على الرغم من التصريحات الرسمية “الزائفة” التي تُحاول أن تعكس صورة إيجابية عن تعامل حكومة حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” مع السوريين من مختلف التوجهات، فإنّ الانتهاكات التركية بحق المواطنين السوريين لا تتوقف عند حدود.
وأصبحت حوادث قتل اللاجئين شائعة أكثر فأكثر في السنوات الثلاث الماضية، رغم ادعاء أنها تتبع سياسة الحدود المفتوحة في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011.
وارتفع عدد القتلى السوريين برصاص جنود الأتراك إلى 437 لاجئا، بينهم ( 80 طفلا دون سن 18 عاما، و 53 امرأة) كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 380 مواطنا وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود هربا من الحرب المندلعة في سوريا منذ 8 سنوات أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.
وقتلت الجندرمة التركية الشاب” هشام مصطفى سطيف المحمد” من مدينة السفيرة وكان يقيم في تركيا وقامت السلطات التركية بترحيله إلى الأراضي السورية قسرا منذ قرابة 25 يوم، بسبب عدم حوزته على بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” حيث بقيت زوجته وأولاده الثلاثة في تركيا، ما دفعه لمحاولة الدخول لاحقا من أراضي محافظة إدلب قرب بلدة دركوش، حيث أطلقت “الجندرما” عليه النار ما أدى لمقتله.
وكانت السلطات التركية رحلت 6160 لاجئا سوريا خلال شهر تموز الفائت حسب ما صرحت إدارة معبر “باب الهوى” على موقعها الرسمي.
بينما تدعو تركيا المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم المالي لها، باعتبار أنها تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين، وفيما تواصل مدينة إسطنبول سياسة متشددة تجاه اللاجئين.
وتعرض مئات السويين لإطلاق نار واعتداء من قبل حرس الحدود التركي خلال محاولتهم العبور بشكل غير قانوني إلى تركيا، هاربين من الحرب والاوضاع الصعبة في بلدهم حيث تدعم تركيا اطرافا مسلحة.
والجمعة، 4 اغسطس فقد الطفل ماهر حسن، حياته متأثرا بجراحه بعد أيامٍ على إصابته برصاص الجندرمة التركية في قرية سفتك في مقاطعة كوباني على الحدود التركية. ماهر (17 عاماً) أصيب برصاصة في الرأس في الـ30 من تموز/يوليو المنصرم، أثناء مساعدته لأهله في ترميم سطح منزلهم في قرية سفتك غرب مدينة كوباني.
وفي الأربعاء 24 يوليو أصيب الشاب “كانيوار شاهين جزائر” ( 29 عاماً) من أهالي قرية قره موغ شرقي كوباني بطلقتين في الكتف أثناء عمله في أرضه قرب قرية غريب على الحدود السورية -التركية، حيث تم اسعافه إلى مشافي مدينة كوباني وتحويله إلى مشافي مدينة منبج؛ لتلقي العلاج.
وبتاريخ 20 يوليو الجاري قتل شاب من أبناء مدينة سلقين برصاص قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” أثناء مروره على الطريق الواصل بين بلدة دركوش وقرية الدرية الحدودية مع ولاياة هاتاي / لواء اسكندرون غرب إدلب، كما وأصيب نازحان اثنين في مخيم صلاح الدين غرب جسر الشغور، برصاص عشوائي مصدره حرس الحدود التركي أثناء ملاحقة -الجندرما- لمهربين حاولوا دخول الأراضي التركية الجمعة.
وبحسب احصائية من مركز توثيق الانتهاكات Vdc-Nsy فإنّ الجندرمة التركية قتلت حتى نهاية تموز من العام الجاري 436 شخصا بينهم ( 80 طفلا دون سن 18 عامًا، و 53 امرأة) ووثق إصابة 376 بجروح.
في إدلب الإثنين 11 شباط، عُثر على جثث 10 مدنيين على الشريط الحدودي، بالقرب من بلدة زرزور شمالي إدلب في منطقة دركوش ..معظم الجثامين بقيت داخل الأراضي التركية بينهم أطفال ونساء.
وفي حزيران، قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، برصاص “الجندرمة” التركية، في أثناء محاولتهم العبور من منطقة دركوش بريف إدلب إلى الأراضي التركية.
وكانت أبرز الحوادث السابقة في حزيران 2016، حين قتل 11 شخصًا بينهم نساء وأطفال، قرب معبر خربة الجوز في ريف إدلب الغربي إضافة لمقتل 9 مدنيين أغلبهم نساء في 9 فبراير 2019.
وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير لها فبراير الماضي إن قوات حرس الحدود التركية تطلق النار عشوائيا على طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا، ويعيدونهم بشكل جماعي إلى حيث قدموا.
وذكرت المنظمة، التي يقع مقرها في نيويورك، أنها تحدثت مع 13 سوريا قالوا جميعهم إن قوات حرس الحدود التركية أطلقت النار عليهم بينما كانوا لا يزالون في سوريا، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، من بينهم طفل، وإصابة عدد آخر.
الشاب السوري عبد الكريم خلف، احد الضحايا تحدث قائلا”: “حالما دخلنا تركيا، وجدنا أنفسنا محاصرين من حوالي عشرين جنديا من قوات الدرك التركية. وقبل أن نتمكن من فعل أي شيء، انهالوا علينا بالضرب بالهراوات وبكعوب بنادقهم بقوة، لدرجة أنني كدت أفقد الوعي. لذا بدأت بالركض نحو الجدار مرة أخرى، وتسلقته مجددا عائدا إلى الجانب السوري. ثم فقدت الوعي بالفعل.. لكن مجموعة من السكان المحليين هرعت بي إلى المستشفى. فيما بقي ابنا عمي على الجانب التركي ولم يتمكنا أبدا من العودة بسبب الضرب والتعذيب اللذين تعرضا له على أيدي قوات حرس الحدود التركية.”
وقال مسؤولون في المستشفى إن جثتي ابني عمه وجدتا متروكتين في وقت لاحق في منطقة الحدود قبل أن يتم نقلهما إلى مستشفى محلي.