أهم الجماعات المسلحة الموالية لتركيا على الأراضي السورية

تصنيف أهم الجماعات المسلحة الموالية لتركيا على الأراضي السورية:

الفصائل الجهادية: ” هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا – تنظيم حراس الدين – الحزب الإسلامي التركستاني المعروف بـ الإيغور”
الفصائل المسلحة التي تقاتل تحت اسم “الجيش الحر”: “الكتل العسكرية العاملة في درع الفرات – جبهة التحرير الوطنية – جيش العزة”
الفصائل المسلحة المهجرة: “جيش الإسلام – فيلق الرحمن – لواء شهداء الإسلام داريا – حركة تحرير الوطن”

احتدمت الأزمة مع الهجمات التي بدأها الجيش السوري في أواخر إبريل، مدعوماً من روسيا، على منطقة ريفي حماة وإدلب، وتغيَّر مسار المعركة بشكل كبير بعد معلومات بشأن قيام تركيا في شهر مايو الماضي بإرسال أسلحة متطورة إلى بعض الجماعات المعارضة هناك.

ومن ناحية أخرى، ساعد الاتفاق بين روسيا وتركيا في اجتماعهما في سوتشي في 3 مارس عام 2017، بشأن فرض منطقة منزوعة السلاح في بعض المناطق، في تمهيد الطريق أمام القوات السورية للتقدم هناك.

وقد استطاع الجيش السوري بعد هذا الاتفاق، الذي أبرم نتيجة اقتراح روسي من الأساس، أن يفرض سيطرته على مناطق حلب الشرقية والغوطة الشرقية وحِمص والمنطقة الجنوبية الغربية من سوريا، بعد اشتباكات عنيفة استمرت طوال العامين الماضيين.

وحقَّق الجيش السوري، الذي لا يملك القدرة على القتال على جبهات عديدة، تقدماً كبيراً بفضل الدعم الجوي الروسي المتفوق، وأدى هذا التقدم السريع للجيش السوري إلى تضييق الخناق على جميع الجماعات المسلحة في إدلب وضواحيها.

يقاتل الجيش السوري، مدعوماً بالقوات الروسية في هذه المنطقة، التي يقطنها ما يزيد عن 3 ملايين مدني، عشرات الفصائل المدعومة من تركيا والتي يمكن تصنيفها تحت خمس مجموعات رئيسة، ولكن مع دخول تركيا على خط المواجهة اتحدت هذه الجماعات فيما بينها، بعد أن فقدت جزءاً كبيراً من قوتها خلال صداماتها مع بعضها البعض في الماضي، واتخذت من القوات الروسية والسورية عدواً مشتركاً لها، الأمر الذي اعتبر بمثابة ضربة عنيفة للتقدم الروسي السوري هناك.

وتنتشر الفصائل المسلحة في شمال سوريا وشمال غربها في منطقة على تماس مع ثلاثة أطراف: الأول قوات الحكومة السورية، ويبلغ طول حدودها معه 325 كم، والطرف الثاني قوات سورية الديمقراطية التي يبلغ طول الحدود المشتركة معها 191 كم، في منطقة منبج ومنطقة درع الفرات، والطرف الثالث هو الدولة التركية التي تعد الداعم الرئيس لتلك الفصائل، ويبلغ طول الحدود معها 416 كم، هذا العمق الاستراتيجي للمنطقة يجعلها داخل مثلث رؤوس زواياه هي المدن الرئيسة “حلب – حماة –اللاذقية”، هذا المثلث يؤدي من الناحية العسكرية دوراً في قطع الإمدادات بين حلب والساحل غرباً بشكل كامل، ويشرف على تخوم مدينة اللاذقية عبر الريف الشرقي لها، وهو ما يفسر سعي روسيا وتركيا وإيران في اتفاقياتها في آستانة العمل على فتح الطرق الحيوية عبره،

وتنبع أهمية سيطرة الفصائل على تلك المنطقة من تحكمها في المعابر مع تركيا ما يشكل ضغطاً اقتصادياً على النظام، لأن معابر تركيا هي الممر الرئيس للتجارة البرية الدولية بين أوروبا والخليج العربي وآسيا.

