دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة سحب قوات الولايات المتحدة من الأراضي السورية بعد حادث الهجوم الانتحاري في شمالي البلاد يوم الأربعاء الماضي والذي خلف 15 قتيلا بينهم أربعة أمريكيين.
وقال ترامب السبت فى تصريحات قبل توجهه جوا إلى قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير إنّه منذ توليه منصبه قبل عامين انتزع نسبة 99 % من أراضي تنظيم الدولة الإرهابي.
واستقبل ترامب هناك رفات الجنود الأميركيين الأربعة الذين قضوا في الهجوم والتقى بذويهم.
وذكر ترامب قبيل رحلته الجوية أنّ الولايات المتحدة قتلت أعضاء من تنظيم الدولة “لصالح كل من روسيا وإيران وسورية والعراق”، وقدمت للرئيس السوري بشار الأسد “أكبر خدمة”.
وأضاف ترامب بالنظر إلى الانسحاب المعلن أنّه “في وقت ما سيرغب الكل في عودة جنودنا إلى ديارهم”، إلا أنّه لم يعلن عن خطة زمنية محددة حتى الآن.
وأشار البيت الابيض ان الرئيس التركي عزا ترامب بمقتل جنوده في منبج، وأن “الزعيمان اتفقا على مواصلة السعي لحل تفاوضي لشمال شرق سوريا والمخاوف الامنية” ، وأكدت ترامب “على أهمية هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية التي ما زالت في سوريا”.
وذكرت “سي إن إن” يوم الأحد أن تركيا لديها حوالي 16 ألف جندي ، إلى جانب 10 آلاف من مقاتلي الميليشيا المتحالفة معها، حشداهم على الحدود مع سوريا – وهو أمر لا يتفق تماماً مع ادعاء الولايات المتحدة بأن الرئيسين اتفقا على حل تفاوضي خاصة وان اردوغان يواصل التهديد باجتياح منطقة شرق الفرات حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي ما تزال تقاتل تنظيم الدولة في جيب صغير بريف ديرالزور.
الجميع يتحيّن الفرصة المناسبة لاجتياح منبج
من جهة أخرى، ترى الكاتبة لويز كالاهان في تقرير لها نشرته صحيفة صنداي تايمز حول التفجير الانتحاري الأخير في منبج شمال سوريا، إنّ هذا التفجير كان تذكيرا داميا بأنّ القوات الأميركية تترك وراءها، وهي تنسحب من سوريا، “فراغا تنبت فيه بذور التطرف والدمار” على أنقاض تنظيم الدولة الإسلامية.
وحذرت من أنّ “تفجير مطعم منبج دليل على أنّ الأميركيين سيتركون وراءهم تمردا سيقوى بعد رحيلهم”.
وتعتقد الكاتبة في تقريرها الذي تناولته “بي بي سي” أنّ الأميركيين أنجزوا مهمة “تدمير” تنظيم الدولة الإسلامية، “فالخلافة التي كانت تمتد على مئات الكيلومترات من سوريا إلى العراق تقلصت إلى بقعة في وادي الفرات”.
لكن، وبعد سنوات من الحرب التي شاركت فيها “قوات أميركية وبريطانية مع المقاتلين الأكراد، بدأ التنظيم يعود إلى المناطق التي كان يعتقد أنّه اندحر فيها”. وتضيف لويز كالاهان أنّ التفجيرات الانتحارية في سوريا والعراق تبين قدرة التنظيم على اعتماد حرب العصابات.
وترى الكاتبة أنّ مصير مدينة منبج التي تقع على بعد 10 كيلومترات من الحدود له أهمية بالغة. فالأتراك هددوا أكثر من مرة باجتياح المدينة.
وتراقب القوات السورية الحكومية الأوضاع في منبج، وتسعى إلى السيطرة عليها لأن الرئيس بشار الأسد، تعهد باستعادة السيطرة على جميع الأراضي السورية وعدم التفريط في شبر واحد منها.
وترى الكاتبة أنّ القوات السورية الحكومية والمعارضة المدعومة من تركيا كلها تنتظر الفرصة المناسبة لاجتياح منبج. وتعتقد أنّه لو حدث ذلك لتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من العودة هناك، مثلما حدث في مدينة كركوك عام 2017.
وفي تركيا ومع الذكرى السنوية للحملة العسكرية التركية لاجتياح منطقة عفرين والتي قُبِلت بردود أفعال إقليمية ودولية رافضة للعملية برمتها، جدد القادة الأتراك عزمهم على تنفيذ عملية شرقي الفرات.
استعدادات عسكرية اعلن عنها وزير الدفاع خلوصي أكار، الأحد، قائلا إنّ خطط واستعدادات تركيا جاهزة بشأن العمليات المحتملة في منبج وشرق الفرات بسوريا.
جاء ذلك في تصريحات لأكار خلال تفقده الوحدات العسكرية على الحدود التركية مع سوريا، في الذكرى السنوية الأولى لعملية غصن الزيتون، التي قامت بها القوات التركية بالتعاون مع جماعات مسلحة من المعارضة السورية التي تتبع لتركيا في منطقة عفرين، شمالي سوريا وخلفت مئات القتلى والمصابين إضافة لنزوح 350 ألف من سكان عفرين.
وفيما يتعلق بشرق الفرات ومنبج، أضاف أكار: “سنقوم بالعمليات والخطوات اللأزمة في الوقت والزمان المناسبين”.
وقال: “خططنا واستعداداتنا جاهزة لمواجهة المشكلة التي تعترضنا في منطقة منبج السورية وشرق الفرات”.
ورافق أكار رئيس الأركان يشار غولر، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، وقائد القوات البحرية عدنان أوزبال، وقائد القوات الجوية حسن كوتشوك أقيوز.
على صعيد متصل قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ “النضال الذي تخوضه تركيا في منطقة عفرين السورية ضد الإرهاب سيكون له مكانة محورية في ذاكرتنا”.
جاء ذلك خلال مخاطبته، عبر اتصال مرئي، عسكريين شاركوا في عملية غصن الزيتون في الذكرى السنوية الأولى لانطلاقها.
وشدّد الرئيس التركي على أنّه لا يمكن نسيان ما سماه النضال المبارك الذي جرى خلال عملية غصن الزيتون ضد الإرهاب.
وتابع: “عمليتنا هذه ستتواصل دون أي توقف سواء في عفرين أو جرابلس أو الباب، وسنضمن لجميع أشقائنا السوريين استنشاق الحرية في أقرب وقف”.
وشدد على أنّ “تركيا هي ضامنة وحدة الأراضي السورية، ولن تسمح على الإطلاق بحدوث تقسيم في سوريا”.
وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين آلتون، الأحد، إنّ بلاده تمكنت من إجهاض مشروع بناء ممر كردي على حدودها، من خلال عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات على حد وصفه.
جاء ذلك في تغريدة نشرها عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية غصن الزيتون، التي اجتاحت فيها القوات المسلحة التركية ووحدات مما يعرف الجيش السوري الحر منطقة عفرين.