رفض مسؤولون في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرق سورية، عرضاً من منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) للمساهمة في إخماد الحرائق التي التهمت مساحات واسعة من الحقول الزراعية وخصوصاً القمح والشعير، وقالت إنهم “غير مرحب بهم”.
وكانت منظمة الخوذ البيضاء التي تنشط في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا شمال سورية، قد أبدت الاستعداد للمشاركة في إطفاء حرائق المحاصيل في منطقة الإدارةالذاتية عبر تغريدات في تويتر غير أن المسؤولين في تلك المناطق قالوا إن تلك المنظمة “غير مرحب بها” .
وكتب قائد فريق الخوذ البيضاء رائد الصالح على حسابه في تويتر أن فريقه يتلقى رسائل من متطوعين في تلك المناطق وهم يعبرون عن القلق بشأن الحرائق “التي تهدد الأمن الغذائي للسوريين كافة”.
ورفضت ممثلة قوات سورية الديمقراطية في واشنطن سينم محمد، العرض، وعبرت عن ثقتها بقدرة الجهود المحلية.
وقالت “لدينا ثقة تامة في قدرات خدمات الأمن والطوارئ لدينا على التعامل مع جميع القضايا الملحة في شمال شرق سوريا”.
وتابعت “لسنا بحاجة إلى خدمات الخوذ البيضاء. هؤلاء محل ترحيب في العديد من المناطق الأخرى في سوريا حيث هم في أمس الحاجة إليها”.
وأضافت أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يمكن أن “يوفر موارد مثل التمويل والمعدات وتكنولوجيا مكافحة الحرائق”.
وقال تشارلز ليستر، وهو زميل أقدم في معهد الشرق الأوسط، إن عرض فريق الخوذات البيضاء خطوة “مفيدة” لمكافحة الحرائق.
وأضاف “ذلك من شأنه أن يساعد في إعادة البناء الثقة بين المتشددين السوريين المدعومين من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة”.
ووفق المحلل المختص بالشؤون الكردية موتلو سيفير أوغلو، فإن رفض عرض “الخوذ البيضاء” متوقع بسبب “سمعتهم السلبية بعد دخولهم إلى جانب القوات التركية منطقة عفرين”.
وأضاف في حديث نقلته وسائل اعلام أن الكرد ينظرون إلى منظمة الدفاع المدني على أنها كيان لا يختلف عن أي “جماعة متطرفة”.
لكن المتحدث باسم الخوذات البيضاء رفض تلك الاتهامات، وادعى أنهم كانوا يعملون في عفرين منذ عام 2014″ وهو ادعاء نفاه المسؤولون الكرد.
وسيطرت تركيا وحلفاؤها على عفرين في آذار مارس 2018 بعد معارك مع وحدات حماية الشعب استمرت شهرين، وكان ملاحظا مشاركة الخوذ البيضاء إلى جانب القوات التركية، حيث اعترفت المنظمة بمقتل أحد عناصرها المرافقين للفصائل المسلحة أثناء تنفيذ هجمات ضد قرى بريف عفرين، كما ويتهم أهالي عفرين بعض أفراد هذه المنظمة باستيلاء على بيوتهم وأراضيهم الزراعية.