يبدو إن القيادة الجديدة للائتلاف المعارضة السورية في اسطنبول اختارت منح الأكراد السوريين المزيد من الاهتمام بعدما أدركت اهمية دورهم في مستقبل البلاد وعملية السلام السورية المتعثرة، وهو الدور الذي ظل الائتلاف يتجاهله ضمن سياسة نسب التمثيل من جهة و تركيا التي ظلت تفرض فيتو على حضور ممثلين أكراد في مراكز القرار، وذهبت لدعم التركمان وتسليمهم رئاسة الائتلاف ورئاسة حكومته المؤقتة في مدينة عنتاب.
ورغبة منه على مايبدو للتغطية على جرائم الحرب اليومية، اجتمع الائتلاف السبت في مقره باسطنبول التركية، بعدد من أبناء منطقة “عفرين” المقيمين في تركيا، وبحث معهم آخر التطورات الميدانية والسياسية، إضافة إلى واقع منطقة “عفرين” وإمكانية تطوير العمل الإداري والتنظيمي فيها.
ورغم إن غالب من وجهت الدعوة لهم رفضها الا عدد قليل اضطر للذهاب تحت التهديد فإن الائتلاف اعتمد على المجلس الوطني الكردي وهو أحد مكونات الائتلاف الوطني لترتيب اللقاء، وحضر من طرفهم كل من نائب الرئيس عبدالحكيم بشار، المعين حديثا في منصبه، والأمين العام للائتلاف الوطني عبد الباسط عبد اللطيف، وأعضاء الهيئة السياسية نذير حكيم وعبدالله كدو، فبما غاب رئيس الائتلاف الوطني، أنس العبدة، خشية إثارة قضية الانتهاكات.
عبدالحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف، تهرب من التطرق لقضية الانتهاكات اليومية لفصائل الائتلاف في منطقة عفرين، وركز عل التجهم على وحدات حماية الشعب وأن على الكرد أن يسعوا لبناء أفضل العلاقات مع تركيا.
بشار اتهم وحدات حماية الشعب التي تعتبر حليفا للولايات المتحدة بأنها عملت منذ بداية ما وصفها ب “الثورة” على إبعاد الكرد عنها، وحثهم على عدم المشاركة بها، إضافة إلى مساعيهم لإحداث شروخ كبيرة بين العرب والكرد وباقي مكونات المجتمع السوري، وصرف أنظار الكرد عن إسقاط النظام.
وأشار نائب الرئيس إلى ضرورة الوقوف على حقيقة ما يجري في منطقة عفرين، والتعاون مع المؤسسات التابعة للائتلاف الوطني بأفضل السبل، كما دعا أهالي المنطقة إلى رفد الائتلاف الوطني بمقترحات مكتوبة للنظر بها والسعي لمعالجتها.
وكان حكيم بشار الذي استلم للمرة الثانية منصبه، قد اعترف في لقاء سابق بضعف وتراجع دور الائتلاف نتيجة غياب مشروع وطني واضح لديه يطمئن له السوريون باختلاف مكوناتهم وأطيافهم السياسية، وعجزه عن مخاطبة الداخل السوري بالطريقة المطلوبة وأنه فشل في تعزيز دوره دوليا وداخليا وفي العلاقة من المكونات السورية رغم الاهتمام والدعم الدولي الهائل.
ونقل اعلام الائتلاف إن الأهالي طالبوا بضرورة العمل على محاربة الفساد في المنطقة، معتبرين أن الصورة السلبية لعدد من العناصر في المنطقة، أضرت بالصورة الناصعة لثورة الكرامة.
وأشاروا أيضاً إلى أن ذلك أثر أيضاً على المؤسسة السياسية التي تمثل الثورة السورية والمتمثلة بالائتلاف الوطني، مؤكدين على أن الائتلاف لو استطاع محاسبة الفاسدين وتنقية المؤسسات منهم فسينعكس ذلك إيجاباً عليه كمؤسسة سياسية وبالتالي سيرفع من رصيده المعنوي لدى الأهالي في عموم المنطقة.
يذكر أن حوداث طرد مسؤولي الائتلاف أثناء محاولتهم الذهاب لتنظيم لقاءات أو الاشراف على نشاطات في الداخل وحتى في تركيا كثيرة، تم طرد وإهانة رئيس وأعضاء الائتلاف مرارا في مدينة اعزاز وبوابتها الحدودية مع تركيا آخرها كانت في كانون الثاني من العام الجاري كما وتم طردهم أثناء محاولتهم التوجه إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي قادمين عبر معبر جرابلس وطردوا عدة مرات أثناء محاولاتهم المشاركة في نشاطات للسوريين في تركيا نفسها، حيث اتهم الائتلاف ب “خيانة الثورة” وفشله في تحقيق أهدافها والفساد والمتاجرة “بدم السوريين”.
الائتلاف والذي يخضع كليا لتركيا ويمول من قبل دولة قطر ويروج لسياستهم، وفي العديد من المناسبات تحدث قادته عن عودتهم إلى سوريا وافتتاح مكاتب ومؤسسات في مناطق خاضعة لسيطرة تركيا لكن ورغم كونها مناطق خارج نطاق قصف النظام السوري بموجب اتفاق تركي – روسي لكن كل تلك الوعود لم تنفذ.
وتدعم تركيا اطرافا وشخصيات في المجلس الوطني الكردي المتحالف مع الأخوان المسلمين والذين يروجون لمشروعها في سوريا، كما وتقوم بتوفير الحماية والتمويل ودعم تمثيلهم في لجان عليا ووفود دولية، وهم الأطراف الذين يتوافقون مع سياستها والذين يعتبرون وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية؛ وهي القوات التي كانت رأس حربة في هزيمة تنظيم داعش وشريكة رئيسة للولايات المتحدة والتحالف الدولي في تثبيت الامن والاستقرار في شمال شرق سوريا.