حثت الولايات المتحدة ألمانيا لإرسال قوات برية لدعم قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في شمال شرق سوريا.
وفسّر مراقبون الطلب الأميركي بأنّه يأتي في إطار الاستعدادات لانسحاب الولايات المتحدة المُرتقب تنفيذاً لقرار الرئيس دونالد ترامب ديسمبر الماضي، والذي تراجع لاحقاً عن تنفيذه كاملاً نتيجة ضغوط كردية ودولية، وفي أعقاب تهديدات تركية باجتياح مناطق شرق الفرات.
وتقتصر مشاركة ألمانيا حالياً في محاربة تنظيم داعش من خارج سوريا، وذلك عبر توفير طائرات للاستطلاع وإعادة تزويد الطائرات بالوقود، فضلاً عن تدريب قوات في العراق، ولكنّها لا تشمل عنصر المشاة.
وقال جيمس جيفري، مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي ضد داعش، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) وصحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية “نريد قوات برية من ألمانيا لتحل محل جنودنا جزئيا”، وقال إنه يتوقع الحصول على ردّ قبل نهاية هذا الشهر.
وطلب جيفري، من الحكومة الألمانية أن ترسل قوات تدريب وخبراء لوجستيين وعمال تقنيين من “البوندسفير” (الجيش الألماني).
وكشف جيفري في تصريح صحفي باسرائيل ان القوات الامريكية باقية في شمال شرق سوريا وجنوب البلاد حتى تحقيق الانتقال السياسي والانتخابات الرئاسية والبرلمانية وبإشراف أممي وان الولايات المتحدة ستستخدم كل الضغط اللازم لتحقيق هذه الأهداف ومنها الخيارات العسكرية”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في ديسمبر الماضي عن خطط لسحب جميع جنود الولايات المتحدة البالغ عددهم ألفي جندي من شمال شرقي سوريا. وتراجع فيما بعد وقال إن حوالي 400 فرد سيبقون للمساعدة في استقرار المنطقة، التي تمتد على الحدود بين العراق وسوريا، ثم زادته الى 1000 جندي.
وتعمل الولايات المتحدة منذ ذلك الحين على الحصول على دعم إضافي من حلفائها الثمانين في تحالف مكافحة تنظيم داعش، الذي يتضمن ألمانيا، مع بدء سحب القوات الأميركية.
وقال المبعوث الأميركي الخاص بعد محادثات في برلين يوم الجمعة “نبحث هنا ومن بين شركاء التحالف الآخرين عن متطوعين للمشاركة، ونؤمن بأننا سوف ننجح في النهاية”.
وتابع قائلا: “ألمانيا تلعب دورا فعالا في مكافحة داعش، وفي العملية السياسية بشمال سوريا، لكننا نريد منها دعما أكثر على صعيد القوات البرية”.
ولفت جيفري إلى أن الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى الشمال السوري، ليس بالضرورة أن يكونوا محاربين، بل إن تلك القوات ستتولى مهمة الحفاظ على استقرار المنطقة.
وأردف قائلا: “نريد أن نقضي على داعش تماما في سوريا، والبدء بحل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة، وإخراج كافة الإيرانيين من سوريا”.
واستطرد أيضا: “يجب أن يتمتع الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى سوريا، بالقدرة على الدفاع عن أنفسهم وإتقان الفنون القتالية، وسيكون بحوزتهم أسلحة ثقيلة، أمّا عمليات الهجوم، فهي موكلة للقوات المحلية”.
ومن المفترض أن تنتهي مهمة القوات الألمانية في 31 أكتوبر، لكنّ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أوضح خلال زيارة له إلى العراق الشهر الماضي أنه يمكن تمديدها. وسيناقش البرلمان الألماني، الذي يتعين عليه الموافقة على أي تمديد، المسألة في شهر سبتمبر المقبل على أقرب تقدير.
وكان مجلس الوزراء الألماني صادق على مشاركة الجيش الألماني في الحملة العسكرية الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا. وتجنبت المستشارة الألمانية وصف هذه المهمة بأنها مهمة حربية.