قال مسؤول بارز في قوات البشمركة التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في إقليم كردستان إنهم مستعدون لتقديم المساعدة اللازمة لوحدات حماية الشعب إذا هاجمتهم تركيا في شمال سوريا.
وقال مصطفى جاورَش، القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني ومسؤول قوات البشمركة في منطقة كرمسير في حديث لصحيفة الدفاع البريطانية إن الاتحاد الوطني الكردستاني سيقدم “أي شيء في حدود إمكانياته” لمساعدة وحدات حماية الشعب، إذا قوبل الانسحاب الأمريكي من سوريا بهجوم تركي على مناطقهم بشمال سوريا.
وقال جاورَش، إن قواته لن تكون قادرة على إرسال مقاتلين، كونهم جزء من العراق لكنهم سيكونون مستعدين لتوفير الأسلحة والذخيرة والمساعدات المالية، فضلاً عن المساعدة الطبية. وقال “أي شيء في حدود قدراتنا، لن نبخل به…سنساعدهم”.
وكشف جاورش عن لقاءات دائمة بينهم والوحدات “أخبرناهم أن عليهم أن يكونوا أكثر انفتاحًا على المساعدة الخارجية”.
وذكر جاورش بالمساعدات التي قدمتها قوات البشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني في معركة كوباني حيث شاركت مع وحدات حماية الشعب في الدفاع المحوري عن المدينة ضد داعش في عام 2014.
ولم يستبعد جاورش أن يساهم تقديم مساعدات عسكرية إلى وحدات حماية الشعب في التأثير السلبي على علاقاتهم مع تركيا ومع الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة المركزية في بغداد.
وقال: “ليس من السهل علينا أن نفعل هذا، لكننا سنبذل قصارى جهدنا. لا نعرف كيف سينتهي الوضع في سوريا”.
وقال: “نريد ونضغط على وزارة البشمركة والحكومة الكردستانية لإرسال مساعدة إلى وحدات حماية الشعب”. وقال “سنساعدهم” ، مضيفًا أن الاتحاد الوطني الكردستاني يعالج حاليًا جرحى وحدات حماية الشعب في مشافي السليمانية.
أضاف “لقد كنا دائما معهم ونساندهم” ، وقال “في الوقت الحالي لم نرسل مقاتلين لمساعدتهم، لأن أمريكا تدعمهم”.”لدينا علاقة روحية معهم….نحن نريد نجاحهم فقط..”
وكانت قوة من البشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني قد زرات مناطق كوباني وقامشلو قبل أسبوع، وأجرت لقاءات مع قادة وحدات حماية الشعب بدون ذكر أي تفاصيل واسباب الزيارة.
وحدت التهديدات التركية المتكررة باجتياح المناطق الكردية في شمال سوريا أو كما يطلق عليها الأكراد اسم روجافا الرأي الكردي ففي لقاء سابق انتقد القائد في قوات البشمركة، سيروان بارزاني خطوة “الانسحاب الأمريكي” من سوريا، واعتبرها “خطأ استراتيجي”.
في لقاء خاص على موقع الجزيرة انتقد البارزاني خطة الانسحاب، وحذر من تبعاتها الخطيرة على المنطقة. وقال “إنه قلق من أن تتخلى الولايات المتحدة عن الأكراد السوريين، الذين قاتلوا بكفاءة وشجاعة ضد داعش”.
وقال جبار ياور، الأمين العام لوزارة البشمركة ، “من المهم جداً أن تبقى الولايات المتحدة في كل من العراق وسوريا وتواصل لعب الدور القيادي في التحالف العالمي ضد داعش”.
نفى الياور وجود تنسيق بينهم ووحدات حماية الشعب أو وجود مقاتلين من البشمركة هناك “كقوات البشمركة، ليس لدينا أي صلة مع روج آفا أو أي تدخل من أي نوع. بالنسبة إلينا، إنّها مسألة بلد آخر… سوريا ، وليس لدينا أيّ قوات هناك”. وقال إنّ البشمركة قاتلت داخل سوريا مرة واحدة فقط، خلال هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة كوباني.. طلب منا رسميا إرسال تعزيزات، وهذا ما فعلناه بالتنسيق من قوات التحالف وقوات البيشمركة وبقينا هناك لمدة عام”.
اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما يسمى ” المنطقة الآمنة ” داخل سوريا التي تمتد شرقي نهر الفرات إلى الحدود.
