توقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه نجح في مساعيه الممتدة لسنوات في أن يحصد بدون أي جهد ثمار هزيمة داعش في سوريا من خلال الاستيلاء على شرق الفرات بعملية عسكرية بذريعة أن وحدات حماية الشعب تشكل خطرا على أمنها القومي.
كانت مكالمة أردوغان مع ترامب الأفضل على الاطلاق..لقد اعتقد أردوغان أنه أقنع أمريكا بخططه في غزو مناطق الأكراد في تكرار لسيناريو “احتلال عفرين”.. ساعات قليلة وخرج وزير الدفاع التركي يتوعد الأكراد بالذبح والدفن في الخنادق كما ظلت داعش تهدد… تغييرت الامور في الأيام التالية استقالات في إدارة ترامب بينهم وزير الدفاع الذي ذهب للقاء ترامب غاضبا ومتفاجئا من قراره المتهور…
في الأسابيع التالية تتبددت أحلام حزب العدالة والتنمية في أن يملأ فراغ انسحاب القوات الأميركية من الشمال السوري.
فقد بلغت الرغبة التركية أقصاها لسد الفراغ من جهة والتمدد على مزيد من الأراضي السورية وضرب أكراد سوريا المسلحين بوصفهم شركاء حزب العمال الكردستاني في الإرهاب بحسب الوصف التركي من جهة أخرى لكن كل ذلك سيذهب أدراج الرياح بحسب المقاربة الأميركية للوضع هناك.
وفي آخر المستجدات تأكد أن لا فراغ يمكن أن يملئه الجيش التركي منفردا فينتقم من الأكراد كما يخطط الساسة الأتراك، فقد أعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض الأحد أن الولايات المتحدة متفائلة جداً حيال مشاركة فرنسا والمملكة المتحدّة في القوة التي قرر الرئيس الأميركي إبقاءها في سوريا.
وقال جون بولتون لقناة ايه بي سي “الأميركية من خلال محادثته مع نظيره البريطاني والفرنسي، أنا متفائل جداً لمشاركتهم”.
ولا شيء رسميا حتى الآن، لكن رئاسة الأركان الأميركية تواصل مشاوراتها، كما أوضح المسؤول في البيت الأبيض.
وأكد بولتون أن لا تعارض بين التصريحات التي يكررها ترامب بدون توقف منذ أسابيع بأن “الخلافة المعلنة من قبل تنظيم داعش الارهابي قد انتهت مئة في المئة، وتصريحات قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل الذي قال إن المعركة ضد التنظيم بعيدة من الانتهاء.
وقال إن ترامب “لم يتحدث أبداً عن أن القضاء على الخلافة على الأرض يعني نهاية تنظيم داعش الإرهابي بشكل عام”.
وتابع “نعلم بأن الوضع ليس كذلك”، موضحاً أن “التهديد سيبقى، لكن واحداً من الأسباب التي من أجلها يلتزم الرئيس إبقاء وجود أميركي في العراق وقوة صغيرة من المراقبين في سوريا، هو التصدي لاحتمال عودة حقيقية لتنظيم داعش”.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ في ديسمبر السحب الكامل والنهائي لألفي جندي أميركي منتشرين في شمال شرق سوريا، معلناً انتصاراً تاماً على تنظيم داعش.
ومنذ ذلك الحين، حاول الكونغرس والبنتاغون إقناعه بعدم التسرع في الانسحاب وإبقاء نحو 200 عنصر أميركي في هذه المنطقة التي لا يسيطر عليها النظام السوري، تدعمهم قوات من الدول الحليفة.
وتهدف هذه القوة المتبقية إلى ضمان أمن المقاتلين الأكراد السوريين، فيما يخشى الأوروبيون أن يجدوا أنفسهم في وضع صعب إذا قامت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بعملية ضدّ المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين.
وكان مسؤول أمريكي رفيع المستوى أكد أن مستشار الأمن القومي جون بولتون أبلغ الأتراك بأن واشنطن تعارض أي هجوم على حلفائها الأكراد في سوريا. كما نقل المسؤول نفسه عن بولتون قوله إن القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدة التنف لن تنسحب منها في المرحلة الحالية.
وبحسب تقرير لـ “بلومبيرغ” إن الولايات المتحدة تخطط لإقامة طويلة في سوريا في الوقت نفسه الذي يخطط فيه المسؤولون العسكريون لتقديم خطة لـ (ترامب) بسحب القوات العسكرية من هناك.
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات