نشرت وسائل أعلام تركية وسورية معارضة تفاصيل خطة تسعى تركيا لتنفيذها تتضمن ضمّ ادلب ومحيطها إلى منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في ريف حلب، على أن تتبع ادارياً لـ”الحكومة المؤقتة” التابعة لـ”الإئتلاف الوطني” في اسطنبول…
ويبدو أن “تحرير الشام” التي انخرطت في مفاوضات بهذا الشأن بحسب مصادر كشفت عنها صحيفة “المدن” رفضت الخطة التركية، وقدمت عرضا سبق وقدمته للمعارضة الموالية لأنقرة، ويتضمن حلّ “الحكومة المؤقتة” وتوسيع نفوذ “الإنقاذ” ليشمل كامل مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في ريف حلب وإدلب ومحيطها.
الأنباء عن المساعي والترتيبات التركية الجديدة في إدلب، تأتي بعد أيام من اختيار أنس العبدة، رئيساً جديداً لـ”الائتلاف”، وتكليف رئيس “الائتلاف” السابق عبدالرحمن مصطفى، بتشكيل “الحكومة المؤقتة” خلفاً لجواد أبو حطب وهو مايعني تعزيز النفوذ التركي وتحكمه الكامل بالمعارضة السياسية لا سيما وأنها اتخذت خطوات بطرد اعضاء من الأئتلاف من تركيا بينهم حواس عكيد. وتزامن تداول تلك الأنباء في أوساط المعارضة مع اجتماع العبدة ومصطفى، في المقر الجديد لـ”الائتلاف” قرب بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، في 4 تموز/يوليو والحديث كذلك عن خطة لاجتياح شرق الفرات بدعم تركي.
والمساعي لحلّ “تحرير الشام”، ودمج حكومتي “الإنقاذ” و”المؤقتة”، ليست بجديدة، وقد بدأت بالفعل مطلع العام 2019، وتجري لأجلها اجتماعات دورية بأشراف تركي، بين ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة وعن “تحرير الشام”، بحضور ممثلين عن “الائتلاف” و”الهيئة التأسيسية للمؤتمر السوري العام” المقربة من “تحرير الشام”. واقتربت الأطراف من التوصل إلى اتفاق يقضي بتشكيل إدارة واحدة عسكرية ومدنية، لكن “تحرير الشام” رفضت حلّ نفسها من دون ضمانات، كما رفضت حلّ “حكومة الإنقاذ”، واقترحت بدلاً عن ذلك حلّ “المؤقتة” ودمج كوادرها مع “الإنقاذ” وإشراك الفصائل المعارضة فيها.
المشاورات حول الإدارة المفترضة دعمتها وأشرفت عليها تركيا بشكل مباشر، لكن العملية العسكرية التي بدأتها قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بداية أيار/مايو، أوقفت المشاورات وعطلت العمل بالتفاهمات المبدئية ولكنها شكلت ضغطا على”تحرير الشام”.
الحديث عن توقف المعارك وتحقيق الاستقرار في إدلب، والترتيبات الإدارية بدعم تركي، وحل “تحرير الشام” كان جزءا من اتفاق وقف التصعيد بين موسكو وانقرة وربط محللون الهجوم الروسي الأخير على إدلب بأنه يجري بالتنسيق مع تركيا للضغط على تحرير الشام لا سيما وأن وزير الخارجية الروسي لم يخفي أنه يقصف مقرات وقواعد “الأرهابيين في إدلب” بتنسيق مع تركيا، كما وأن روسيا ليست بعيدة عن التغييرات في قيادة “الائتلاف” و”المؤقتة”.
من جهتها، نفت “تحرير الشام” بشكل غير مباشر المعلومات المتداولة، مستبعدة تحقيق الاستقرار في إدلب في وقت قريب، معتبرة أن اللجوء إلى الحل العسكري لن يجدي نفعاً. ولذلك فقد تم اللجوء إلى الضغط السياسي والإعلامي ضدها مؤخراً، وأكدت أنها ليست فصيلاً أو جماعة تنأى بنفسها عما حولها، بل هي “مشروع جامع يضم كافة أطياف الثائرين، وقد فهمت كيفية اللعب بالسياسة مع الكبار”.
الشرعي العسكري في “تحرير الشام” المصري “أبو الفتح الفرغلي”، قال في “تلغرام”، :”لا يمكن أن نقبل أبداً أي عرض أو تفاهم يكون الحكم فيه لغير شرع الله كاملاً أو أن تعلو فيه غير كلمة الله، أو يحكم المسلمين فيه غير المجاهدين الصادقين”.
“أبو محمود الفلسطيني”، قال: “قد آن الأوان ليتعلم المجاهدون العمل السياسي والإعلامي، لا يمكن أن يتحقق النصر بالعمل العسكري وحده، والمواجهة المباشرة بدون العمل السياسي نتيجتها هزيمة سريعة”.
الفصائل الإسلامية في “الجبهة الوطنية للتحرير”؛ “أحرار الشام” و”صقور الشام” و”جيش الأحرار”، لم توضح موقفها من الترتيبات المفترض تطبيقها في إدلب كما حصل في “درع الفرات” و”غصن الزيتون”. وهي في الغالب لن توافق، وسيكون موقفها قريباً من موقف “تحرير الشام”، من ناحية رفض تمكين تركيا عبر “الائتلاف” و”المؤقتة” بشكلهما وتركيبتهما الحالية وسبق أن اتهموا تركيا بخذلانهم في مناطق أخرى وفي صمتها عن القصف الروسي على إدلب.