المجالس العسكرية في الجزيرة: تركيا تسعى إلى فتح أراضي جديدة لداعش وإطالة عمره
قالت القيادة العامة للمجالس العسكرية في إقليم الجزيرة، أن دولة الاحتلال التركي تسعى من خلال الهجمات إلى فتح أراضي جديدة لمرتزقة داعش وإطالة عمره، وأهابت بمنظمات حقوق الإنسان والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة باتخاذ موقف مضاد للهجوم، واعتبرت من يقف مكتوف الأيدي في وجه الهجوم مساعداً في الهجمات.
أصدرت المجالس العسكرية في إقليم الجزيرة بياناً مشتركاً إلى الرأي العام، حول الهجوم التركي الوشيك على شمال وشرق سوريا، وبيّنت الأهداف التركية، وذلك خلال بيان.
البيان قرئ بحضور كافة قيادات المجالس العسكرية في إقليم الجزيرة، وذلك في مقر المجلس العسكري السرياني بمدنية الحسكة.
وجاء في نص البيان:
“شهدت جميع شعوب سوريا منذ عام 2011 حرباً قاسية وشديدة وارتكبت خلالها مجموعات المرتزقة وبمسميات مختلفة أعمال شنيعة بحق جميع أقسام المجتمع. فقد قامت هذه المجموعات بالهجوم على المجتمع السوري بأكمله دون التميز بين الطبقات والمذاهب والأديان واللغات والثقافات والأقوام.
كما قامت المجموعات المرتزقة وداعش بين عامي 2011 و 2014 باحتلال العشرات من المدن والبلدات والقرى وقد تسبب هذا الاحتلال البربري بتهجير مئات الآلاف من الشعب من موطنه. ولذا اتخذ شباب وشابات جميع المجتمعات التي تعيش على تراب سوريا قراراً بحماية الوطن والقيم الإنسانية ضد هذه البربرية التي لا مثيل لها في التاريخ دون الاعتماد على القوى الخارجية وقد تم أخذ هذا القرار نيابة عن البشرية التي تصر على حماية هويتها، كما تم أخذ هذا القرار التاريخي النابع من إيمان وجسارة وأمل وإرادة الشعوب.
كان ردنا نحن كقوات حماية جميع شعوب سوريا، وكجميع الشعوب التي تعيش في المنطقة على هذه الهجمات هو الدفاع المشروع، والحرب التي خضناها ضد تلك الجماعات المرتزقة كانت على أساس فكرة الدفاع الذاتي وقد قام مقاتلونا بخوض هذه الحرب في جميع الجبهات بروح فدائية وبهمة لا مثيل لها، كما قام شعبنا وبدون تردد وبدون حساب تقديم أولاده كهدية لوجود ثورة الحرية.
لقد قدمنا آلاف الشهداء والمصابين والجرحى فداءاً لحق الحماية الذاتية ويعتبر هذا الأمر كرامة ونصراً لكل شعوب سوريا، كما كانت أملاً وانتصاراً لا مثيل لهما من أجل البشرية جمعاء.
منذ أن قررت شعوب شمال وشرق وسوريا وغرب كردستان الدفاع عن أنفسهم حاولت الدولة التركية من خلال شتى أنواع الهجمات أن تبيد ثوة الشعوب. فقد أثبت الدولة التركية لعشرات المرات أنها تساعد مرتزقة داعش وقد ظهر الدعم التركي لمرتزقة داعش بالسلاح والأمور اللوجستية والكوادر …إلخ، من خلال الصور والوثائق.
وبعد هزيمة التنظيم الأكثر إرهاباً (مرتزقة داعش) هاجمت الدولة التركية بأسماء وبأسباب مختلفة المكتسبات التي كسبناها. يشير الهجوم على عفرين من قبل الدولة التركية واحتلالها لعفرين وللعديد من المناطق السورية إلى أن الدولة التركية مصرة في تعميق الأزمة السورية وإطالة أمد الحرب. فالدولة التركية تهدف إلى احتلال أرضنا والقضاء على مكتسبات شعبنا. فعداء الدولة التركية الشعب الكردي هو عداء لجميع شعوب شمال وشرق سوريا.
تسعى الدولة التركية من خلال هذه الهجمات إلى فتح أراضي جديدة لمرتزقة داعش كما تسعى إلى إطالة عمر هذه المجموعات. وأننا لا نقبل بأي شكل من الأشكال هجمات الدولة التركية والأشخاص المساندين لها فالعالم أجمع يعرف تمام المعرفة هدف هجوم الدولة التركية على شمال وشرق سوريا. ولذا نهيب منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الديمقراطية والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة باتخاذ موقف مضاد لهجوم الدولة التركية وكل من يقف مكتوف الأيدي في وجه هجوم الدولة التركية يعتبر مساعد ومساند لها.
وعلى هذه الأساس نجدد قولنا للعالم أجمع بأننا لا نستهدف الدولة التركية ولكن اذا ما هاجمتنا الدولة التركية لاحتلال أراضينا فأننا سنستخدم حقنا في الدفاع المشروع حتى الرمق الأخير. كما أننا مستعدون لصد أي نوع من الهجوم.
وعلى هذا الأساس نقول أن شعبنا الذي قدم تضحيات لا مثيل لها في الماضي اليوم أيضاً سيقوم بما يتطلب منه بروح فدائية لكي يصد الهجوم التركي. أننا نناشد جميع الأمم والهويات والمعتقدات أن يقفوا صفاً واحداً في وجه الهجمات التركية وأن يرفعوا صوتهم عالياً ضدها.
الدور والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الشباب في صد هجمات الدولة التركية وأننا نؤمن بأن شبابنا سوف يتخذون موقفاً ثورياً وسوف يتجهون إلى جبهات المقاومة وساحات القتال بروح ثورية.
وفي الأخير نكررها مرة أخرى نحن قوات الحماية مستعدون أن نحمي وطننا وقيمنا ومكتسبات شعبنا واذا ما كان ثمن هذه الحماية هي أرواحنا فأننا مستعدون لأن نفديها لشعبنا”.