نقلت صحيفة “العهد” اللبنانية تحذيرات النظام السوري من إرسال جنود جدد إلى شمال شرق سوريا حيث اقامت القوات الأمريكية والتحالف الدولي عدة قواعد عسكرية استخدمت لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
التحذير السوري ياتي وسط تحركات أمريكية لدعوة الدول الأوربية والخليجية لدعم منطقة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا ومطالبها من الدول الأوربية بارسال المزيد من القوات لتغطية الانسحاب الأمريكي المحدود من سوريا.
ونقلت الصحيفة التي عادة ماتروج لخطاب مؤيد للنظام السوري عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد تحذيره للدول الأوربية التي تنوي إرسال جنود جدد إلى شرق الفرات وأنهم سيواجهون عواقب هذه الخطوة، مؤكدًا فشل هذه المحاولات بمس وحدة وسيادة سوريا.
وتتزامن هذه التهديدات مع حشود تركية على الحدود السورية، والتلويح مجددا باجتياح شرق الفرات والتي تجاهلها المقداد في اللقاء الذي جرى في مكتبه بدمشق.
وقال المقداد “نحن لا نثق إطلاقًا لا بنوايا الولايات المتحدة الأمريكية ولا بحلفائها ولا بأدواتها”.
واتهم المقداد ما وصفها “الدوائر الصهيونية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية” بالوقوف وراء “الأزمة السورية” وأنها “سعت لفرض واقع جديد على دول هذه المنطقة، من خلال إخضاع سوريا لإرادتهم”.
كما واتهم المقداد الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة التركية والسعودية وقوات سورية الديمقراطية بعرقلة مساعي السلام ووقف الحرب”.
سوريا لن تقف عائقًا أمام أي عمل يمكن أن يقود إلى وقف سفك الدماء الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة التركية وبعض الأطراف العربية التي وصل الأمر ببعضها إلى إرسال مندوبيها إلى الأرض السورية وإلى أراض تحتلها بعض القوات الأجنبية وبعض المجموعات المرتبطة بالإحتلال والإستعمار الأمريكي كما هي بعض التنظيمات السياسية الكردية. لكن يجب أن يعرفوا أن سوريا ستبقى واحدة وأنها ستقاوم كل هذه المحاولات.
وكشف أن زيارة المبعوث الدولي بيدرسون الأخيرة إلى دمشق ساهمت في التوصل إلى الكثير من الحلول لبدء عمل اللجنة الدستورية، وأنه لم يعد هنالك أي عائق على اطلاق على عمل اللجنة من جانبهم إزاء بدء عمل اللجنة الدستورية”.
وقال “أنا أوكد لمن يفكر الآن بإرسال قوات جديدة إلى سوريا والتي نتابعها الآن في وسائل الإعلام، أنهم مخطئون من جهة وبأنهم يضحون بقواتهم ويرسلونها دون أي مبرر لكي تحول دون وقف سفك الدماء على الأراضي السورية. فماذا يفيد هذه الدول إرسال هذه القوات إلا خضوعها للإدارة الأمريكية وخضوعها لرغبات “إسرائيل”، نحن نربأ بهذه الدول بأن لا تستمر في تدميرها لسوريا وأن تحافظ على أرواح جنودها وعسكرها”.
أضاف:”وقف إطلاق النار في إدلب لم يتحقق نتيجة الجرائم التي ترتكبها حكومة أردوغان بحق شعبنا في إدلب، في كل الإجتماعات الثلاثة عشرة السابقة التي عقدت كان كل اجتماع يشكل خطوة متقدمة على الإجتماع الذي سبقه، سيناقش في الإجتماع القادم في (نور سلطان) التي سميت بذلك بعد آستانا، سيناقش بشكل عملي تقييم لما حدث” وأن “وقف إطلاق النار في إدلب لم يتحقق نتيجة الجرائم التي ترتكبها حكومة أردوغان بحق شعبنا في إدلب ودعمها للمجموعات الإرهابية وبما في ذلك جبهة النصرة المسجلة كيان إرهابي على لوائح مجلس الأمن”.
أضاف:”ليست لدينا أوهام حول نوايا أردوغان، فهو إيديولوجيًا ذو نزعة متطرفة ونعرف إلى أي من التوجهات الدينية المتطرفة ينتمي كما نعي بأن التعليمات الغربية له وخاصة مازالت تصدر، وهو يريد إرضاء كل هذه النزعات سواء الأمريكية أو الصهيونية، أعلن ذلك أم لم يعلن، لكن هذا هو ولاؤه الحقيقي. يجب أن يعرف أردوغان أن الشعب التركي الذي أسقطه في انتخابات معركة اسطنبول قادر أيضا على اسقاطه من منصبه ونحن نراهن على وعي وحكمة الشعب التركي ولا نراهن إطلاقًا لا على أردوغان ولا على حزبه “حزب العدالة والتنمية” في ممارسة الحكمة في التعامل مع القضية السورية. عليه أن ينسحب وأن يحارب الإرهاب كما تنص على ذلك قرارات مجلس الأمن، وإلا فإن تركيا ستزداد معاناتها وستزداد عمليات سفك الدماء في المنطقة نتيجة هذه المواقف التي يتحمل أردوغان مسؤوليتها بشكل كامل”.
ووصف المقداد العلاقات السورية – الروسية بأنها علاقات إستراتيجية تخدم البلدين. “نحن نثق بأن الأصدقاء الروس يعملون ويبذلون كل جهودهم من أجل إقناع أردوغان بالتخلي عن أطماعه التوسعيه وعن دعمه للمخططات المعادية لسوريا والتي لا تعني أي مصلحة للشعب التركي الذي حاولنا أن نقيم أطيب العلاقات معه قبل اندلاع هذه الأحداث في سوريا لكن تبين أن المنحرف لا يمكن أن يصبح معتدلًا في يوم من الأيام. علينا أن نتابع النضال وأن نتابع ضغط الأصدقاء على أردوغان من أجل أن يوقف سفك دماء الأتراك والسوريين وهذا الوضع غير المستقر في المنطقة”.
أضاف:”نحن نعمل على إقامة أفضل العلاقات مع الشعب التركي ونحن نعتقد بأن الشعب التركي بأغلبيته المطلقة يدعم وقف سفك الدماء في سوريا ولا يؤيد سياسات أردوغان في توتير الأوضاع ما بين بلدين يفترض أن يتمتعا بعلاقات طبيعية ثبت أنه في حال إقامتها فإنها تخدم مصالح البلدين”.