قدّمت الحكومة التركيّة تعويضات ماليّة إلى عائلات قتلى الفصائل السورية الموالية لها من الذين سقطوا في معركة غصن الزيتون في عفرين والتي انتهت بفرض تركيا احتلال المدينة في 18 آذار/مارس 2018 ونزوح لا اقل من 250 الف من سكانها.
العقيد معتزّ أرسلان، وهو قائد جيش النخبة الموالي لتركية قال إنّ الحكومة التركيّة قد بدأت بصرف التعويضات الماليّة إلى عائلات قتلاهم في 1 تمّوز/يوليو 2018، وانتهت في 19 تمّوز/يوليو.
وأضاف العقيد أرسلان: “بلغت المبالغ التي قدّمتها تركيا إلى عائلات القتلى من الجيش السوريّ الحرّ 60 ألف ليرة تركيّة، أي ما يعادل 12500 دولار أميركيّ إلى كلّ عائلة قتيل، إلى جانب راتب شهريّ مقداره 100 دولار أميركيّ، وامتيازات أخرى سوف تتمتّع بها عائلة القتيل، من بينها منح الجنسيّة التركيّة لأفراد عائلته، ولكنّ هذه الامتيازات لم يتمّ تطبيقها حتّى الآن ولا تزال قيد الدرس في تركيا، واقتصر الأمر على صرف مبالغ تعويضيّة ورواتب شهريّة فقط”.
عمل العقيد أرسلان في اللجنة التي قامت بتسليم التعويضات الماليّة إلى عائلات قتلى الجيش السوريّ الحرّ، وقال: “كنت أحد المسؤولين في لجنة صرف التعويضات التي قدّمتها الحكومة التركيّة إلى جانب عدد من المسؤولين الأتراك، وتمّت عمليّة صرف التعويضات في مدينة أعزاز في ريف حلب الشماليّ، كل فصيل من فصائل الجيش الحر قدم لنا قائمة بأسماء القتلى الذين قتلوا في معركة غصن الزيتون وبلغ عدد قتلى الجيش السوريّ الحرّ في معركة غصن الزيتون في عفرين 300 قتيل، وتمّ تسليم التعويضات إلى زوجة القتيل إذا كان متزوّجاً، وإذا كان عازباً سلّمت التعويضات الماليّة إلى والده ووالدته الذين حضروا إلى مقرّ التوزيع في أعزاز”.
وأوضح العقيد أرسلان أنّ هناك خطّة لدى الحكومة التركيّة لصرف تعويضات ماليّة إلى عائلات قتلى عمليّة درع الفرات التي خاضها الجيش التركيّ وانتهت باحتلال مدينتي جرابلس والباب في ريفي حلب الشماليّ والشرقيّ في 24 آب/أغسطس 2016، ولم تنته فصائل الجيش السوريّ الحرّ في ريف حلب حتّى الآن من إحصاء عدد قتلاها في عمليّة درع الفرات.
وكانت”صحيفة المونيتور ” قد التقت القائد العسكري في الجبهة الشامية، عبدالله بكور، قال : ” ليس هناك إحصاءات حول عدد قتلى الجيش الحر في معركة درع الفرات، وفي حال طلب منا الجانب التركي ذلك سوف نقوم بعملية إحصاء، نتمنى أن يتم تعويض عائلات قتلى الجيش الحر في معركة درع الفرات من قبل الحكومة التركية كما فعلت مع قتلى الجيش الحر في معركة غصن الزيتون، ليس هناك حتى الآن تأكيدات من الحكومة التركية بهذا الخصوص، نأمل أن يتم ذلك في أقرب وقت”.
شكّل صرف الحكومة التركيّة تعويضات ماليّة إلى عائلات قتلى الفصائل الموالية لها الذين سقطوا في معركة غصن الزيتون رد فعل سلبي من قبل عائلات قتلى درع الفرات وولد شكا حول حقيقة قيامهم بترك جبهات القتال مع قوات الحكومة السورية والانسحاب من المدن لقاء اتفاق مسبق بتلقي أموال.
تحاول الحكومة التركيّة التقرّب من الأهالي في المناطق التي تقع تحت نفوذها في ريف حلب من خلال العديد من الخطوات والإجراءات الخدميّة، وكفالة عائلات قتلى الجيش السوريّ الحرّ الذين شاركوا مع الجيش التركيّ في معركتي درع الفرات وغصن الزيتون.