أدرجت تركيا محاور الدين والتعليم ضمن خُططها الأهم والأخطر لتتريك المناطق السورية التي تُسيطر عليها من خلال فصائل سورية مسلحة خاضعة لها تماماً، وخصوصاً في منطقة عفرين شمال غرب سوريا التي تخضع لعملية تغيير ديموغرافي واسعة، وزرع وفرض أفكار حزب العدالة والتنمية الإسلامي في عقول من تبقّى من أهالي عفرين إضافة للمسلحين الموالين لأنقرة وعوائلهم، والذين استولوا على منازل ما يُقارب 300 ألف شخص من الذين تمّ تهجيرهم من المنطقة.
وضمن هذه الخطط والإجراءات التي تسعى لفرض الفكر الديني على السوريين من وجهة نظر تركية عثمانية بحتة، وذلك بالتزامن مع بناء جدار جغرافي عازل حول عفرين، وسعت جمعية “شباب الهدى” السورية الأهلية، أنشطتها الدينية في منطقة عفرين بمحافظة حلب، شمال غربي البلاد، وذلك بالتعاون مع وقف الديانة التركي.
وأفاد بيان صادر عن الجمعية، نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية للأنباء، أنها نظمت دورات دينية للأطفال والبالغين في مدينة عفرين والبلدات والقرى التابعة لها، وفي بلدة جوبان باي (الراعي) التابعة لمحافظة حلب، بين ديسمبر 2018 و21 يونيو 2019.
وأضاف البيان أن الجمعية أقامت حلقات توعية ضد المنظمات “الإرهابية” والفكر المتطرف، بالفترة ذاتها، في مختلف المناطق التي حررها الجيش التركي مع الجيش السوري الحر من التنظيمات “الإرهابية”.
كما أشار إلى المساهمة في ترميم المساجد بالمنطقة، عبر التنسيق مع وقف الديانة التركي، فضلًا عن الأنشطة الرمضانية وتوزيع هدايا للأطفال.
ونقلت الوكالة عن أمين سر الجمعية، خالد دميرال، إن الجمعية نظمت دورات دينية لألف و300 طفل و750 رجلا و400 امرأة، مؤخرا. وأنها زارت خلال الأسبوعين الأخيرين 32 منزلا في عفرين، للوقوف على احتياجات أصحابها، وقدمت ندوات توعية للسكان. وأشار أمين سر جمعية “شباب الهدى” إلى أنهم يوزعون هدايا على الأطفال لتحفيزهم على التعليم.
وبيّن أن الجمعية تتواصل مع وقف الديانة التركي لترميم المساجد المتضررة بالمنطقة.
وتواصل أنقرة والفصائل السورية المسلحة في عفرين المحتلة ابتكار مختلف أنواع الوسائل ضمن مساعيها لتهجير مَن تبقّى مِن الأهالي والمواطنين الأكراد، وبالتالي إحداث عملية تغيير ديموغرافي كاملة في المنطقة.
وبينما تدّعي تركيا عدم رغبتها في البقاء بالأراضي السورية، إلا أنها بدأت سريعا إدخال مؤسساتها الخدمية وموظفيها لمُدن الشمال السوري التي سيطرت عليها قوات موالية لها في إطار عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، كاشفة بذلك عن وجه استعماري قديم مُتجدّد يشمل كذلك الاستيلاء على منازل السوريين وتغيير أسماء بعض الشوارع بأخرى تركية وفرض التعامل بالليرة التركية.
كما وأنها قامت بتوطين مئات الطلاب بعد نقلهم من إدلب إلى منطقة عفرين، ضمن دور سكنية خاضعة لرعايتها.
وقد وزّعت تركيا كتبها المدرسية على 360 ألف تلميذ داخل المناطق التي سيطرت عليها في إطار عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” شمالي سوريا، في كلّ من مُدن “عفرين” و”جرابلس″ و”الباب” و”أعزاز″ و”جوبان بي” و”أخترين” و”مارع″.
كما وبدأت مؤخراً بمشاريع إنشاء جامعات تركية للسوريين نحو تعميق أكثر لعمليات التتريك.