كشف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية وللمرة الأولى تفاصيل قالها أنّها تكشف لأول مرة في لقاء أجرته معه “الشرق الاوسط” حول “إتفاقية منبج” التي وقعت بين ” مجلس منبج العسكري” و ” تركية” في قاعدة انجرلك في أضنة في ربيع 2016، بوساطة الولايات المتحدة الامريكية.
القائد العام لقوات سورية الديمقراطية، مظلوم عبدي قال في تفاصيل الإتفاقية، إنّها التي ذكرها للمرة الأولى للإعلام”
في ربيع 2016 وقبل بدء معركة منبج، عُقد اجتماع في قاعدة إنجرليك بتركيا، حضره ممثلون عن الجانب الأميركي ومسؤولون أتراك ووفد من مجلس منبج العسكري برئاسة “عدنان أبو أمجد”\الذي استشهد بمعركة الرقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية”، وأضاف عبدي “كان ابو أمجد وقتها قائد المجلس، وشارك في اللقاء أيضا نائباه ابراهيم البناوي، وفيصل أبو ليلى..وتمت مناقشة المعركة، وطرح في الاجتماع أبو ليلى أنّهم سيطلبون المساعدة من وحدات حماية الشعب التي أثبتت فعاليتها في قتال «داعش»، إلا أنّ القادة الأتراك قدّموا عرضاً بتقديم المساعدة للمجلس لتحرير المدينة، لكن أبو ليلى رفض العرض ووجه اتهامات لتركيا لتورّطها بدعم «داعش»، وشدد أنّهم لم يقدّموا الدعم عندما هاجم عناصر التنظيم وسيطروا على منبج، وأصرّ أبو ليلى أنّه سيطلب الدعم من وحدات حماية الشعب، حينذاك قبل الجميع وأقرّوا بمشاركة الوحدات في معركة منبج.
شرفان درويش الناطق باسم مجلس منبج العسكري أيضا أكد على تلك التفاصيل في لقاءه مع وكالة هاوار:
بعد تشكيل مجلس منبج العسكري في نيسان عام 2016, أطلقت عملية عسكرية لتحرير مدينة منبج من يد مرتزقة داعش والتي واجهت الكثير من التحديات والصعوبات نظراً للتدخل التركي وتهديداته لعرقلة الحملة العسكرية على مرتزقته داعش, ولكن بعد ضغوطات من التحالف اضطرت تركيا عدم التدخل في العملية التي انطلقت من قبل قوات مجلس منبج العسكري لتحرير المدينة بدعم مباشر من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي من يد داعش, وجرى التوافق خلال اجتماع عقد في قاعدة انجرليك الجوية التركيا جمع بين قادات مجلس منبج العسكري والتحالف الدولي وقادة عسكريين من تركيا, حيث ضم حينها وفد مجلس منبج العسكري كلاً من” عدنان أبو أمجد قائد المجلس, ونائباه ابراهيم البناوي, والشهيد فيصل أبو ليلى”, وذلك بحسب ما أكده شرفان درويش.
هذا وخرج المجتمعون بتوافق دولي على شرعية مجلس منبج العسكري ومشاركته لقوات سوريا الديمقراطية بتحرير المدينة, وضرورة عودة قوات سوريا الديمقراطية بعدها إلى نقاط انتشارها وقواعدها شرق الفرات, وتسليم إدارة المدينة إلى مجلس مدني من مكونات مدينة منبج لضمان إدارة المنطقة, والحفاظ على أمن المنطقة إلى جانب القوات العسكرية المتمثلة بمجلس منبج العسكري, لتنطلق بعدها حملة تحرير منبج بتوافق دولي.
https://youtu.be/FLmzoM0_Kik?t=1010
وفي لقاء سابق أكد أيضا نفس المعلومة:
وذكرت قوات مجلس منبج العسكري، يوم أمس، في بيان لها بخصوص انسحاب وحدات حماية الشعب ومستشاريها من مدينة منبج، أنّه قبل انطلاق حملة تحرير منبج قبل عامين، عقد اجتماع في قاعدة انجرليك بتركيا، حضره ممثلون عن الجانب الأميركي ومسؤولون أتراك ووفد من مجلس منبج العسكري برئاسة قائد المجلس السابق “الشهيد عدنان أبو أمجد”، وتمت مناقشة المعركة وجرت تفاهمات بمشاركة الأتراك.
وأكد الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري، أنّهم اتفقوا مع قيادة وحدات حماية الشعب لسحب مستشاريهم من مدينة منبج بعد إتمام عملهم، واصفاً التبريرات التركية تجاه وحدات الحماية وإدارة منبج بـ “الباطلة”، وقال “أبوابنا مفتوحة للجميع ويمكن للجميع زيارة منبج للاطلاع على وضعها والتأكد بمن يدير المدينة”.
ابراهيم البناوي والذي مازال يشغل منصب نائب القائد العام لمجلس منبج العسكري هو واحد من الثلاثة الذين حضروا اللقاء باسم المجلس، والشاهد الوحيد بعد “استشهاد” كل من قائدي المجلس السابقين “عدنان ابو امجد”و “فيصل ابو ليلى” البناوي سرد في شهادته من الاجتماع:
بعد تشكيل مجلس منبج العسكري وبدعم من التحالف الدولي ضد داعش بدأت خطط ومراحل التحضير لمعركة تحرير مدينة منبج, وكان أولى تلك المراحل هو التواصل مع الجانب التركي المعارض لعملية تحرير المدنية, والتي جاءت برعاية التحالف الدولي ضمن زيارات واجتماعات عدة عقدت في قاعدة إنجرليك في تركيا, نظراً لاعتراض الجانب التركي على العملية التي ستطلق لتحرير المدينة متحججة بذرائع عدة لحماية مرتزقته داعش في المدينة.
