ظواهر أنقرة الصوتية .. “الأمن القومي”: عازمون على شن “شرق الفرات”
إنهم يدقون طبول الحرب كلما سنحت لهم فرصة، فيما بات العالم ينظر إليهم على أنهم مجرد ظاهرة صوتية، توعد مجلس الأمن القومي التركي، برئاسة رجب إردوغان، بشن عملية شرق الفرات في الشمال السوري، مؤكدا ثبات موقفه من الوضع في إدلب.
خصص مجلس الأمن القومي التركي اجتماعه الاخير بالتركيز على ملفي منبج وشرق الفرات الى جانب ادلب لا سيما وان الاجتماع يسبق الانتخابات البلدية في تركيا التي من المتوقع فيها وبحسب نتائج استطلاعات الرأي تراجعا للعدالة والتنمية، الاجتماع حث على اظهار ان موقف أنقرة مازال متشددا وصارما فيما يتعلق بتطبيق “خارطة الطريق” حول “منبج” السورية، وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها حول شرق الفرات. رغم أن الاتفاق تم تطبيقه وانتهت مناقشة ذلك بعد توقف الدوريات الامريكية التركية المشتركة… لا سيما وان وحدات حماية الشعب اعلنت رسميا انتهاء مهمامها الاستشارية والانسحاب من المدينة بعد ان انهت تدريب مجلسها العسكرية الذي بات قادرا على القيام بواجبته في حماية المدينة مع القوات الامنية والتي تلقت معدات وتدريبات من التحالف الدولي.
بيان صادر عن مجلس الأمن القومي التركي، عقب اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة الأربعاء. تضمن مواصلة “الموقف الحازم فيما يتعلق بالحفاظ على الوضع الحالي في إدلب وتطبيق خارطة الطريق في منبج بشكل عاجل وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها حول شرق الفرات”، واثار كلمة الوضع الحالي في ادلب رود افعال روسية فورية وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي “أن التوترات حول منطقة تخفيض التصعيد لا تقل ومسلحي “هيئة تحرير الشام” الذين يعملون هناك، يقصفون يومياً المناطق السكنية المجاورة وكذلك يزيدون تجمعات قواتهم قرب خط التماس مع القوات السورية”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق “ما يزال يوجد في إدلب بؤرة للإرهاب وهذه حقيقة”.
وجدد بيان مجلس الامني القومي دعوته إلى “وقف الدعم الأجنبي المقدم إلى الإرهاب ويؤكد بشدة على مواصلة مكافحة جميع المنظمات الإرهابية دون انقطاع”. ولفت البيان إلى أن الاجتماع بحث تحقيق أمن الحدود الجنوبية في إطار العملية ضد الإرهاب والتدابير المكملة المتخذة ضد أساليب التنظيمات الإرهابية الرامية لإقلاق راحة المواطنين.
وبعد ساعات من إعلان البيان، شنت المقاتلات التركية غارات جوية على اقليم كردستان في شمال العراق بدعوى ملاحقة عناصر “بي كا كا”، رغم الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة دهوك السبت الماضي، بسبب القصف العشوائي التركي، ما أدى إلى سقوط عدد من المدنيين الأبرياء، واستدعت الخارجية العراقية السفير التركي لإبلاغه احتجاج بغداد على مواصلة الاستفزاز التركي.
وفي يونيو/حزيران الماضي، توصلت واشنطن وأنقرة، لاتفاق “خارطة طريق” حول منبج التابعة لمحافظة حلب، تضمن انسحاب وحدات حماية الشعب من المدينة وتنفيذ دوريات مشتركة على الحدود.
وأكد المجلس أن تهرب بعض البلدان (لم يسمها) من تسليم أعضاء التنظيمات الإرهابية الفارين إليها “غير مقبول” مطالبا إياها بتسليمهم بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية وقصد البيان بـ”الإرهابيين الفارين إلى الخارج” الداعية المعارض فتح الله جولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية والمنتمين لحركته.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع تناول جميع جوانب التطورات المهمة الداخلية والخارجية التي تهم الأمن التركي عن كثب، إلى جانب التدابير التي يتعين اتخاذها ضد المخاطر والتهديدات المحتملة.
وأوضح أن تركيا تهدف لحماية وحدة الأراضي السورية، وعودة ملايين السوريين الذين اضطروا لترك أماكنهم. وأشار إلى متابعة التطورات في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبحري الأسود وإيجة عن كثب، مؤكدا اتخاذ كافة التدابير الرامية للحفاظ على حقوق تركيا ومصالحها الناشئة عن الاتفاقيات الدولية.
ويواصل نظام إردوغان هجومه على سورية ودعم الجماعات الإرهابية لمواجهة الجيش وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بدعوى ملاحقة المقاتلين الأكراد، وشن منذ اندلاع الأزمة عام 2011 عمليات عسكرية على الشمال السوري، آخرها عملية “غصن الزيتون” يناير 2018، لاحتلال مدينة عفرين ومارافقها من تهجير وسقوط ضحايا مدنيين