يمكن إدراج الجماعات التي تقاتل قوات الأسد في الوقت الحالي تحت خمسة عناوين رئيسة:

الفصائل الجهادية

هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً:

كان يُطلق عليها في السابق اسم “جبهة النُصرة” وجبهة النصرة أعلن تشكيلها أوائل عام 2012 بقيادة أبو محمد الجولاني الملقب بـالفاتح، وتُحسَب على الأيديولوجية الجهادية السلفية يمكن اعتبارها النسخة السورية من طالبان، وأعلنت عن نفسها لاحقاً ذراعاً لتنظيم القاعدة في سوريا، وتعتمد حاليا في تمويلها على فرض الضرائب في مناطق انتشارها وتجارة المعابر وخصوصاً معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا .

تنتشر الهيئة خصوصاً في إدلب وريف حلب، ويُقدر عدد مقاتليها بالآلاف، وأعلنت بتاريخ 28 تموز/ يوليو من عام 2016م عن تغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام”، وفك ارتباطها عن تنظيم “القاعدة” لأنها صُنفت بسببه منظمة إرهابية من مجلس الأمن. وأعلنت بداية عام 2017م مع فصائل أخرى (حركة نور الدين زنكي – لواء الحق…) الاندماج بصورة كاملة ضمن كيان جديد بمسمى “هيئة تحرير الشام” بقيادة المهندس أبي جابر هاشم الشيخ، القائد السابق لحركة أحرار الشام.

وعلى عكس من أيديولوجية القاعدة، تسعى هذه الجماعة جاهدةً من أجل التواصل مع دول المنطقة وأوروبا. ويمكن وصف علاقة هذه الجماعة مع تركيا، ورغبتها في فتح قنوات اتصال معها، وبعد سيطرتها على مدينة إدلب، شكلت فيها ادارة مدنية.

قامت هيئة تحرير الشام، التي توصف بأنها أقوى الجماعات المسلحة في الوقت الحالي، باتخاذ خطوات جادة خلال الأشهر الثماني عشر الماضية باتجاه تدريب قواتها، و إمدادهم بالأسلحة الحديثة و الخوذات والسترات الواقية من الرصاص.

أنصار القاعدة
الفصائل الرئيسة بها هي: تنظيم حرَّاس الدين والحزب الاسلامي التركستاني وأجناد القوقاز وألوية الفتح وجبهة أنصار الدين وجماعة أنصار الدين وكتائب الإمام البخاري.

تزامن مع انفصال هيئة تحرير الشام عن تنظيم القاعدة تكوين عدد آخر من الجماعات الصغيرة في شمال غرب سوريا التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة. وتعد أقوى هذه الجماعات بلا منازع هي منظمة أطلقت على نفسها اسم “حماة الدين”. ويعمل تحت راية هذه الجماعة العديد من مقاتلي القاعدة، وتتلقى تعليماتها من زعيم القاعدة أيمن الظواهري شخصياً.

تعارض هذه الجماعات الجبهة الوطنية للتحرير والجيش الوطني السوري، وتوجه انتقاداتها إلى هيئة تحرير الشام كذلك، ومع ذلك فإنها تمتنع عن الدخول في صراع مباشر معهم. وتشير التقديرات إلى أن أعدادهم تربو عن أربعة آلاف مقاتل، وهي لا تفضل الدخول في تحالفات مباشرة مع الجماعات الأخرى.

تنظيم حراس الدين

تأسس في شباط/ فبراير من عام 2018م، بعد اندماج مجموعات عدة منشقة عن هيئة تحرير الشام (جيش الملاحم – وجيش الساحل – وجيش البادية) بقيادة “أبي همام الشامي” القائد العسكري السابق لجبهة النصرة الذي أعلن انفصاله عن جبهة النصرة بسبب عدم قبوله فك ارتباطها بتنظيم القاعدة. ويبلغ عدد مقاتلي التنظيم نحو 800 مقاتل يفتقرون إلى السلاح الثقيل، وينتشرون في مناطق قرب جسر الشغور بريف إدلب وريف حماة، وفي ريف اللاذقية “جبل التركمان” أعلنت عدم قبول اتفاقيات آستانة وسوتشي، وتحميله مسؤولية أي هجوم قد يُصيب مناطق ريف اللاذقية وبخاصة أنّ كافة الفصائل الأخرى وقعت على اتفاقيات الآستانة وسوتشي.

الحزب الإسلامي التركستاني المعروف بـ الإيغور

يُطلق على نفسه في سوريا “الحزب الإسلامي التركستاني لنصرة أهل الشام”، وجميع مقاتليه من التركستان دخلوا إلى سوريا بشكل جماعي مع عائلاتهم وبأعداد كبيرة تقدر بحوالى 500 عائلة، تقيم اليوم في تجمعات سكانية خاصة بالمنطقة الشمالية الغربية من سوريا في قرية الغسانية المسيحية في ريف اللاذقية

الفصائل المسلحة المصنفة معتدلة

الكتل العسكرية العاملة في درع الفرات

تبلورت هيكلية الفصائل العاملة في المنطقة المذكورة بعد انتهاء عملية درع الفرات بتاريخ 29/3/2017م التي انطلقت برعاية تركية بتاريخ 24 آب/ أغسطس 2016م حيث توغلت قواتها في سورية لمواجهة وصد نجاحات قوات وحدات حماية الشعب والقوات الحليفة لها لا سيما بعد هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة منبج، وخشية تركيا أن تواصل الوحدات تقدمها نحو السيطرة على كامل المنطقة من مدينة كوباني الى منطقة عفرين، وتتوزع الفصائل على أربع كتل رئيسة هي:

فيلق الشام، الجبهة الشامية، السلطان مراد، الجيش الوطني

ويعد الجيش الوطني أبرز تلك الكتل، وتتوزع هيكليته أيضا على ثلاثة فيالق، بقوام يزيد على 20 ألف مقاتل، ويتبع لوزارة الدفاع التابعة لحكومة المعارضة التي تتخذ من تركيا مقراً لها، شاركت فصائله في عملية “غصن الزيتون” التي انتهت بالسيطرة على مدينة عفرين في آذار/ مارس 2018م. وتخضع لبرامج التخطيط والتدريب والتسليح المُعدة في القواعد التركية التي أُنشئت بعد السيطرة على المنطقة، وبداية إدخال الفصائل العسكرية المسار السياسي والمحاور الإقليمية وتأثيراته التي أفقدت تلك الفصائل كثيراً من المناطق التي كانت تسيطر عليها.

شهدت المنطقة حالات عدة من الاقتتال بين الفصائل المُعارضة، كالاقتتال بين الجبهة الشامية والسلطان مراد، وحركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام، تسبب بخسائر بشرية بين مقاتلي الفصائل المتناحرة، وبحالة غضب واحتقان لدى الأهالي طالبت بخروج الفصائل العسكرية كافة من الأحياء المدنية، ومنع وجود حالة عسكرية من لباس وحمل للسلاح داخلها، وتفعيل دور المجالس المدنية تفعيلاً حقيقياً.

كما لم يجرِ وفق الوثيقة الصادرة عن “اجتماع في مقر القوات الخاصة التركية”، بحضور والي عينتاب ووالي كيلس وقائد “القوات الخاصة” التركية وممثلي الاستخبارات التركية وأعضاء “الحكومة السورية المؤقتة” ونائب رئيس “الائتلاف السوري” وقيادة فصائل الجيش الحر الموجودين في منطقة “درع الفرات”؛ الانتقال إلى المرحلة الثانية التي ستجرد الفصائل فيها من المسميات والتعامل معها بوصفها جيشاً نظامياً.

الجبهة الوطنية للتحرير
الفصائل الرئيسة فيها: فيلق دمشق وجماعة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي وألوية صقور الشام والجيش الحر وجيش إدلب الحر والفرقة الأولى الساحلية والفرقة الثانية الساحلية وجيش النخبة والفرقة الأولى مشاة وجيش النصر والفرقة 23 ولواء شهداء الإسلام وتَجمُّع دمشق.

تأسست جماعة الجبهة الوطنية للتحرير في مايو 2018 ، وبدأت في خوض مقاومتها، بشكل موسع، في أغسطس 2018. وتعتبر هذه الحركة نفسها جزءاً من الجيش السوري الحر المدعوم من جانب تركيا. وقد تلقَّى معظم أعضاء جماعة الجبهة الوطنية للتحرير دعماً مباشراً من وكالة المخابرات المركزية الأميركية في الفترة من 2013 إلى 2017.

يتكون هيكل جماعة الجبهة الوطنية للتحرير من جماعات أخرى تتبنى أيدولوجية جماعة الإخوان المسلمين والفكر السلفي مثل جيش إدلب الحر وجيش النصر وفيلق الشام وأحرار الشام.

ومع ذلك، فقد تراجع تأثير الجبهة الوطنية للتحرير مع الصعود السريع لهيئة تحرير الشام التي كانت تطلق على نفسها قبل ذلك اسم “جبهة النصرة”. وعلى الرغم من أنه من غير المعروف، على وجه التحديد، عدد أعضاء الجماعات والمنظمات الأخرى التي تعارض سياسة هيئة تحرير الشام وأيدولوجيتها إلا أن البعض يقدرها بحوالي 30 ألف فرد.

جيش العِزَّة (تجمع العِزَّة سابقاً)
تمارس هذه الجماعة نشاطها بشكل رئيس في شمال حماة، وكانت من بين الجماعات التي دعمتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية في السابق، ولكن ما لبثت أن أعلنت في الآونة الأخيرة أنها لا تريد البقاء تحت مظلة الجبهة الوطنية للتحرير.

وعلى الرغم من وجود علاقة وثيقة تجمع بين تركيا وهذه الجماعة، إلا أنها لا تلتفت كثيراً إلى التوجيهات التي تأتيها من تركيا. ولعل أفضل مثال على ذلك رفضها الانصياع لكافة الضغوط التركية لفرض منطقة منزوعة السلاح، كما أنها ترتبط بعلاقات وثيقة للغاية بهيئة تحرير الشام، مقارنة بعلاقتها بجماعة الجبهة الوطنية للتحرير. وتتراوح أعداد المقاتلين المنضمين لهذه الجماعة بين ألفين وثلاثة آلاف مقاتل.

الجيش الوطني السوري
هو أحد الجماعات الرئيسة التي تتخذ من إدلب وشمال حماة مركزاً لها. وتتألف جماعة الجيش الوطني السوري من لواء شهداء بدر والجبهة الشامية و أحرار الشرقية وأحرار الشمال (فيلق الشام).

ويعتبر الجيش الوطني السوري من أهم الجماعات المسلحة في سوريا التي دعمت تركيا في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون اللتين قامت بهما تركيا في الشمال السوري بين عامي 2016-2018.

تأسست هذه الجماعة في عام 2017، وتضم في بنيتها ما يزيد عن 30 فصيلاً آخر. ويُخمَّن أن يكون لديها من 20-25 ألف مقاتل، معظمهم من العرب والتركمان.

ولا تتمتع هذه الجماعة بسمعة حسنة بين سائر الجماعات الأخرى؛ بسبب انصياعها الكامل للتوجيهات التي تأتيها من جانب أنقرة، ومعاملتها السيئة للأكراد في المناطق التي يسيطرون عليها. ولعل هذا هو السبب الرئيس لوقوع خلافات وانشقاقات كبيرة داخلها.

وقد تبيَّن قيام تركيا خلال شهر مايو الماضي بإمداد الجيش الوطني السوري بالأسلحة والذخيرة لمساعدته على التصدي لجماعة الجبهة الوطنية للتحرير. وهناك من ينتقد ذلك التحرك التركي بقوله إن تركيا دخلت بهذه الخطوة إلى خط المواجهة المباشرة مع كل من سوريا وروسيا.

وعلى الرغم من وجود خلافات بين هذه الجماعات وبعضها، حتى داخل كل واحدة منها، إلا أن عدم ظهور هذه الخلافات على السطح ساعد بشكل كبير في تحقيق الكثير من النجاحات أمام روسيا وسوريا مؤخراً.

ومع ذلك يمكن القول إن استمرار هذا التعاون بين الجماعات المتشددة في سوريا مرهون بشكل كبير بالتحركات والدعم التركي لها على الأراضي السورية.

لا شك في أن نشاط تركيا على وجه الخصوص على الساحة السورية، ودعمها للجماعات المتشددة هناك لا بد أنه سيُقابل بردة فعل عنيفة من جانب روسيا، حتى وإن لم تُصَعِّد الأخيرة من ردود فعلها بدرجة خطيرة إلى الآن.

مستقبل الفصائل العسكرية في سوريا

عند الحديث عن مستقبل الفصائل في المنطقة لا بد من الأخذ بالحسبان أموراً عدة أهمها أن بقاء الصراع واستمراره حتى تتبلور وتنضج عوامل التسوية السياسية أصبح -أمراً واقعاً– يعكسه تعامل القوى الكبرى مع الأزمة، ودليله دعم بعض هذه الدول تشكيل فصائل حديثة النشأة لتكون عاملاً مساعداً لها في فرض تدابيرها السياسية في ما يتعلق بالساحة السورية في المحافل الدولية “كفرقة الحمزة المدعومة تركيا مثلاً” أو توحيدها ضمن فصائل كبرى كـ”الجبهة الوطنية للتحرير”، ومن ثم فإن حالات الاندماج والتوحد تعكس مصالح تلك الدول الراعية، وبوصف المنطقة جزءاً من الدولة السورية فإنه يجري فيها بالنسبة إلى الفصائل العسكرية ما يجري في المناطق الأخرى وما يجري فيها من إعادة هيكلة البنى العسكرية من الفاعلين فيها “روسيا في مناطق سيطرة النظام مثلا”. إضافة إلى أن الحرب في المنطقة المحررة تصنف بعنوان “الحرب المتماثلة” التي تتسم بالتفاوت في القوة وفي درجة التسليح بين أطراف الحرب، وهي حرب بين دولة وفصائل، حيث طرف قوي وآخر ضعيف ولا يعني هذا التفاوت فوز الطرف القوي فقد شهد العالم حروباً سابقة عدة بين طرفين متفاوتين في درجة التسليح ومختلفين في الطبيعة العسكرية والسياسية وأهمها حرب الولايات المتحدة الأمريكية وفيتنام التي أجبرت الجيش الأمريكي على تحديث قدراته.

ولذلك بتصنيف المنطقة وفق خرائط النفوذ للفاعلين الدوليين و الإقليميين في سوريا تقع للنفوذ التركي، تسعى تركيا لسيناريو مشابه لقطاع غزة في فلسطين بعد سيطرة حركة حماس عليه 2007م، وعدم الاكتفاء ببناء القوة العسكرية للفصائل الموجودة في الشمال السوري وتنظيمها وتسليحها، وبدأت ببناء الحاضنة الشعبية والسياسية لتلك الفصائل وتقويتها، ولعل قيام الجانب التركي بالمشروعات الخدمية في المنطقة من إنشاء وإصلاح شبكة الطرقات ومد الكهرباء وإقامة المستشفيات والمراكز الصحية يدلل على ذلك بوضوح، وذلك من خلال مسارين متوازيين:

الأول مع هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” والأخذ على عاتقها حل التنظيمات المصنفة إرهابياً، هذا الأمر يفسره تحولات الهيئة وسعيها لفرض نفسها فاعلاً أساسياً في مصير المنطقة من خلال المؤتمر العام للثورة السورية الذي عقدته بدعوى من حكومة الإنقاذ التابعة لها بهدف توحيد الشمال السوري المُحرَّر في ظل إدارة مدنية وسياسية واحدة تدير شؤونه وتشرف عليه وتتحدّث باسم السوريين في المحافل الدولية، بحضور جميع الثوار وتمثيلهم من المحافظات السورية وفق زعمها.

الثاني مع الفصائل المعتدلة و المنخرطة في الحل السياسي والعمل على توحيدهم؛ وهي حتى الآن لم تستطع توحيدهم في تحالف واحد. ثم تقديم ما يتلاءم منها مع التطورات والتبدلات المتسارعة في المنطقة للاعتراف بنفوذها ومصالحها في سوريا، وأخذ تخوفها بالحسبان.

ومن جانب آخر قد تعمل تركيا في منطقة النفوذ التابعة لها وفق التفاهمات الدولية والإقليمية مع تلك الفصائل الساعية إلى تأمين الدعم لبناء منظومة عسكرية ضمن أطر وترتيبات مضبوطة، للاستفادة من طاقتها البشرية إلى أن تتبلور وتنضج عوامل التسوية السياسية.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك