زرعت حادثة الخامس من آذار 2018 والتي تعرف بمجزرة بربنة أحداثاً وتفاصيل سيئة في حياة الشقيقات الثلاث اللواتي أصبن في الحادثة، حيث كتبت تاريخاً مؤلماً في حياتهن، وقتها قصفت طائرة تركيا سيارة مدنية، قتلت 4 وأصابت 17 آخرين بجروح غالبهم مازال يعاني آثارها، وخلفت إعاقات دائمة…
لم تكن حادثة قرية بربنة في منطقة راجو بعفرين في ريف حلب الأولى بفظاعتها، ثلاث شقيقات حاول والداهن تخليصهن من القذائف التي انهمر كالمطر على قريتهم، في طريق الفرار استهدف حافلتهم بقذيفة طائرة…
في تلك الحادثة قتلت امرأة مسنة من قرية زركو، وطفل من قرية عشونة، واثنين آخرين لم يتعرف أحد على هويتهم، فيما أصيب الطفلان محمد عبد القادر وجمعة عبد القادر، ومعهما الشقيقات وآخرون بجروح بليغة.
الشقيقات الثلاث “دجلة بكر 21 عاماً، فيدان بكر 17 عاماً، ودنيا بكر 16 عاماً”، وصلن بجروح بليغة إلى مركز المدينة ونقلن فوراً إلى مشفى أفرين لتلقي العلاج.
أصيبت كل من دجلة وفيدان بحروق وكسور في أيديهما وكسر في ساق إحداهما، بينما دنيا أصيبت إصابة مضاعفة على شقيقاتها، إذ أصيبت عينها اليمنى بجروح بليغة بالإضافة جروح في وجهها وكتفها الأيمن.
تلقت الشقيقات العلاج لمدة أسبوع في مشفى أفرين، بعدها نقلن إلى أحد المنازل ليسكن مع والديهن في المدينة، ليقدر لهم الخروج من المدينة في الـ16 من آذار 2018 مع بقية أهالي عفرين قسراً من قريتهم أولاً ومدينتهم ثانياً، واتجهوا نحو بلدة تل رفعت بريف حلب.
بعد مرور أسبوع من توجهه إلى حلب أجريت عملية جراحية لزرع قرنية جديدة لعين دنيا والبدء بالمعالجة التي تكللت بالنجاح، ورغم ذلك ما زالت آثار الجروح على وجه ويدي دنيا موجودة وتحتاج لعملية جراحية أخرى.
دنيا بكر ذات الـ 16 عاماً ليست لليوم بحالة جيدة قالت:
“خرجنا من القرية نتيجة القصف الذي تعرضت له القرية لم نكن نعلم بأننا سنمر بتلك الحادثة، فقط سمعنا صوت الضرب وبعدها رأيتُ نفسي في غرفة الإسعاف، بقينا لأسبوع في المشفى وفيما بعد اضطررنا جميعاً للخروج من عفرين، رغم علاجي الآن مازال للحادثة أثر علي نتيجة وحشية ما حدث”.
وذكرت بألم “كان يجب أن تستمر حياتي دون جروح بوجهي لو لم يهاجمنا الاحتلال التركي”.
زوجة عم دنيا، حورية شيخ محمد قالت بدورها “حالتها كان صعبة جداً وبحسب ما أكده الأطباء بأنّه من الممكن أن تفقد بصرها والعلاج كان صعباً جداً حينها، والآن ستستمر المعالجة وقد تنتهي في سنة أو سنتين أو أكثر”.