انتقدت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية صمت الاعلام الأمريكي، الأوربي عن علاقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع تنظيم داعش.
الكاتب في الصحيفة كينيث ر. تيمرمان أشار الى ممارسات سلبية وتجاوزات كثيرة لأردوغان الذي زار واشنطن مؤخرا، فسبق وأن عمد للتدخل في الانتخابات الأمريكية، والتأثير على الكونغرس عبر دعواته دعم إسلاميين فيه، وأنه أمر غير قانوني كونه ليس مواطن أمريكي.
كما وأن لديه سجل سيء من حيث الاعتداء على المتظاهرين، كما فعل حراسه الذين لم تنتهي بعد محاكماتهم، أو حرب الإبادة الجماعية ضد الأكراد، ودوره في بناء مسجد بقيمة 100 مليون دولار في لانهام بولاية ماريلاند، ضمن مشروع الجهاد العالمي الذي يروج له.
الكاتب أشار أن أردوغان لم يعد يخفي “التزامه بالجهاد العالمي، وبالتحديد لإرهابيي تنظيم داعش، منذ عام 2012، حيث تقوم المخابرات التركية التي تعرف اختصارا بـ MIT، وتعمل تحت إشراف أردوغان، بتوفير الموارد والمساعدة المادية لداعش، في حين أن مسؤولي الجمارك الأتراك غضوا الطرف عن مجندي داعش الذين يتدفقون عبر حدود تركيا إلى سوريا والعراق.
عدد من التقارير الدولية والإعلامية واعترافات قادة داعش المعتقلين أثبتت تورط تركيا في دعم الإرهاب، وبخاصة تنظيم داعش، فضلًا عن تحويل أراضي تركيا وحدودها إلى ممر آمن للجهاديين للمرو إلى سوريا وأروبا أيضًا.
أضاف “أظهر عشرات من مقاتلي داعش الذين أسرتهم القوات الكردية الموالية للولايات المتحدة في شمال سوريا وثائق دخولهم إلى تركيا بجوزات سفر مختومة، وأنهم تلقوا مساعدة مباشرة من السلطات التركية، وكانوا يعودون من الرقة التي كانت عاصمة لتنظيم الدولة الإسلامية قبل أن تدخلها قوات سوريا الديمقراطية وكانوا يتلقون العلاج في المشافي التركية….”.
وقال “المخابرات التركية تعرف كل شيء” ، بحسب الكثير من اعترافات عناصر داعش المعتقلين.
كما تحدث المقال أن العديد من مقاتلي داعش “السابقين” انضموا مؤخرا إلى القوات المدعومة من تركيا التي “احتلت” مدينة عفرين الكردية السورية، حيث شاركوا في التطهير العرقي.
وقال “قام اثنان من ضباط المخابرات التركية، تم أسرهما من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني” في اقليم كردستان \ شمال العراق في عام 2017 ، بتقديم اعترافات عن مساعدة الحكومة التركية لداعش وغيرها من الجماعات الجهادية العاملة في سوريا والعراق.
أضاف “مساعدة تركيا لداعش بدأت منذ عام 2016” ونشرت ويكيليكس أرشيفًا مكونًا من 58000 رسالة بريد إلكتروني توثق تورط صهر أردوغان،
ووزير المالية بيرات البيرق، في مساعدة داعش في سوق “النفط المسروق” من سوريا والعراق.
وقال “سوميا أردوغان، ابنة الرئيس التركي، يقال إنها أنشأت فرقة طبية كاملة، بما في ذلك مستشفى لعلاج مقاتلي داعش الجرحى في مدينة أورفا \ رها ، وهي مدينة بالقرب من الحدود متاخمة لمدينة تل أبيض التي كانت إحدى أهم ممرات داعش الحدودية وصلة وصله بالعالم عبر تركيا.
كما قام داعش بإجلاء المقاتلين المصابين بجروح خطيرة من سوريا عبر الحدود إلى أورفا في شاحنات تابعة للجيش التركي دون الخضوع لتفتيش جمركي.
وتسائل الكاتب …لماذا لا تولي وسائل الإعلام الأمريكية المزيد من الاهتمام لذلك…”رغم الأدلة الكثيرة على دعم أردوغان المباشر والشخصي والمؤسسي لتنظيم داعش والجماعات الجهادية المرتبطة به الواسع النطاق”.
وكانت مجموعة قد قامت برعاية لوحات اعلانات على حافلات لشركة Big Apple، كتب عليها “أردوغان، عرّاب الإرهاب والجهاد في العالم، غير مرحب به في الولايات المتحدة”، وضعت على شاحنة ضخمة جانب صورة لأردوغان جابت شوارع نيويورك، وتجولت السيارة في شوارع المدينة الرئيسية وتوقفت أمام مبنى الأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يزوره أردوغان.
