أكد قيادي كردي بارز، أن تحرير مدينة عفرين السورية من الفصائل المدعومة من أنقرة، أولوية من كافة الجوانب، واصفاً وجود الجيش التركي في المدينة الكردية الواقعة شمال غربي سوريا بـ”الاحتلال”.
وشدد شاهوز حسن، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، أحد أكبر أحزاب أكراد سوريا المؤسسة للإدارة الذاتية في شمال وشرق البلاد، في مقابلة مع “العربية.نت” على أنه “دون حل قضية عفرين وعودة أهلها إلى منازلهم، لن يكون هناك حلول حقيقية على الأرض في سوريا”.
وسيطر الجيش التركي وبرفقة فصائل سورية مسلّحة مدعومة منه على مدينة عفرين في 18 آذار/مارس من العام الماضي، وأدى ذلك لتهجير أكثر من نصف سكان المدينة وريفها، حسب بيانات الأمم المتحدة.
وأضاف القيادي الكردي في هذا الصدد أن “بقاء عفرين تحت الاحتلال التركي، يُبقي المسألة مفتوحة على كل الاحتمالات، وإن لم ينتهِ هذا الاحتلال ستبقى قضيتها باقية، ومن حقنا كشعب أن نناضل بكافة السبل والوسائل لإنهاء هذا الأمر وعودة السكان إلى ديارهم”.
حصلت موفدة “الحدث” إلى الباغوز في سوريا على صور لجوازات سفر عناصر تنظيم “داعش” الأجانب مع عائلاتهم. واللافت فيها جميعاً…شاهد أختام معابر تركيا على جوازات الدواعش سوريا
وتأتي تصريحات الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي في وقتٍ قضت فيه قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية وسريانية مدعومة من واشنطن، على تنظيم “داعش” في آخر معاقله على الحدود السورية ـ العراقية، بينما يهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشن هجومٍ بري آخر على مناطق كردية شرق نهر الفرات.
ورأى الرئيس المشترك أن “تجربة الإدارة الذاتية فريدة في سوريا، وتمثل حالة من الاستقرار المبني على أساس العيش المشترك”، في إشارة منه إلى جماعات عرقية ودينية تعيش في مناطق ذات أغلبية كردية، جنباً إلى جنب، في ظل هذه الإدارة التي صعد نفوذها منذ انسحاب قوات النظام السوري منها تدريجياً قبل سنوات.
وأضاف “علينا ألا ننسى أننا تمكنّا من تحقيق هذه الإنجازات بإمكانياتنا الذاتية، وتطورت علاقاتنا بعد ذلك مع العديد من القوى الدولية، وسنعمل على تطويرها أكثر لتحقيق الحل السياسي في سوريا اعتماداً على تجربتنا الديمقراطية في الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا”.
ونفى القيادي الكردي “وجود تطوراتٍ في مفاوضات الإدارة الذاتية مع النظام السوري”، موضحاً أنهم في حزب الاتحاد الديمقراطي، “منفتحون على الحوار والتفاوض لتحقيق حلٍ سياسي في البلاد”.
كما اعتبر أن “تحقيق الحل السياسي الشامل في سوريا يتطلب عدم التأخير، ويجب أن يشارك فيه كل الأطراف، وفي مقدمتها الإدارة الذاتية بحكم أنها الطرف الذي حقق الانتصار الأكبر على الإرهاب في البلاد”.
“منطق القوة والتهويل لا ينفع”
انتقد حسن “منطق استخدام القوة والتهديد”، ملمّحاً إلى تصريحات بعض مسؤولي الحكومة السورية، والتي عبروا فيها عن نيتهم السيطرة على مناطق الإدارة الذاتية عبر “القوة” أو “المصالحات”.
وقال القيادي الكردي في هذا السياق إن “الحديث عن منطق استخدام القوة والتهديد سيعمق الأزمة، وهذا يعني زيادة المآسي والآلام بالنسبة لشعبنا، وهو أمر غير مقبول، لذا من الأجدى البحث عن سبل الحل السياسي من خلال الحوار وقبول الآخر”.
النظام الحاكم في تركيا وفوبيا الديمقراطية
إلى ذلك، اتهم الائتلاف السوري بالتبعية للقرار التركي، وربط مصيره بها بشكلٍ كبير.
وأشار إلى أن “النظام الحاكم في تركيا يعاني من فوبيا كردية وكذلك من فوبيا الديمقراطية، لكن بشكلٍ عام فشل مشروع “الإسلام السياسي” المتشدد، لذا لم يحقق أردوغان النتائج التي يريدها في صراعه مع الإدارة الذاتية لاسيما مع دحر داعش، لذلك بدأ بالتدخّل المباشر من خلال جيشه خاصة في عفرين، والآن يهدد بقية المناطق، لكننا نسعى لمنع حدوث هذا الأمر.
وختم حديثه بالقول “كما تمكنا من القضاء على داعش، سنتمكن من صد الهجمات والتهديدات التركية أيضاً”، واصفاً من ينتقد قضاء سوريا الديمقراطية على داعش بـ “المتضرر من هزيمة الإرهاب”.