في أول لقاء من نوعه، أكدت العشائر الكردية في شمال شرق سوريا وقوفها صفاً واحداً مع قوات سوريا الديمقراطية ضد التهديدات التركية،
كما دعت “السلطات في دمشق” إلى فتح حوار جاد مع مجلس سوريا الديمقراطية لحل الأزمة السورية ووقف الحرب.
وشارك في اللقاء 1200 من ممثلي العشائر الكردية في شمال وشرق سوريا ” كيكان، خيركا، دنا، عزيزا، أومري، كابار،شيخان، دقوري، برازا، دازواني، هساري، كجا، طي، أومركا، جوبرا،عليكا، موسى رشا، ميرا،باتوا، باوليا، هسنا، هارونا، ميرسيني، كبكا. وممثلين عن وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الداخلي الأسايش ومجلس سوريا الديمقراطية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ومؤتمر ستار والأحزاب السياسية والمثقفين وعدد من الضيوف من شيوخ ووجهاء العشائر العربية .
وفي كلمته أكّد عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل أن مناطق شمال وشرق سوريا تتعرض لتهديدات جدية، ودعا الشعوب للتلاحم والاستعداد “لأي طارئ” لمواجهة هذه التهديدات.
وقال خليل إن مناطق الادارة الذاتية بمختلف مكوّناتها تمكنت من الحفاظ على المنطقة من التدخلات الخارجية “الراغبة في تحريف ثورة الشعب ضد الظلم والاستعباد”، وأشار إلى أن التهديدات التي تواجهها المنطقة حالياً تأتي في إطار مساعي “ضرب تلاحم هذه الشعوب، وما تقوم به تركيا الآن يدخل في هذا السياق الرافض لإرادة شعوب في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا”.
وأكّد خليل أن التهديدات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا هي تهديدات جدية، وأضاف “وعلينا كشعوب المنطقة الاستمرار في العمل على تلاحم الشعوب، والتحضير لأي طارئ أو هجوم قد تتعرض له المنطقة، وتتطلب المرحلة الاستعداد بشتى الوسائل لمواجهة هذه التهديدات”.
وشدّد خليل على أن الإدارة الذاتية وتجربتها كفيلة بوضع حد لكافة الهجمات والتهديدات الخارجية، وهي السبيل للوصول إلى حل للأزمة السورية، “وليس كما يُروّج لها بمحاولة الانفصال أو تجزئة المنطقة، وإن الإدارة في هذا السياق مُستعدة بشكل دائم للحوار مع كافة الأطراف للوصول إلى حل لهذه الأزمة التي تتعمق أكثر وأكثر”.
وأضاف خليل “وبهدف الوصول إلى حلول تناسب كافة الأطراف يتوجب تمثيل إرادة شعوب المنطقة، ودون تفضيل طرف على حساب طرف آخر، وإن أي لجنة تعمل على الدستور السوري يجب أن تُمثل مختلف مكونات المنطقة. وبدون تمثيل كافة الأطراف السورية، ولا سيما شعوب مناطق شمال وشرق سوريا فإنها ستكون عديمة الفائدة، وهذه الإدارة والشعوب لن تكون معنية بالدستور”.
وقال خليل إن تهرب أردوغان من الاتفاقية الأخيرة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، “يبين أهداف الاحتلال التركي في هذ المنطقة”، وأضاف “تُصر تركيا من خلال تصريحاتها الأخيرة على إدخال الجيش التركي إلى المنطقة، تحت حجج عدم التزام الولايات المتحدة الأمريكية بمنطقة أمن الحدود.
مخططات أردوغان واضحة حيال مناطق شمال وشرق سوريا وشعوب المنطقة بعد تجربتها الكبيرة في المقاومة والتي تمكّنت من دحر العديد من المجموعات المرتزقة وستتمكن من التصدي لأي نوع من التهديدات، والشعب بات يدرك حقيقة أهداف أردوغان وحزب العدالة والتنمية”.
