تركيا تمارس ضغوط ناعمة لتوطين اللاجئيين السوريين في منطقة عفرين وجرابلس

لا يتوقف حديث المسؤولون الأتراك عن اللاجئين السوريين، ضمن لقائاتهم مع الأوربيين الأمريكيين سواء أكان بابتزاز ورقة اللاجئين في المفاوضات مع الولايات المتحدة وأوروبا أو في توطينهم في مناطق خاضعة لها شمال سورية، ضمن مشروع “التغيير الديمغرافي” الذي تقوده في شمال سورية، وبالتحديد في منطقة عفرين، ومناطق أطلقت عليها اسم “درع الفرات”.

في أحدث تصريح قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن بلاده تدعم عمليات العودة الطوعية للاجئين إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها ضمن عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” والتي وصفها بـ “المحررة” في شمال سوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع المفوض الأوروبي للهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة ديميتريس أفراموبولوس، في مدينة اسطنبول التركية، حسب وكالة الأناضول.

وأعلن صويلو، أن عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون (شمالي سوريا)، بلغ نحو 331 ألف لاجئ، وهي أرقام تشكل العائدين مؤقتا في مناسبة عيد الفطر.

وكانت تركية قد توغلت في الأراضي السورية، بموجب صفقة عقدتها مع روسيا تضمت مبادلة منطقتي الباب وجرابلس ب حلب الشرقية، حيث دخلت القوات المسلحة التركية مدينة جرابلس بعد انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية منها في 29 مارس / آذار 2017، وسيطرة تركيا على مساحة تقدر بـ 2055 كلم مربعا من الأراضي شمالي سوريا، مارست فيها عملية التتريك.

وفي 18 مارس/ آذار 2018، تمكنت القوات التركية وفصائل سورية مسلحة كانت تقاتل سابقا تحت راية “الجيش السوري الحر”، من فرض السيطرة على منطقة عفرين في إطار ماعرف بعملية “غصن الزيتون”، بعد 64 يوما من المعارك ضد وحدات حماية الشعب حيث قصفت تركية طيلة أيام الحرب المدينة وقراها بالمدفعية والطائرات، وتسبب ذلك في سقوط لا أقل من 1000 ضحية بين صفوف المدنيين، بينهم 350 قتيل، و750 جريح منهم 30% إعاقات دائمة قطع أطراف أو إصابات في العيون والظهر، كما تسبب الحرب التركية في نزوح قرابة ثلثي سكان المدينة عنها.

وأدعى صويلو خلال المؤتمر الصحفي، إن تركيا لا تخلق مبادرة تمنع الهجرة غير النظامية إلى أوروبا وحسب، ولكنها أيضًا تدعم عمليات العودة الطوعية إلى منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون.

وأشار إلى أن تركيا أقامت تعاونًا جيدًا مع الاتحاد الأوروبي في موضوع الهجرة غير النظامية، وأن التطورات التي يشهدها العالم يزيد من مصاعب مكافحة الهجرة غير النظامية.

وتجاهل صويلو أن بلاده طرف رئيسي في الحرب الأهلية السورية، وتدعم المسلحين بالسلاح والمال وتفتح لهم الحدود معبرا أن حالة عدم الاستقرار التي تسود بعض مناطق العالم، تنعكس على بلدان الجوار على شكل هجرة غير نظامية، وأن إنهاء حالة عدم الاستقرار في تلك المناطق تعتبر أفضل وسيلة لمكافحة الهجرة غير النظامية.

وأضاف أنه يتوقع من أوروبا على وجه الخصوص، أن تتفهم الموقف التركي بشكل أفضل، لا سيما وأن الظروف الدولية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مشيرًا أن بلاده نفذت العديد من الإجراءات الناجحة في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك