تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من إلقاء القبض على العشرات من عناصر وقادة تنظيم الدولة الإسلامية فيما سلمت مجموعات أخرى نفسها للقوات في المعركة الأخيرة ضد جيب صغير يتواجد فيه داعش على الضفة الشرقية لنهر الفرات، ومن بين تلك العناصر التي سلمت نفسها للقوات فضل الرحمن عبد المجيد الملقب بأبو أنعام المهاجر والمنحدر من مدينة لاهور الباكستانية، حيث كان في مهمة لوضع كمين للمدنيين النازحين نحو مناطق قوات سوريا الديمقراطية وبعد إحكام الأخيرة المنافذ أجبر العديد على الاستسلام وتسليم أنفسهم للقوات.
الاسم الحقيقي: فضل الرحمن عبد المجيد
مواليد: 1971 – مدينة لاهور – باكستان
ينحدر فضل الرحمن من عائلة مسلمة في لاهور، ترك دراسته في الصف العاشر ليعمل مع أقربائه في تجارة الحديد، وهو متزوج من ثلاث نساء باكستانيات، انضم إلى تنظيم ( لشكر طيبة ) المتشدد للقتال في كشمير ضد الجيش الهندي لمدة سنة ثم عاد إلى باكستان.
التوجه إلى تركيا بعد إعلان خلافة داعش المزعومة:
في شرحه لتفاصيل قدومه من باكستان إلى سوريا عبر تركيا يقول فضل الرحمن بأنّه تعرف وقتها على شخص اسمه عبد الستار، وهو باكستاني يعمل كمنسق ومنظم لدعم التنظيم بالعناصر هناك، وقد جهز له هذا الشخص كافة الأمور في تركيا مزوداً إياه بالأرقام والعناوين في تركيا، حيث أنّه بمجرد وصوله إلى تركيا فإنّه سيكون بأمان وسوف تأتي مجموعات وتستلمه وتنقله إلى نقاطها قبل نقله إلى سوريا.
ويضيف فضل الرحمن ” توجهت إلى مطار باكستان بعد تجهيز أموري وغادرت إلى مطار إسطنبول سنة 2015، عندها أتى شخص واستلمني ومن ثم اتصل بي أحدهم وقال سنأخذك إلى أضنة، بالفعل ذهبنا إلى أضنة”.
“داعش تتحرك في تركيا كقوى منظمة وليس مجرد شخص أو شخصين”
ويتحدث فضل الرحمن عن وجود شبكات داعش منظمة ذات تحرك كثيف في تركيا.
فيتحدث فضل الرحمن الملقب بأبو انعام المهاجر ذو الأصول الباكستانية عن مركزهم في أضنة وآلية تحركهم فيقول ” عندما أتينا من اسطنبول إلى أضنة، حيث كنا مجموعة، تم فرزنا في بيت كبير، وكان داعش يتحرك كجيش منظم حيث كان أسلوبهم وسهولة تحركهم يدهشنا، وكأنّنا في منطقتهم”.
وعن مسيرتهم إلى سوريا يبين فضل الرحمن كيف أنّهم كمجموعة مؤلفة من أكثر من 50 شخصاً بين عناصر وعوائل قد تحركوا من أضنة إلى منطقة الراعي الحدودية وأنّهم دخلوا سوريا متجاوزين الحدود التركية بدون مشكلات تحت أعين الجندرمة التركية وإشرافهم.
ويقول ” قاموا بنقلنا عبر سيارات من أضنة نحو الحدود السورية، كنا مجموعة مؤلفة من 50 شخصاً تقريباً بين عناصر و عوائل، لم نتوقف أو يوقفنا أحد أو يسألنا أحد، كان الطريق أشبه بالتنقل من بلدة إلى بلدة مجاورة، لم نشعر أننا دخلنا الأراضي السورية، فقط عندما نزلنا قالوا هنا بلدة الراعي، حتى أنّ المجموعات التي لحقتنا عبر طرق أخرى من تركيا إلى سوريا أخبرتنا بأنّ الجيش التركي أضاء لهم الطريق بالبروجكتورات الكبيرة ليسهلوا الطريق أمام العوائل المهاجرة إلى مناطق نفوذ داعش”.
في مناطق داعش.. عمل في صيانة وصناعة الأسلحة ولحام الحديد
انتقل أبو أنعام المهاجر من الراعي إلى الرقة ليقوموا بنقله ضمن مجموعات إلى الموصل، حيث قام بتسليم كافة ثبوتياته وأوراقه، وسجل نفسه في مراكز التنظيم كونه مهاجراً، وبحسب قوله فإنّه بعد قرابة سنة من البقاء في العراق وتدريبه في دورات شرعية وعسكرية هناك انتقل إلى الرقة، وبسبب أمراض كان يعاني منها تم فرزه في صناعة وصيانة أسلحة الحرب في الرقة.
والجدير بالذكر أنّ فضل الرحمن الملقب بأبو أنعام المهاجر قد سلم نفسه مع مجموعة مؤلفة من خمسة عناصر أثناء تكليفهم بمهمة مراقبة النازحين واعتراضهم في الضفة الشرقية لنهر الفرات بتاريخ 6-1-2019، حيث كانت قوات سوريا الديمقراطية تضع كمائن لها على طول الطرق لتأمين خروج النازحين دون وصول عناصر داعش إليهم واستهدافهم.