خليل دعا الأحزاب السياسية الكردية في الخارج بالعودة إلى الوطن، وقال بهذا الصدد “على جميع الأطراف السياسية الكردية في الخارج والتي لاتزال مرتبطة ببعض الأطراف الخارجية التخلي عن هذه الأطراف والعودة إلى الوطن، العودة الى الشعب، والعمل لصالح القضية الكردية، والعمل من أجل خدمة هذا الشعب الذي ضحى طيلة هذه الفترة”.
وشدّد عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل في ختام حديثه على أن وحدة الشعب الكردي ستساهم في تسريع الوصول إلى أهداف “تخدم الشعب الكردي وفي مقدمتها تحرير المناطق الكردية وأولها عفرين، كلنا إيمان بأن المقاومة المبذولة في عفرين والشهباء ستكون بداية تحرير عفرين”.
البيان الختامي:
“نحن المجتمعون نعلن للرأي العام العالمي بأن حل القضية الكردية في سوريا حلاً عادلاً ويصونه دستور سوري ديمقراطي جديد هو المدخل الأساسي لحل الأزمة السورية والمنطقة برمتها، وبأن الإدارة الذاتية الديمقراطية المؤسسة منذ أكثر من خمسة أعوام، كانت وماتزال سبب الأمن والاستقرار الذي نحظى به ويحظى به شركاؤنا في الوطن وأخوتنا في العيش المشترك، ووحدة المصير ورفاق الخندق الواحد عرباً وسرياناً وأرمناً مسلمين ومسيحيين وإيزيديين.وتابع البيان “نرفض التهديدات التي يُطلقها رئيس تركيا أردوغان الداعم لداعش وكل التنظيمات الفاشية، وتنسف كل جهد يرنو إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة، وإن هذه التهديدات تؤثر سلباً حتى على الداخل التركي أضعاف مضاعفة، وهي مخالفة لقوانين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وفي الوقت نفسه السيادة السورية والمواثيق والعهود الدولية الناظمة لعلاقات حسن الجوار.
وذكر بيان العشائر أن المسوغات التي يسوقها “النظام التركي” باطلة لا أساس لها من الصحة، خاصة أن النظام التركي عاجز عن “رصد حالة مخالفة من قبلنا تهدد أمن تركيا وكل بلدان الجوار، إنما عكس ذلك هو صحيح، حيث نعلم كما يعلم الجميع بأن نظام أردوغان من أشد المساهمين في احتلال تل أبيض من قبل داعش الفاشي. لم نطلق رصاصة واحدة على الشعب التركي والحدود التركية لأننا طلاب سلام ونسعى إلى الحوار وحل أزماتنا عن طريق الإدارة الذاتية التي تؤكد سيادة سوريا ووحدة ترابها.
ودعا ملتقى العشائر في بيانه “الشعوب السورية على كامل جغرافية سوريا بالوقوف صفاً واحداً ضد هذه التهديدات”. كما دعا الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي ضد الإرهاب وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية وكافة منظمات حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتها في ذلك “والعمل على إنهاء الاحتلال التركي لمناطقنا في جرابلس وإعزاز وإدلب وكل مناطق سوريا وفي مقدمتها عفرين المقاومة التي لن تهدأ حتى عودة الأمان إلى أهلها وشعبها الأصيل”.
كما تدعوا العشائر “السلطات في دمشق لفتح حوار جدي مسؤول مع مجلس سوريا الديمقراطية بهدف حل أزمتنا والقطع على كل محاولة للمساس بأمننا وترابنا وعودة لائقة لسورية على جميع مكوناتها”.
ملتقى العشائر الكردية يجدّد في ختام بيانه العهد بالوقوف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ضد كل معتدي وإلى جانب إدارتنا الذاتية الديمقراطية حتى تذليل كافة التحديات وإنهاء كافة المخاطر”.
أول مؤتمر للعشائر الكردية في شمال سوريا يطالب المجتمع الدولي بحمايتهم من التهديدات التركية، والضغط لانسحاب القوات التركية من شمال سوريا، ويدعو النظام السوري للحوار جدي لانهاء الحرب السورية. pic.twitter.com/7bLrqbcnXn
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) September 12, 2019