الجدار التركي الحدودي.. اقتطاع أراضي وخوف من الاقتراب

يتحدّث الرجل السبعيني محمد شريف يوسف(72عاماً) من قرية سرمساخ التابعة لمنطقة ديرك/ المالكية عن مأساته كفلّاح من الجدار الحدودي التركي قائلا “أملك /100/ دونم, اقتطعوا منها 40/ دونماً, فلم يبقى منها سوى /60/”.

ويمتلك يوسف أراضي زراعية بجانب الحدود التركية، والتي اقتطعت أجزاء من أرضه وأراض كثيرة مجاورة، بسبب بناء الجدار الحدودي ما بين سوريا وتركيا, حيث قامت الأخيرة ببناء جدار على الحدود المشتركة مع سوريا ليصل طوله إلى/711/ كم من أصل /911/كم.

شهادات

محمد شريف يوسف ليس وحيداً في مأساته بل هناك المئات ممن تضرّروا باقتطاع أراضيهم مع بناء الجدار الحدودي في قرية سرمساخ الحدودية.

وقطع الجدار أراضي خورشيد إبراهيم فرحو وعبد العزيز فرحو أيضاً، حيث اقتُطع من أرض خورشيد /50/ دونماً من أصل /80/، و30/ دونماً من أصل/50/ لعبد العزيز.

يتحدث خورشيد عن معاناته قائلا “تجاوز الأتراك أرضي, واقتطعوا منها /50/ دونماً, ولجاري الآخر /40/, وللآخر ما بين 40/-45/ دونماً, كلنا لا نعلم بالتحديد كم دونما تم اقتطاعه بالتحديد ؛ لأنهم لا يسمحون لنا بالاقتراب”.

أما عبد العزيز فيتحدّث عن النقاش الذي دار بينهم وبين الأتراك حين كانوا يهمّون ببناء الجدار، فيقول “لقد ناقشنا الأتراك كثيراً, وأوضحنا لهم بأنّها أراضينا, وأنهم يتعدون علينا بغير حق, فقالوا لنا؛ مهما يكن فالجدار سيشيّد”.

ويقول محمد محمود (77عاماً) من قرية خرزي في ريف الدرباسية “لا يقل عن 500/ -600/ دونماً من عقار القرية اقتطعه الجدار”.

وتقول شاهة علي (50 عاماً) من أهالي قرية الخشيفية بريف درباسية “شيدوا الجدار من منتصف أرضنا وباتجاه القرى المجاورة, البعض اقتطع من أرضه الكثير, واقتطع من أرضنا 25 دونما”.

أما فوزي رمضان عجي (66عاماً) من قرية حاصدة فوقاني التابعة لعامودا غربي القامشلي, فإنّه خسر مع أقربائه شيخموس عجي وعصمت عجي حوالي /60/ دونماً، موضحاً لـ”نورث برس” أن مساحة عقار القرية 2400// دونم، وطولها مع الحدود التركية 2500 م.

“لا نعلم أين نشتكي وكيف”

بحسب أهالي قرية سرمساخ, فإنهم بادروا بالذهاب إلى “العسكر التركي” أثناء تشييد الجدار, وقالوا لهم إنّ هذه الأرض لهم, فكان ردّ الضابط المسؤول في تلك النقطة أن قال “تقدّموا بشكوى!”.

يستغرب الرجل السبعيني محمد شريف ومعه أهالي القرية من هكذا طلب ويقول “لكننا لا نعلم أين نشتكي وكيف؟”، ولم تحرّك الحكومة السورية ساكناً أثناء بناء الجدار، كما أنّها لم تدلي بأي بيان أو تصريح بهذا الخصوص.

وفي لقاء مع أفين جمعة الرئيسة المشاركة لمنظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة (تقسيم إداري يضم مقاطعتي القامشلي والحسكة) أكدت لـ”نورث برس” بأنهم بدأوا بجولات ميدانية, قائلة “سجلنا ووثقنا من خلالها شكاوي المواطنين المساحات التي تم الاستيلاء عليها, وتجاوزها أكثر من عشرة أمتار خارج الحدود المتفق عليها”.

وتوضح أفين جمعة أنّهم لم يرفعوا قضية إلى أي محكمة إلا أنّه تم تقديم شكاوي فردية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لكنّها “لم تقبل الدعوة لأنّها وبحسب قوانينها لا تستطيع استقبال قضايا تعنى بها تركية بشكل مباشر دون أن تمرّ القضية بالمحاكم التركية.”

وحصلت “نورث برس” على تقرير منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة، حول الحدود التركية السورية جاء فيه “بلغ تعداد القرى التي شهدت منعاً (الاقتراب من الحدود) 129 قرية على طول الحدود, واقتطاع ما يقدّر مساحته بـ/6331,27/دونم بدءاً من تنصيب الجدار العازل في العام 2016 وحتى العام 2017 “.

الجدار

بدأت تركيا ببناء الجدار على الحدود التركية السورية منذ 11 شباط/فبراير 2016, وأنهت في حزيران/يونيو العام الماضي، بطول /711/ كم من أصل الحدود التي تمتد إلى /911/ كم, وهو ثالث أطول جدار في العالم.

يتألف الجدار من أجزاء مسبقة الصنع بالإمكان تفكيكها وإعادة نصبها في أماكن أخرى، وارتفاع الواحد منهما أربعة أمتار وبعرض ثلاثة أمتار وبوزن سبعة أطنان، وترتفع أبراج للمراقبة عليها بـ ثماني أمتار مزودة بنظام تكنولوجي متقدّم، كما أنّ أنظمة المراقبة فيها متطورة وفيها كاميرات حرارية ورادارات لعمليات الرصد البري.
المصدر

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك