أعلن قيادي عسكري من معارضة السورية مدعوم من قبل حزب العدالة والتنمية التركي رفض المعارضة السورية تصريحات زعيم حزب الشعب المعارض التركي، كليشدار أوغلو، الذي طالب فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة العلاقات مع الحكومة السورية.
واعتبر القيادي في “لواء المعتصم”، مصطفى سيجري، والذي سبق أن بايع “تنظيم الدولة الإسلامية” أن دعوة كليشدار “تعد خيانة للشراكة القائمة بين الجيش السوري الحر والجيش التركي، ومؤشر خطير لا يمكن فهمه إلا تمهيدا للانقلاب على التفاهمات الحالية في حربنا المشتركة على الإرهاب في حال وصل حزبه للحكم، وخطاب فتنة هدفه زعزعة الثقة بيننا”.
وأرسل “سيجري” تهديدات غير مباشرة باستهداف الجنود الأتراك في سوريا في تغريدة أخرى على “تويتر” قائلا “هل فكر السيد كليشدار كيف يمكن أن ننظر للجنود الأتراك المتواجدين في الأراضي السورية في حال ذهب خطوة واحدة باتجاه الأسد؟ هل يريد أن يغدر بنا بعد أن أستقبل شعبنا الجنود الأتراك بالورود، وبعد كل ما قدمناه من دماء وكانوا جنودنا وجنود الأمة التركية “كتف على كتف” ضد المجموعات الإرهابية؟”.
وختم سيجري: “خطاب كليشدار أوغلو، ونحن على أبواب عملية عسكرية واسعة، وفي المرحلة الأصعب منذ انطلاق العمليات العسكرية المشتركة في سوريا (درع الفرات وغصن الزيتون)، يعدّ خطابا غير مسؤول وخطاب فتنة وتحريض هدفه زعزعة الثقة بين قواتنا والقوات التركية، ويصب في صالح القوى الإرهابية في المنطقة”.
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو، قد انتقد الثلاثاء، سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واعتبرها خاطئة في مصر وسوريا وليبيا، ودعاه إلى تغيير سياسته الخارجية والتخلي عن الإخوان المسلمين والتصالح مع مصر، وعقد محادثات مع دمشق، وإيقاف إرسال الأسلحة إلى ليبيا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام الكتلة البرلمانية لحزبه في البرلمان، الثلاثاء، حسبما نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
ودعا كليجدار أوغلو إلى “تغيير السياسية الخارجية لتركيا 180 درجة”، مشيرا إلى أنه سيضيف بعض التحذيرات إلى تحذيراته السابقة للحكومة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وأضاف: “إذا كنا نقول لتكسب تركيا في سياستها الخارجية فعلى أردوغان أن يتخلى أولا عن الإخوان المسلمين، من هم الإخوان؟! مصالح الدولة التركية فوق كل شيء”.
وتابع: “ثانيا عليك (أردوغان) أن تتصالح مع مصر التي نتشارك معها التاريخ والثقافة، على أي أساس نحن نخاصمها؟ هذه المخاصمة تنعكس سلبا على تركيا”.
وأردف: “يجب أن نرسل سفيرا إلى مصر، ونتصالح معها، وطبعا سنبذل جهودنا لتتحول مصر إلى الديمقراطية، وإيقاف الإعدامات السياسية، ووقف نزيف دماء الأشقاء، ولن نتردد في سبيل تحقيق ذلك”.
وأضاف: “ثالثًا يجب عقد محادثات على المستوى الرسمي مع سوريا بأسرع وقت ممكن، لماذا لا يوجد لدينا سفير في دمشق؟ ولماذا نعقد محادثات غير مباشرة (مع الحكومة عبر روسيا)؟ فوحدة الأراضي السورية من مصلحة تركيا”.
وتابع: “رابعًا، يجب أن تتخلوا عن إرسال السلاح إلى ليبيا، ماذا تريدون من ليبيا؟ ولماذا ترسلون السلاح إليها؟ فبدلا من لعب دور الوسيط من أجل السلام لماذا تسعون للإيقاع بين الأشقاء”.
وجدير بالذكر أنّ دعوة زعيم المعارضة لأردوغان بتغيير سياسته الخارجية تأتي بعد تحقيق المعارضة مكاسب داخلية في الانتخابات البلدية، وفوز مرشّحها أكرم إمام أوغلو في انتخابات بلدية إسطنبول التي تمّت إعادتها، وانتزاعها من قبضة أردوغان الذي سيطر عليها لربع قرن، وكانت تحظى بأهمية بالغة بالنسبة له ولحزبه العدالة والتنمية.