وكان مهندس مغربي انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا عام 2013 أدلى بتصريحات قال فيها إنه كان يعمل سفيراً للتنظيم في تركيا حيث التقى بمسؤولين رفيعي المستوى من جميع الفروع الأمنية للحكومة، حسب ما أفادت مجلة “هوم لاند سيكيوريتي توداي” الأميركية.
وأدلى أبو منصور المغربي بذلك خلال مقابلة استمرت خمس ساعات مع باحثين من المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف في فبراير.
وقال أبو منصور في المقابلة: “كانت مهمتي هي توجيه العملاء لاستقبال المقاتلين الأجانب في تركيا”، مشيرًا إلى شبكة من الأشخاص، ممولين من قبل داعش، والذين سهّلوا سفر المقاتلين الأجانب من إسطنبول إلى المناطق الحدودية مع سوريا، مثل غازي عنتاب وأنطاكيا وشانلي أورفة، “وكان يتم الدفع لمعظمهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.. في تركيا كثيرون يؤمنون ويبايعون التنظيم على الولاء، يوجد رجال من داعش يعيشون في تركيا، أفراد وجماعات، لكن لا توجد جماعات مسلحة داخل تركيا”.
وعندما سألنا من في الحكومة التركية تحديداً كان يجتمع مع أعضاء داعش، قال أبو منصور: “كانت هناك فرق تلتقي بأعضاء داعش، بعضهم يمثل المخابرات التركية والبعض الجيش التركي.”
وأضاف قائلاً: “كانت معظم الاجتماعات في تركيا في مواقع عسكرية في المكاتب. ذلك يعتمد على القضية. أحيانا نلتقي كل أسبوع. ذلك يعتمد على ما كان يحدث. وأوضح أن أكثر الاجتماعات كانت قريبة من الحدود، بعضها في أنقرة، وبعضها في غازي عنتاب.
كما شرح أبو منصور كيف التقى مع مسؤولين حكوميين في أنقرة، حيث قال: “مررت بالحدود وسمحوا لي بالمرور، كان الأتراك يرسلون إلي سيارة كل مرة وأنا تحت الحماية، وكان فريق مكون من شخصين إلى ثلاثة أشخاص يرافقني دائماً، لقد كنت مسؤولاً عن فريقنا معظم الوقت”.
وأوضح أبو منصور أن المصالح المشتركة كانت الموضوع الأكثر أهمية في الاجتماعات التي عقدوها، مشيرًا إلى أنه “شيء جديد عندما تنشئ دولة وتفصلها عن العالم الخارجي، المفاوضات لم تكن سهلة، وكانت تستغرق وقتا طويلاً، وفي بعض الأحيان كانت صعبة جداً”.
وامتد التمثيل “الدبلوماسي” لأبي منصور، نيابة عن التنظيم، ليصل إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان نفسه، حيث قال: “كنت على وشك مقابلته لكنني لم أفعل. قال أحد ضباط مخابراته إن أردوغان يريد أن يراك على انفراد، لكن هذا لم يحدث”.
وأوضح أنه في عام 2014 ، كانت تركيا تحاول لعب لعبة مزدوجة مع الغرب، من خلال السماح للمقاتلين الأجانب بالدخول إلى سوريا، مع إعطاء مظهر أنهم كانوا يتخذون تدابير لمنعهم.
وأضاف: “أرادت تركيا تسهيل عملية عبور المقاتلين الأجانب عبر الحدود”، ومضى يشرح “أن أعضاء التنظيم من الأوروبيين كانوا متميزين للغاية بسبب لحاهم، لذا طُلب منهم أن يدخلوا سوريا ليلاً.
وذكر أيضاً: “في عام 2014 ، فتحت تركيا بعض بوابات العبور القانونية تحت أعين الاستخبارات التركية والتي استخدمها أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية للدخول والخروج من وإلى سوريا، وأضاف: “لكن الدخول إلى سوريا كان أسهل من العودة إلى تركيا فتركيا تسيطر على حركة العبور”.
ويتحدث أبو منصور أيضًا عن المفاوضات الخاصة بالإفراج عن الدبلوماسيين والعمال الأتراك في عام 2014 بعد أن استولى داعش على الموصل، قائلاً: “لقد حدث التفاوض في سوريا. في الواقع ، لم يكن دخول التنظيم إلى الموصل عملية مفاجئة في يوم واحد، استغرق الأمر عدة أيام، لكنني أعتقد أن الحكومة التركية أمرت قنصلها بعدم مغادرة الموصل، وكان العديد من سائقي الشاحنات الأتراك في الموصل في ذلك الوقت لم يكونوا في خطر، لكن كان هناك مفاوضات للإفراج عنهم، قدم تنظيم الدولة الإسلامية مطالب كذلك، واستغرق الأمر بعض الوقت.”
ويقول مسؤول التنظيم أنه بالنسبة لموظفي القنصلية التركية، “تم إطلاق سراح حوالي 500 سجين من تركيا بالمقابل، وعادوا إلى التنظيم”.