أعلنت روسيا أن قصفها لمحافظة إدلب سيستمر بالتنسيق مع أنقرة، ردًا على من وصفتها بـ”الهجمات الإرهابية”، وفقا لما أعلنه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين.
وصرح فيرشينين، الخميس، بأن تصرفات القوات السورية والروسية في إدلب تأتي كـ”رد فعل على الهجمات الإرهابية”، مبينًا أنه يتم بالتنسيق مع الأتراك.
والتزمت أنقرة الصمت حيال الأمر برمته، ولم يصدر أي تصريح منها لتوضيح أسباب التصعيد الأخير.
وبدأ التصعيد مع نهاية الجولة الـثانية عشر من محادثات الأستانة، في 26 من إبريل.
جدير بالذكر أن منطقة إدلب تخضع لاتفاق بين تركيا وروسيا في سوتشي، في أيلول 2018، نص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح.
هذا وتتضارب المعلومات حول حظر دخول المدنيين الفارين من القصف والمعارك المحتدمة في ريف حماة وإدلب باتجاه عفرين ومناطق (درع الفرات) بريف حلب الشمالي. وسواء كان الحظر قائماً أو العكس فإن عشرات العائلات النازحة من المعارك تمكنت بالفعل من دخول المنطقة الآمنة التي تخضع لفصائل تابعة للجيش الوطني بإشراف تركي. الأخذ والرد حول الموضوع يعزوه البعض لرغبة تركيا في استغلال ورقة النازحين للضغط على روسيا والمجتمع الدولي لعرقلة الخطة الروسية باستمرار القتال والتوغل أكثر في ادلب.
وكانت منصة “اقتصاد” قد التقت عدد من النازحين ونقلت عنهم:
“كنت متجهاً إلى مدينة عفرين أول أيام رمضان. وجدت الأتراك ومعهم عناصر تابعة للفصائل على حاجز دير بلوط وهم يمنعون سيارات النازحين المحملة بعفش المنازل. في النهاية عادت جميع السيارات المحملة بالعفش إلى إدلب”.
“دخل قسم جيد من النازحين إلى منطقة غصن الزيتون وخاصة جنديرس وأكبر دليل على ذلك؛ الطلب الشديد على البيوت للإيجار وكثافة السيارات المحملة بعفش البيوت، وتم منع المدنيين من دخول المنطقة في أول يومين فقط. لكن الآن تدخل الناس والأمور ميسرة. كما أن أحوال النازحين صعبة جداً”.
“تمكنت من الدخول بعد عناء وتفتيش دقيق”. وفقاً للحلبي، يتم تفتيش السيارات بشكل كامل وفي حال كانت الأعداد كبيرة يطلب من أصحابها العودة أو يتأخر تمريرهم لعدة ساعات.
“في اليوم الأول لم يوجد منع فعلي لكن في اليوم الثاني للتصعيد تم منع المدنيين من دخول عفرين. لا نعلم السبب بالضبط هل هو نتيجة العدد الكبير للمدنيين المارين أم أنه مجرد إجراء أمني؟، لكن الأمور انحلت على ما أعتقد. نحن كنشطاء وصحفيين نضغط للسماح بدخول المدنيين”.
في المقابل تحدثت مصادر حول مرور عشرات الأسر خلال الأيام الماضية نحو عفرين ليتم حظر الدخول منذ يومين فقط. ونقلت المنصة عن الصحفي “بشار فاندو” قوله ” إن قرابة ألف أسرة دخلت من حاجز دير بلوط وهو أول حواجز منطقة (غصن الزيتون) التي تضم عفرين وريفها. المصدر تحدث عن توزع هذا العدد في المنطقة ليتم بعد ذلك منع دخول المدنيين من قبل الجيش الوطني بحجة اكتفاء المنطقة التي لم تعد تستطيع استيعاب عائلات جديدة.
وكانت مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا قد وثق بالفعل دخول قرابة 200 عائلة منطقة عفرين، و150 عائلة أخرى على فترات متقطعة، تم توطين بعضهم في منازل لسكان قرى في جنديرس تم من أصحابها مغادرتها…
ونفت مصادر من مارع – (درع الفرات) رؤيته لأي من نازحي إدلب في منطقته. وأن عبور العائلات نحو مدينة عفرين واعزاز والباب وجرابلس ممنوع. أما الدخول من دير بلوط نحو جنديرس وضواحيها فهناك عائلات توزعت في تلك المنطقة المتاخمة ل أطمة بريف إدلب مضيفا أن حاجز دير بلوط وهو الممر الوحيد للمدنيين نحو عفرين ومناطق درع الفرات هو من يقوم بمنع المدنيين من المرور نحو المنطقة.
هذا ونقلت صحيفة “العربي الجديد”، عن مصادرها إنّ نقاط التفتيش الواقعة على حدود منطقة عفرين شمال غربي حلب، التي يسيطر عليها تركيا وفصائل سورية خاضعة لها، لم تسمح للنازحين بدخول المنطقة. وأنّه تم توجيه النازحين بالعودة إلى مخيمات إدلب.
وتنشر هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة المسلحة وأبرزها “فيلق الشام”، نقاط تفتيش على حدود إدلب وعفرين كل من جهته، إذ تتحكم كل جهة بإغلاق وفتح الطرقات أمام حركة العبور والتجارة.