عبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الأربعاء عن “تساؤلات” لدى بلاده بشان إقامة منطقة عازلة أو أمنية في شمال سوريا بناء على اقتراح واشنطن وأنقرة.
وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ “نحن نتساءل بشان هذا المسار”، مُضيفا “ربما يتم توضيح الأمر خلال اجتماع التحالف (الدولي ضد الجهاديين) في 6 فبراير بواشنطن”.
وكان ترامب دعا في 13 يناير إلى إقامة “منطقة أمنية” بعمق 30 كلم في سوريا. واعتبر رئيس تركيا رجب طيب أردوغان أنّه يتعين أن تتولى بلاده هذه المبادرة فيما رفض الأكراد أي دور تركي وأبدو موافقتهم على اقامتها إن كانت بحماية دولية، في حين ترى روسيا أنّ شمال سوريا يجب أن يصبح تحت سيطرة السلطات السورية.
وأضاف الوزير الفرنسي “يجب أن نبحث مساحة هذه المنطقة والضامنين وكيف ستكون المراقبة “مشيرا إلى أنّ 30 كلم في أراضي الأكراد السوريين أمر “قد يطرح مشكلة”.
وبات مصير”وحدات حماية الشعب” حليفة الغربيين في الحرب على الجهاديين في سوريا، موضع تساؤل منذ قرار ترامب سحب ألفي جندي أميركي منتشرين في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ورأى وزير الخارجية الفرنسي أنّ التحالف سيحرم نفسه من “قوة تأثير” في سوريا خصوصا عند البحث عن حل سياسي بعد انسحاب الأميركيين.
وأضاف لكن التحالف تبقى لديه قوة تأثير بشان إعادة الإعمار في سوريا وفي مجلس الأمن حيث لفرنسا والولايات المتحدة قدرةعلى اتخاذ قرار بشان العملية السياسية التي أطلقها الروس خصوصا.
وأوضح “أنّ إعادة الإعمار لا يمكن أن تتم بتمويلات روسية أو سورية. وإذا لم تكن حاضرة فيها أوروبا أو قوى أخرى فإنّ إعادة الإعمار لن تتم”.
في باريس، كان قد طالب نواب فرنسيون من مختلف الأحزاب السياسية الرئيس إيمانويل ماكرون بأن تعزز فرنسا دعمها للقوات الكردية في سوريا وحلفائها من غير الأكراد المنضوين في إطار قوات سوريا الديموقراطية.
وحذّر النواب من أن “هجوماً للجيش التركي على الأكراد قد يمكّن تنظيم داعش من استعادة قوته”.
وطالبوا بأن “تتحمل فرنسا مسؤولياتها” من خلال “الطلب من مجلس الأمن الدولي وضع الأكراد في سوريا تحت الحماية الدولية” ومن “خلال التفاوض على حلّ سياسي لحذف حزب العمال الكردستاني من لائحة المنظمات الإرهابية.
كما وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي قد قالت إن إدراك الولايات المتحدة يتزايد بأهمية حماية حلفائها الكرد حتى مع انسحابها من سوريا.
وقالت بارلي لبرنامج استضافته فرانس انفو وفرانس إنتر وصحيفة لو موند “هذه المسألة المتعلقة بضرورة حمايتهم يأخذها الأمريكيون في اعتبارهم”.
وأضافت “الكرد كانوا أفضل شركاء في التحالف” في إشارة لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة شكل لمحاربة تنظيم داعش.
واكدت الخارجية الفرنسية كذلك “تمثّل محاربة الإرهاب إحدى أولويات فرنسا، فمكافحة التهديد العالمي الذي يفرضه تنظيم داعش مستمرٌ ولن يتوقف في المدى المنظور.
وفي الأسابيع المقبلة، ستولي فرنسا عناية خاصة إلى أمن جميع شركاء الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك قوات سورية الديمقراطية. ويجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحرص على حماية سكان شمال شرق سورية وعلى ضمان استقرار هذه المنطقة، بغية منع حدوث مأساة إنسانية جديدة وظهور الإرهاب مجددًا.