يبدو أن الحكومة الألمانية تراجعت عن موقفها السابق برفض استقبال أي من مواطنيها المنتمين لتنظيم الدولة الإسلامية داعش، أو عوائلهم في سوريا والعراق. وسبق أن صرحت وزارة الخارجية الألمانية بأنها لن تتعامل مباشرة مع الإدارة الذاتية، على الرغم من وجود المئات من المواطنين الألمان المحتجزين في شمال شرق سوريا.
وبحسب مصدرين في الادارة الذاتية فإنه سيجري يوم الإثنين، تسليم عدد من الأيتام الألمان المولودين لأعضاء داعش إلى وزارة الخارجية الألمانية عند معبر سيمالكا الحدودي. وهي أول عودة لأكثر من 100 طفل ألماني من أبناء مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى عشرات الرجال والنساء إلى بلادهم حيث تم اعتقالهم أو سلموا أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية.
وتؤوي مخيّمات شمال شرق سوريا 12 ألف أجنبي، هم 4000 امرأة و8000 طفل من عائلات الجهاديين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين.
ويُشكّل هؤلاء عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية بتسلّم مواطنيها. وقد استلمت دول قليلة عدداً من أفراد عائلات الجهاديين، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، وروسيا وأخرى بأعداد محدودة مثل السودان وفرنسا والولايات المتحدة.
وترفض دول عديدة إعادة مواطنيها مثل فرنسا لكنها تراجعت واعلنت استعدادها لاستقبال أطفال اليتامى من أبناء الجهاديين الفرنسيين. وكانت استعادت في آذار/مارس وللمرة الأولى خمسة أطفال يتامى.
وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات الجهاديين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف في سجون تديرها قسد.
ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم، التي أعلنت قوات سوريا الديموقراطية القضاء على “خلافته” في 23 آذار/مارس بسيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه مقاتلوه في بلدة الباغوز في شرق البلاد.
ومع تلكؤ الدول المعنية في تسلّم رعاياها الجهاديين، طالب الأكراد بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمتهم في سوريا.
وبالإضافة إلى الأجانب من عائلات التنظيم، تؤوي مخيمات النزوح عشرات آلاف السوريين والعراقيين، وأبرزها مخيم الهول الذي يقيم فيه 74 ألف شخص، بينهم 30 ألف سوري، ويستضيف بشكل خاص عوائل الجهاديين من أجانب وغيرهم.
وأعلنت الإدارة الذاتية الأحد أنّ نحو 800 امرأة وطفل بدؤا بمغادرة مخيّم الهول “بكفالة شيوخ ووجهاء العشائر” في المنطقة، وبينهم أفراد من عوائل جهاديين وآخرون مدنيون .
وكانت إدارة مخيم الهول قد بدات بنقل 800 من عوائل داعش على مراحل وهم من الذين سجلوا رغبتهم في العودة إلى مدنهم وقراهم في مدينتي الرقة والطبقة.
وافتتحت “الإدارة الذاتية” مخيم “الهول” منتصف نيسان (ابريل) عام 2016، لاستقبال النازحين الفارين من مناطق خاضعة لتنظيم “داعش” واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.
On Monday, a number of German orphans born to ISIS members will be handed over to the German Foreign Ministry at the Semalka border crossing.
It's the first repatriation of over 100 ISIS-linked German children, plus scores of men & women, held in North East Syria. pic.twitter.com/qlQWFD9gdO
— Rojava Information Center (@RojavaIC) August 17, 2019