بهدف إزالة كافة الشكوك بين الطرفين حول القوى المشاركة في عملية تحرير المدينة وليكون كإثبات للجانب التركي بأن من سيشارك في عملية تحرير المدينة هم من أبنائها, ولتخطي الاعتراض التركي على العملية التي ستنطلق, توجه وفد من مجلس منبج العسكري ضم كلاً من” الشهيد فيصل أبو ليلى, والشهيد عدنان أبو أمجد, وأبو جاسم البكاري, وإبراهيم البناوي” إلى القاعدة الأمريكية في مدينة هولير التابعة لإقليم كردستان العراق, وبعدها ليتوجه الوفد برفقة مبعوث الرئاسة الأمريكية في التحالف الدولي ضد داعش بريت ماكورك إلى قاعدة إنجرليك التركية في أضنة للاجتماع بالجانب التركي.
عقد الاجتماع الذي نسق له مسبقاً من قبل التحالف الدولي والجيش التركي في قاعدة إنجرليك التركية ضم ما يقارب الـ 65 من ضباط التحالف الدولي إلى جانب ما يقارب الـ30 ضابط من الجيش التركي, بالإضافة إلى وفد مجلس منبج العسكري, والذي انطلق في بدايتها بتعريف كل فرد عن نفسه وصفته العسكرية وبعد تأكد الجيش التركي ومسؤوليها الحكوميين من أن من سيشارك هم من أبناء هذه المدينة, بدأ اطلاع الجانب التركي على أهداف الحملة العسكرية التي سيطلقها مجلس منبج العسكري لتحرير مدينة منبج.
خرج الاجتماع الذي عقد بين ضباط من التحالف الدولي والجيش التركي ومسؤولين في الحكومة التركية ومجلس منبج العسكري بجملة من القرارات اتفق عليها جميع الأطراف المشاركين, والبنود التي اتفق عليها هي:
” الاعتماد على تحرير مدينة منبج وريفها من قبل مجلس منبج العسكري بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية, وتوعد الجانب التركي تقديم الدعم اللوجستي والعسكري إلى القوات المحررة, وتسليم إدارة المدينة إلى مجلس وإدارة مدنية وقوات أمنية للحفاظ على أمن واستقرار المدينة, إلى جانب عودة القوات المتعاونة مع مجلس منبج العسكري في التحرير إلى نقاط تمركزها في مناطق شمال سوريا”.
وفي هذا السياق يقول نائب القائد العام لمجلس منبج العسكري إبراهيم البناوي:
“إن ما تم الاتفاق عليه في إنجرليك تم تنفيذه بحذافيره من قبل مجلس منبج العسكري, وملتزمين ببنود ذاك الاتفاق المبرم من تحرير وتسليم المدينة إلى قوات أمنية تحميها داخلياً وإدارة مدنية تديرها, وعودة قوات سوريا الديمقراطية إلى قواعدها في الشمال السوري, لكن من لم تفي بوعودها هي الحكومة التركية وجيشها التي تخلفت عن تقديم الدعم اللوجستي والعسكري للقوات حسب ما كان متفق عليه خلال عملية تحرير المدينة وبعدها, بل على عكس ذلك نسفت الاتفاق وتسمي القوات التي حررت وتحافظ حالياً على المدينة من الإرهاب “بالإرهابين”.
وبين البناوي:
أن القوات العسكرية التي تعاونت خلال العملية العسكرية وفي مقدمتها قوات سوريا الديمقراطية في تحرير المدينة غادرت المدينة, وعادت إلى قواعدها في الشمال السوري بعد أن ساهمت هذه الأطراف في تقديم الاستشارة العسكرية والتدريب لقواتهم إلى حين تمكنت من الوصول إلى الخبرات اللازمة.
وأشار البناوي أن ما يتم ترويجه من الجانب التركي حول أن وحدات الحماية تدير المنطقة عاري عن الصحة, قائلاً :
“إن من يدير المدينة حالياً هي إدارة مدنية تشكلت من أبناء المنطقة, ومن يحمي الحدود الإدارية للمدينة هم قوات مجلس منبج العسكري التي نظمت نفسها كقوات منظمة من مكونات المدينة, ومن يحافظ على أمن واستقرار المدينة داخلياً هي قوات أمنية تم إنشاؤها بإشراف ورعاية من التحالف الدولي بشكل مباشر، وتضم قوات الأمن الداخلي شباب وشابات من أهالي مدينة منبج”.
ويبدي البناوي استغرابه من التصريحات والتهديدات التي يطلقها الجانب التركي حيال مدينة منبج وحيال تسمية قواتهم بالإرهابية, ويقول :”نستغرب من وصف الحكومة التركية قواتنا بالإرهابية, رغم أننا بدأنا هذه الحملة العسكرية بالاتفاق مع الجانب التركي، والتحالف الدولي, وبنود اتفاقنا كانت واضحة وهي بأن يبقى في المدينة قوات عسكرية وأمنية وإدارة مدنية تتكون من أهالي وأبناء منبج وهو ما عليه الحال الآن, وكل ما يدور اليوم على الأرض كان بالاتفاق الدولي والإقليمي, والحجج التي تتذرع بها تركيا اليوم هي ذرائع وحجج واهية بعد أن نكثت العهود والمواثيق التي عقدتها في اجتماع انجرليك