وقال بارزاني إنّ ذلك سيجبر المقاتلين الأكراد السوريين، الذين كانوا حتى الآن متحالفين مع الولايات المتحدة، على عقد صفقة مع دمشق لحماية مناطقهم من “الغزو”.
“المقاتلون الذين سيذهبون الى (الرئيس السوري بشار الأسد ) سيكون لديهم اتفاق معه بالطبع هذا مبرر وواضح جدا.”
وقال بارزاني إنّ أردوغان سيستخدم المنطقة العازلة في “تهجير الأكراد ” كما فعلت قواته في مدينة عفرين السورية الكردية في مارس آذار الماضي.
وقال بارزاني “إذا دخلت القوات التركية والإرهابيين الموالين لأردوغان إلى هذه المناطق… فإنّهم سيدخلون في مواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية، وسيكون قتالا للسيطرة على الأرض.. وهنا لن تسمى بمنطقة آمنة، وإنّما منطقة حرب وصراع “.
من ناحية أخرى، قال السياسيون الأكراد في إقليم كردستان إنّهم قلقون ومتخوفون من أيّ عمليات عسكرية تركيا في سوريا، وأنّ ذلك سيسبب في تدفق مزيد من اللاجئين إلى كردستان، التي تستضيف حالياً حوالي 250،000 شخص. وأنّ “المنطقة الأمنية” التي يزعم أردوغان إقامتها تشمل جميع المناطق الكردية شرقي الفرات وأنّ الانسحاب الأمريكي سيعتبر هزيمة في نظر حلفاء سوريا روسيا وإيران.
ويحذر القادة العسكريون الأكراد بأن داعش لم تنته بعد. فهم مازالوا ينفذون أعمالاً إرهابية خاصة في المناطق المسماة بالأراضي المتنازع عليها في كركوك وديالا وصلاح الدين ومخمور وحول الموصل. إنّهم ينفذون هجمات يومية وقد ازدادت قوتهم”. قال ياوار.
ويقول البارزاني “يقع الخط الأمامي الحالي للبشمركة” على طول التلال الشمالية التي تمتد من بلدة مخمور، على بعد حوالي 65 كم جنوب غرب أربيل إلى غوير، حيث يختبئ مقاتلوا داعش في الكهوف والتلال شديدة الانحدار… هي التضاريس التي تجعل من الصعب طردهم.
وقال بارزاني إنّ عملية عسكرية في العام الماضي ضد داعش لم تنجح إلاّ جزئيا.
“هناك جيوب أخرى لمقاتلي داعش في جنوب وغرب خطوط البشمركة الأمامية، وهي المناطق التي تسيطر عليها القوات العراقية ، لذلك لا يوجد شيء يمكنه القيام به حيالهم”.
وكذلك فأنّ “قوات سوريا الديمقراطية” و”وحدات حماية الشعب” تشدد على أهمية وضرورة بقاء القوات الأمريكية. وأنّ خطر داعش لم ينتهي بعد…. لاتزال داعش منظمة إرهابية عالمية. ربما فقدت الأرض والخلافة ، لكنها ما زالت موجودة وهي خطيرة”.
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني، أكد أنّ الوجود العسكري لتنظيم داعش في سوريا، سينتهي خلال مهلة شهر في حد أقصى، مع اقتراب المعارك في شرق سوريا من خواتيمها.
وقال كوباني لوكالة الأنباء “الفرنسية”، “أظن أنّنا خلال الشهر المقبل سنعلن بشكل رسمي انتهاء الوجود العسكري على الأرض للخلافة المزعومة”، مضيفا، “نستطيع القول إنّ عملية قواتنا ضد تنظيم داعش في جيبه الأخير وصلت إلى نهايتها.
وكذلك أكد كوباني، أنّ أي اتفاق مع الحكومة السورية يجب أن يضمن “خصوصية” قواته، بعدما تمكنت من طرد تنظيم داعش من مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا.
وشدد على وجوب أن “يضمن أي اتفاق سياسي خصوصية” قواته التي قاتلت التنظيم المتطرف “نيابة عن كل البشرية، وحتى عن الجيش السوري”، مؤكداً أنّها “قامت بحماية شمال شرق سوريا.. وحررت هذه المناطق، ومن حقها أن تستمر في حماية المنطقة”.
وأضاف خلال مقابلة في أحد مقرات قواته قرب مدينة الحسكة (شمال شرق): “هذا هو خطنا الأحمر ولا يمكننا التنازل عن ذلك”، في المفاوضات التي أكد أنّها ما زالت مستمرة.