أبلغت مصادر من ذوي العائلات أنّ السلطات الجزائرية اعتقلت 9 من أفراد عوائلهم على الأقل واحتجزتهم في سجن بولاية تمنراست الحدودية التي تبعد عن الجزائر العاصمة بحوالي 2000 كلم. وبحسب عوائلهم الذين يعيش قسم منهم في المغرب وآخرون في الجزائر أنّ “خمس نساء وأربع شباب من سوريا، من مدينة كوباني” دخلوا إلى الجزائر من مالي، للوصول إلى عوائلهم.
وإنّ حرس الحدود الجزائري اعتقلهم في ولاية تمنراست، وتم عرضهم على المحكمة الأبتدائية التي حكمت بسجنهم سنة.
وناشد ذوي المعتقلين المنظمات الحقوقية والأممية للتدخل والفراج عنهم، مع خشية أن تقوم السلطات الجزائرية باعادتهم الى سوريا.
وسلك اللاجئون المعتقلين طريقاً طويلاً للوصول إلى الجزائر هرباً من الحرب في سوريا، حيث توجه بعضهم إلى دبي ولبنان ثم إلى السودان ومالي وصولاً إلى الجزائر، بقصد المضي إلى المغرب ومن ثم أوروبا عبر البحر المتوسط إلى إسبانيا، ليقعوا أخيراً في سجون السلطات الجزائرية.
يذكر أنّها المرة الأولى التي تعتقل السلطات الجزائرية لاجئين سوريين، ففي العام الماضي أقدمت الجزائر على ترحيل عشرات من اللاجئين السوريين إلى الحدود المغربية الشرقية.
وفي تشرين الثاني 2018 اعتقلت السلطات الجزائرية 43 لاجئا سوريا في الصحراء بولاية تمنراست، وأثيرت القضية وقتها من قبل المنظمات الحقوقية خاصة وان الحكومة الجزائرية كانت تنوي اعادتهم الى سوريا. وهو ما يشكل خطرا على حياتهم، كون النظام السوري استدعى وقتها أقاربهم للتحقيق معهم.
وتثير قضية تعامل الحكومة الجزائرية مع اللاجئين السوريين ردود فعل منددة من قبل النشطاء الحقوقيين والسياسيين الذين يطالبون النظام الجزائري بمنحهم فرصة للإقامة أو تسهيل عبورهم.
رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان نور الدين بن يسعد ندد حينها قائلا “نندد بترحيل المواطنين السوريين إلى بلدهم لأن حياتهم معرضة للخطر”، كما طالب المتحدث السلطات الجزائرية “بتطبيق معاهدة جنيف لحماية اللاجئين التي صادقت عليها عام 1963”.
وراسل الناشط البرلماني الجزائري حسن عريبي وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل طالبا منه ومن الحكومة تدخلا عاجلا لوقف إجراءات ترحيل المواطنين السوريين إلى مطار المزة العسكري بدمشق.
وقال إنه “في التراجع عن هذا القرار مكسب ثمين للدولة الجزائرية يضاف إلى رصيد احترام حقوق الإنسان، أما الاستمرار في تنفيذ هذا الإجراء فسيكون صفحة سوداء في سجل الدبلوماسية الجزائرية الحافل بالإنجازات والانتصارات”.
وتقول السلطات الجزائرية إنها تستضيف على أراضيها منذ بداية الأزمة في سوريا أكثر من أربعين ألف لاجئ سوري حصلوا على مساعدات للإقامة وحرية التنقل والتعليم وحق الرعاية الطبية والسكن والحق في ممارسة الأنشطة التجارية.