داهمت “هيئة تحرير الشام” عددا من المنازل في بلدة الهبيط (55 كم جنوب مدينة إدلب) شمال سوريا بحثا عن أشخاص متهمين بإجراء مصالحات مع قوات النظام السوري، حيث اعتقلت 13 شخصا.
من جانبه أصدر المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر في بلدة كفروما جنوب إدلب، بيانا قال فيه إنه “سوف يقتل كل من تسول له نفسه بإجراء مصالحة” مع النظام، متوعدا بمحاسبة من يروج لقوات النظام “ولو بكلمة” وفق ما جاء في البيان تأتي هذه التطورات بعد يوم من تهديدات اطلقها تشكيل عسكري جديد يضم فصائل من الجيش السوري الحر وكتائب إسلامية، بقتل كل شخص يروج لعقد “مصالحات” مع النظام السوري. حيث أعلنت فصائل وكتائب إسلامية تشكيل “تحالف ثوري عسكري” في بلدة التح (43 كم جنوب مدينة إدلب)، وذلك في بيان اطلعت عليه “سمارت” الجمعة.
وضم “التحالف” كل من “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” و”تجمع قوى الثورة” التابعين للجيش الحر.
وقال “التحالف” في بيانه، إن من أهدافه “التجهيز للمعركة المرتقبة مع النظام من خلال الإعداد العسكري والتدشيم”، داعيا المقاتلين والعناصر في المنطقة إلى الانضمام له.
مصدر كشف ان خطوة الاندماج مفروضة من أنقرة، والاجتماعات بدات من اسبوعين وان ماعرقل الاعلان هو اصرار فيلق الشام على حصر القيادة العسكرية والتمثيل السياسي به وان المشاركين هم: فضل الحجي ومنذر سراس، جميل الصالح، توفيق شهاب الدين، حسن صوفان، ابو عيسى الشيخ،ابو صالح طحان. وانهم تلقوا تفويضا من قبل هيئة تحرير الشام.
وقال القيادي في “جبهة تحرير سوريا”، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، إن الاتفاق بين الفصائل جاء بعد سلسلة اجتماعات أفضت بتقسيم جبهات الشمال السوري إلى قطاعات تبدأ من الساحل حتى ريف حلب الشمالي.
و ينص أيضًا على تعزيز جبهات الدفاع وخاصة المحاور الخطرة، معتبرًا أن “العمل يسير بشكل جيد”.
تتزامن الخطوة الاستباقية للفصائل مع الحديث عن نية قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بدء عملية عسكرية في محافظة إدلب، بعد الانتهاء من معارك حوض اليرموك في ريف درعا.
وشهد الأسبوع الماضي تطورات عديدة بخصوص إدلب، بدءًا من تهجير سكان بلدتي كفريا والفوعة، حتى التهديد الأخير للرئيس السوري، بشار الأسد، بأن المحافظة ستكون أولوية للجيش في المرحلة المقبلة.
مصدر عسكري مطلع على الاتفاق قال إن دمج العمل العسكري للفصائل جاء تحت ضغط تركي، وشمل جميع الفصائل وهي “جبهة تحرير سوريا”، “الجبهة الوطنية للتحرير”، “هيئة تحرير الشام”، “جيش العزة” العامل في ريف حماة الشمالي..
وبالتزامن مع هذه التطورات يجتمع قادة فصائل عسكرية عاملة في إدلب في العاصمة التركية أنقرة لبحث مستقبل المحافظة في الأيام المقبلة وذلك بطلب تركي ولبحث مستقبل المحافظة.
وتتميز محافظة إدلب عن المناطق المعارضة الأخرى في سوريا بعدة نقاط، فقد تحولت إلى خزان بشري بعد استقبالها الآلاف من المدنيين والعسكريين، بموجب اتفاقيات المصالحة وحملات التهجير المتبادلة بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة.
كما أنها المعقل الأبرز لـ “هيئة تحرير الشام”، التي تصنفها الأطراف الدولية الفاعلة في سوريا على قائمة “الإرهاب”.