ترفض الحكومة التركية والجيش التركي التعليق أو التعقيب على التقارير الدولية وتقارير منظمات حقوق الانسان السورية التي ترصد وتوثق انتهاكات حقوق الانسان في منطقة عفرين ومناطق تسميها درع الفرات شرقي حلب وسط اتهامات للجيش التركي وعشرات الفصائل السورية المسلحة المنضوية تحت قيادة الجيش الوطني بارتكاب جرائم تصل لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وكان مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا \ Vdc-Nsy\ قد أثار عبر البيانات إن معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف قد زادت في منطقة عفرين ومختلف المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية شمال سوريا منذ بداية آب أغسطس.
وأشار المركز أن القوات التركية والميليشيات السورية التي تدعمها يواصلون ارتكاب المزيد من الانتهاكات ولا يكترثون بالدعوات التي يطلقها المركز لوقف عمليات المداهمة اليومية واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.
وتمكن راصدون من المركز من توثيق قيام ميليشيات المعارضة السورية والقوات التركية باعتقال 85 مواطنا في منطقة عفرين ومناطق درع الفرات بشكل غير قانوني منذ بداية آب\أغسطس الجاري، منهم 18 تم طلب فدية مالية للافراج عنهم، بالإضافة لمقتل 6 مدنيين تحت التعذيب.
كما كشف مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا \ Vdc-Nsy\ في تقريره الأخير تزايد معدلات العنف والجريمة وحوادث الاقتتال بين الفصائل، وحدوث المزيد من التفجيرات ضمن مناطق تسيطر عليها القوات التركية شمال سوريا.
التقرير الذي صدر في الأول من تموز \ يوليو يرصد الانتهاكات التي جرت خلال شهر حزيران\ يونيو 2019 كشف أن:
القوات التركية والميليشيات السورية التي تدعمها يواصلون ارتكاب المزيد من الانتهاكات، حيث رصد مقتل وإصابة 2765 شخصا / القتلى 1017 شخص /، /الجرحى 1748شخص/ فيما وصل عدد المعتقلين الى 5329 شخصا، بينهم بحدود 155 امرأة و120 طفلا.
وترفض السلطات التركية الرد على رسائل المركز.
وبالتزامن مع تصاعد العنف في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية شرق وشمال وغرب حلب عرض التلفزيون الرسمي التركي “TRT”، الخميس، الجمعة مقاطع مصورة لأول مرة، تظهر جانباً من عمليات الجيش التركي في مدينة عفرين بريف حلب شمال غربي سوريا، والتي تم احتلالها عبر عملية اطلقت عليها تركيا اسم “غصن الزيتون” تسببت في كارثة انسانية ونزوح قرابة 250 ألف / ثلثي السكان وقتل في القصف التركي الجوي والمدفعي قرابة 350 مدنيا وأصيب قرابة 750 بجروح بينهم 150 حالة اعاقة دائمة.
وتظهر المقاطع المصورة، عناصر الجيش التركي وهي تعمل على تمشيط طريق تسلكه القوات في عفرين، لا سيما وأن وحدات حماية الشعب تواصل القتال لاستعادة المدينة.
كما تظهر المقاطع المصورة، قوات الكوماندوز التركية وهي تقوم بتدريب قوات الشرطة من العرب الذين اوفدتهم تركيا للاستيطان في المدينة.
وصور تظهر قيام الجيش التركي باتخاذ المدارس و منازل المدنيين كمقرات عسكرية.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا أعلنت في 18 آذار/مارس 2018، سيطرة قوات “غصن الزيتون” المكونة من الجيش التركي وفصائل سوريا كانت تقاتل سابقا نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، بشكل كامل على مركز مدينة عفرين السورية، تزامنا مع احتفال تركيا بالذكرى الـ 103 لانتصار “جناق قلعة”، وهي معركة انتصر فيها العثمانيين، ضد فرنسا وبريطانيا في الحرب العالمية الأولى وذلك بعد أن كانت العملية قد انطلقت يوم 20 كانون الثاني/يناير من العام نفسه.
هذا وتعد “غصن الزيتون” ثاني عملية عسكرية تركية على الأراضي السورية، بعد عملية “درع الفرات” التي تمكنت من خلالها احتلال مدن في شمال سوريا مثل الباب وجرابلس والراعي، عبر صفقة عقدتها مع روسيا الأولى تضمنت تسليم الغوطة الشرقية وريف دمشق للحكومة السورية مقابل صمت روسيا عن اختراق تركيا للمجال الجوي السوري وادخال القوات لقتال وحدات حماية الشعب في عفرين 2018 والثانية التوغل في مدينة جرابلس والباب مقابل تسليم حلب الشرقية 2016.
الجيش التركي يستعرض عملياته ومقراته في عفرين لأول مرة وسط تصاعد الانتهاكات https://t.co/09mvEgIzfv
@vdcnsy pic.twitter.com/2l8540jqFO— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) August 25, 2019