في السنوات الأخيرة شقت تركيا طريقها إلى سوق الزيتون العالمية عن طريق اسبانيا، وتعيد اسبانيا تصدر الزيت التركي بعلامات تجارية أخرى إلى دول العالم.
في الأشهر العشرة الأخيرة صدرت تركيا 37% من انتهاجها إلى اسبانيا أي ما يقارب 40 ألف طن، ربع هذا الانتاج مصدره زيتون مدينة عفرين الكردية في سوريا. التي بدأت فيها أنقرة عملية عسكرية في يناير 2018، وتمكنت من احتلالها بعد قصف استمر طيلة شهرين في مارس من نفس العام، لتقوم بالاستيلاء على مساحات واسعة من مزارع وكروم الزيتون، وتجني ثمارها لا سيما وإنّ ثلثي سكان المدينة قامت بتهجيرهم نتيجة العمليات العسكرية ورفضت عودتهم بعد انتهائها.
برنارد غوهل النائب في البرلمان السوري كتب ” في عفرين التي احتلتها تركيا تنهب بساتين الزيتون، من قبل القوات التركية والميليشيات التي تدعمها وتباع إلى اسبانيا”.
وتنتج عفرين أفضل أنواع زيت الزيتون السوري، الذي يشكل ثلث انتاج سوريا، ونحو 70% من دخل ابناء المنطقة. واستولت الفصائل على غالب الزيت وباعته للتجار الأتراك بقيمة تقدر ب 100 مليون دولار ربع ذهب ألى الفصائل المسلحة كوسيلة تمويل جديدة لهم، وفي تركيا يخلط زيت عفرين بالزيت التركي ويصدر باسماء وهمية وتزوير لبلد المنشأ، هذا عدا عن قيام المسلحين وعوائلهم بقطع الاشجار وبيعها كحطب.
في نوفمبر 2018 اعترف وزير الزراعة التركية باستيلاء تركيا على محصول الزيتون في عفرين، وهو ما أكده كذلك نواب المعارضة في البرلمان التركي…
لم تتوقف انتهاكات القوات التركية وميليشياتها، الاستيلاء على المنازل وسرقة الممتلكات، والاعتقالات، والتهجير والتعيير الديمغرافي. إضافة لذلك غيرت تركيا اسماء القرى والساحات والشوراع لأسماء تركية، فسمت ساحة باسم رجب طيب أردوغان، وأخرى باسم غضن الزيتون… وسمت المدارس بأسماء قتلى جنودها…كما وأنّها فرضت لغتها وثقافتها على الناس وقامت حتى بجرف قبور أهالي المنطقة بغرض محو ذاكرتها…