تحدثت مجلة الألمانية عن حال مدينة عفرين، التي دخلتها تركيا كقوة حماية، وعن شكوى المدنيين من عمليات الطرد والمصادرات، وخشيتهم من مسعى تركيا استبدال سكان المدينة.
التقرير كشف إنه على الرغم من انتهاء المعارك في المدينة منذ منتصف آذار الماضي، بعد أن أخرجت القوات التركية، جنباً إلى جنب مع الجيش السوري الحر، ضد وحدات حماية الشعب، ما يزال عشرات الآلاف من الناس، ومعظمهم من الأكراد معرضين لخسارة منازلهم بشكل دائم.
ويقول حسن حسين، الذي كان يعمل ميكانيكيًا قبل بدء القتال، إن عناصر الجيش السوري الحر استولوا على منزل عائلته ومنازل العشرات من الأقارب، وفقاً لما أبلغه معارفه المقيمون في المدينة.
وعبر الرجل عن أمله بالعودة إلى مدينته، بعد فراره قبل نصف عام تقريباً، إلى قرية في منطقة الحدود السورية التركية، لكنه يشاهد تبدد أمله ببطء.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد وثقت حالات مماثلة في حزيران، وجاء في تقريرها: المعارضون المدعومون من تركيا صادروا ونهبوا ودمروا ممتلكات المدنيين الأكراد، منذ سيطرتهم على المدينة
وقالت المجلة إنه من بين 400 ألف شخص كانوا يعيشون في عفرين قبل القتال، غادر 250 ألفاً المدينة، ولم يعد منهم حتى الآن إلا قرابة نصفهم فقط.
وأضافت المجلة أن الكثير من سكان المدينة لا يثقون بتعهدات الحكومة التركية في ضمان عيشهم بأمان في مناطقهم، وهم يعتقدون أن تركيا تريد تغيير التركيبة السكانية للمدينة، وذلك باستبدال السكان الأكراد بالعرب، وبالتالي توسيع نفوذهم في سوريا.
وأشارت المجلة إلى أن آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الغوطة، بعد هجمات روسيا ونظام الأسد، تم جلبهم إلى عفرين، مقابل منع الأكراد جزئياً من العودة إلى المدينة.
ونقلت المجلة قول شاب كردي من عفرين، رفض ذكر اسم عائلته خوفاً من التعرض للملاحقة، إنه لم يتعرف على مدينة مسقط رأسه عندما عاد إليها في شهر أيار، وأضاف: لقد سلبت بيوتنا ومتاجرنا، دون أن يكون هناك أية سلطة موثوقة للرجوع إليها من أجل إعادة الممتلكات
وختمت المجلة بقوله، إن النساء أجبرن على ارتداء الحجاب بعد دخول مقاتلي الجيش السوري الحر، الذين عدوا أنفسهم كغزاة لعفرين، ويفعلون بها الآن ما يحلوا لهم، على حد تعبيره.