن مقتل 10 آلاف شخص واغتصاب 6 آلاف امرأة وفتاة بسوريا والعراق على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
مع بدء الهجوم التركي على منطقة عفرين, بدأت المجموعات الإسلامية المتشددة المرافقة للجيش التركي بإطلاق تهديدات بالقتل والذبح والسبي للإيزيديين, وبأنهم سيكملون مابدؤوه في شنكال , وعند دخولهم القرى الإيزيدية دمروا المزارات الإيزيدية وحاولوا ولايزالون, إرغام الإيزيديين على ترك دينهم واعتناق الدين الإسلامي, وفرض اللباس الإسلامي على النساء الإيزيديات.
ما تمكنا من توثيقه في ظل التعتيم الاعلامي هو قيام الفصائل السورية الموالية لتركيا ببناء مسجدين في قرية باصوفان و قرية قسطل جندو في عفرين، وإجبار سكانها الايزديين على حضور الدروس الدينية وتأدية الصلاة بعد اخط\اعهو لدورة شرعية في المدارس الشعرية في القرى. وفي قريتي برج حيدر وقرية غزوة (الملاصقتين لباصوفان)، تتكر نفس الممارسات.
كما وأن القوات التركية وبحسب علي عيسو وهو محرر في موقع ايزيدينا قامت بتدمير معظم المزارات الدينية للإيزيديين في عفرين كما جرى سرقة وتخريبها”. لافتا إلى أن “مسلحي المعارضة أحرقوا في أذار الماضي شجرة في قرية كفرجنة تقع أمام مزار ديني مقدس يدعى مزار قره جورنه (مزار هوكر)، كما قاموا بسرقة ونبش القبر في مزار شيخ جنيد في قرية فقيرا وهو مدمر الآن من الداخل”،
نحن بدورنا كمركز نرصد ونسجل بعض الانتهاكات التي تمكننا من الحصول عليها , لأن المجموعات المسلحة والجيش التركي يفرضون رقابة صارمة على السكان لمنعهم من نشر ما يجري في عفرين من انتهاكات وبالأخص تلك التي طالت المكون الايزيدي، فقد تم رصد خلال هذه الفترة حالات عديدة للانتهاكات ووفقا للقوانين والعهود والمواثيق الدولية الخاصة بحرية ممارسة الطقوس والشعائر الدينية، وخاصة ميثاق الأمم المتحدة 1945 المواد 1 و 13 و 55 والإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948، المادتان 26 و 18 واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها 1948 المادة 2
الضحايا وانتهاكات متفرقة في عفرين:
– مقتل امرأة تدعى فاطمة حمكي زوجة حنان بريم من ايزدي قرية قطمة، عن عمر ٦٦ عاماً إثر إلقاء قنبلة يدوية على منزلهم في الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
– حنان بريم تم اختطافه وتعذيبه وتعرضت العائلة لمضايقات متكررة على أيدي المسلحين وعائلات المستوطنين في القرية.
-قرية قيبار:
– مقتل المدني عبدو بن حمو فؤاد ناصر, تم استهدافه من قبل المسلحين في منزله بواسطة لغم، بالاضافة إلى اعتقال وتعذيب ومن ثم اخذ فدية من والد الضحية للافراج عنه بتاريخ 1-4-2018.
– اختطاف 6 أشخاص من عائلة “عرفو” من قرية قيبار وأخذهم إلى مكان مجهول .
– قتل المدني من المكون الايزيدي “عمر ممو شمو”من قرية قيبار في بيته بعد رفضه النطق بالشهادة الاسلامية.
– اعتقال حنان علي من قرية قيبار بتاريخ 31/5/2018 ولايزال مصيره مجهولاً.
قرية قطمة:
– اختطاف الأشخاص التالية اسماءهم: حج أحمد 70 عاماً – حسين إيبو 70 عاماً – حميد قاسم – عدنان قاسم – نضال قاسم مع ابنه حمدوش 15 عاماً.- فوزي محمد شمو مع ولديه البالغين من العمر 15 و 16 سنة – أيمن حمادة – حنان حسن بريم وابنه آزاد, حيث تعرضوا لتعذيب شديد في معتقلاتهم, وطالبوهم بدفع 25000مبلغ دولار.
– شيخو جمعة , لازال مجهول المصير والمكان.
قرية قسطل جندو:
– التعدي على ممتلكات آهالي قرية قسطل جندو, وسرقة مواشيهم , واستيلاء على كامل محصول الكرز .
– اختطاف السيد علي علو إيبو 75عام, واقتياده إلى مكان مجهول.
– عائلة حسن عبدو المعروفة بعبدوكة من قرية قسطل جندو التي نزحت إلى مناطق الشهباء هرباً من بطش المرتزقة , ومن ثم قتلت العائلة كلها نتيجة انفجار لغم بالسيارة التي كانت تقلهم إلى حلب. أسماء العائلة ( حسن عبدو 90 عام وزوجته قدرت سليمان بنت موسى 65 عام, ياسر عبدو بن حسن 32 عام وزوجته حميدة حسو بنت خليل 22 عام وابنتهم روهين عبدو بنت ياسر 7 أشهر.
– مقتل امرأتين من عائلة حمدو وهما: فيدانة رشيد بنت خليل 60 عام وابنتها شيرين سمو بنت حمدو26 .
– اعتقال الشاب سيدو عمريكو بن بشار 24 عام.
– اعتقال موسى نبي 32 عام , من قرية جقلى جوم.
– اعتقال عبدالرحمن قازقلي حسو من قرية جقلي جوم.
-اختطاف زردشت ( دشتي) مجيد عيسو 40 عام من قرية فقيرا في أواخر شهر أيار الماضي واقتياده إلى مكان مجهول.
قرية باصوفان:
– عمليات خطف الرجال والشباب في قرية باصوفان مستمرة بشكل يومي والتحقيق معهم بعد تعذيبهم بشكل وحشي واتهامهم زوراً بتهم لاأساس لها بهدف بث الرعب في نفوس الناس .
– فرض اللباس الإسلامي البعيد عن عادات وثقافة الإيزيديين, على النساء والفتيات.
– البدء ببناء جامع في قرية باصوفان الإيزيدية , على الرغم من عدم وجود شخص مسلم واحد في القرية.
المفقودين:
– جوان سعيد رش 22 عام، من قيبار.
– خطف حسن درويش شمو 75 عام من قرية قيبار, تم خطفه من منزله في عفرين.\
– خطف عدولة حميد سفر 63 عام واقتيادها إلى سجن مارع.
المزارات التي تم استهدافها:
– افراغ مزار الشيخ علي في قرية باصوفان والعبث بمحتوياته.
– تدمير مزار الشيخ غريب قي قرية سينكا في ناحية شرا, والاستهزاء من ايزيديي القرية.
– تدمير مزار قرة جرنة قرب ميدانكى.
– تدمير مزار ملك آدي في قرية قيبار.
– تدمير المزارات الإيزيدية في قرية قسطل جندو ( مزار بارسة خاتون ومزار الشيخ حميد)
– وفي مركز مدينة عفرين تم تدمير مقر اتحاد الإيزيديين الثقافي والاجتماعي , وتم تدمير تمثال النبي زرادشت, وقبة لالش .
– استهداف الطائرات الحربية التركية معبد عين دارا الذي يعود تاريخه إلى 1300 ق.م وقد كان المعبد الوحيد من نوعه في العالم.
– تدمير مزار الشيخ جنيد وعبدالرحمن في قرية فقيرا.
– تدمير مزار حنان في قرية مشعلة.
– الاستيلاء على أكبر مزار إيزيدي في سورية الواقع على قمة جبل الشيخ بركات المشرف على بلدة دارة عزة, الذي جعلت منه تركيا مركز مراقبة, وعملت على إزالة المعالم الإيزيدية عنه وصبغه بصبغة إسلامية.